تصريح مرتعش
صلاح السلقدي
صلاح السلقدي

(الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تأتمران بأمر النائب وتنفذان كل ما يصدر منه من توجيهات)، هكذا قال أو بما معناه العميد احمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري, فجأة وبدون مقدمات. ولكن العجب يتبدد سريعًا إذا ما عرفنا السبب الذي دعا العميد إلى أن يتذكر أن هناك نائب رئيس قابع في منزله وممنوع عليه (الاقتراب أو التصوير) بجوار القصر الوثير في شارع الستين الجنوبي، فالحديث عن وصول المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق عن الجرائم التي ارتكبت ولا تزال بحق المتظاهرين السلميين بالساحات منذ أشهر, وكان للحرس الجمهوري اليد الطولى بعمليات القتل والحرق ولتشريد تلك، وتزامن ذلك مع القرار الذي أصدرته محكمة الجنايات الدولية بشأن القذافي وأولاده وما يرتكبونه من جرائم بحق الليبيين, كل ذلك جعل العميد يشعر برعشة حقيقية تهز كرسيه وأن شبح قفص محكمة الجنايات قد بدأ يطل برأسه أمام عينيه ومن قبله والده الجريح، وفي محاولة مكشوفة لتحاشي الوقوع أمام العدالة التي ستقتص للضحايا منه ومن والده، أراد العميد أن يتخلص من ذلك بأن يعزي كل ما عمله ويعمله الحرس الجمهوري من جرائم إلى النائب عبد ربه منصور ويدفع بالتالي عن نفسه وعن والده تهمة إبادة تنتظرهما في ثنايا ملفات مكومة أمام نشطا ومنظمات حقوقية محلية ودولية تمتد أعمار هذه الملفات إلى أكثر من عقود ثلاثة، ومعهما أي (العميد ووالده) أيضا شركاء هم عدد من القتلة بلاطجة الأجر اليومي وشلة النافق والتحريض التي تحيط بهما وتزين لهما كل تلك الأعمال الشنيعة.

فإلصاق التهمة بالنائب هي المقصد من تصريحاته تلك، وإلا ماذا يعني أن يقول العميد أحمد هذا الكلام وفي هذا الوقت بالذات؟ ثم لماذا خص العميد أحمد الحرس الجمهوري دون سواه من المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية من أنه يأتمر بأمر النائب؟ فإن كان قصده أن يقول إن النائب هو من يدير شئون البلاد, وأنه أي (النائب) الكل بالكل وفق الدستور والشرعية الدستورية المزعومة، فما كان له أن يخص الحرس الجمهوري والقوات الخاصة عن باقي أجهزة الدولة الأخرى.

نعم, ثمة مآخذ يأخذها الكثيرون على النائب منصور من أنه يقف بالمنطقة الرمادية حتى الآن ولم يحسم موقفه بعد بانضمامه إلى ضفة الحق ويترك الأسرة الحاكمة تتحمل تبعات فوضويتها، لكن هذا لا يعطي الحق للجناة بان يبحثوا عمّن يقف بدلًا عنهم بقصف العدالة ويتحمل وزر جرائمهم الفظيعة التي ترتكب كل يوم بحق العامة من الناس وتلتف على رقبتهم بدلًا عنهم حبل المشنقة.

ما يميز حكم القذافي وأولاده على مساوئهم أنهم على الأقل يعلنون بكل وضوح وشجاعة، مسئوليتهم عن قتل معارضيهم وإن كانت الأسباب التي يسوقونها لتبرير ذلك أسخف من أن يصدقها عاقل كأن يقولوا مثلا إنهم يطاردون جرذان من زنجة لزنجة ومن دار لدار، ولكن على أقل تقدير فإنهم إي (القذافي وأولاده) يقتلون ويعلنون مسئوليتهم عن ذلك دون تملص ودون خوف من عيدان المشانق المرتقبة. (فالقذافي) يعرف أن شعبه يتحفز (لقذفه) في خليج سرت في قادم الأيام, لكنه لم يجعل من (كوسة موسى) مثلا شماعة يعلق عليها كل فظائعه المروعة حتى بعد أن انشق عنه.

*خاتمة مع الثائر أحمد مطر:

قال الراوي:

للناس ثلاثة أعيادْ

عيد الفطرِ

وعيد والأضحى

والثالث عيد الميلادْ

يأتي الفطر وراء الصومِ

ويأتي الأضحى بعد الرجمِ

ولكن الميلاد سيأتي بعد إعدام الجلادْ

قيل له: في أي بلادْ؟

قال الراوي:

من تونس حتى تطوان

من صنعاء إلى عمان

من مكة حتى بغدادْ

قتل الراوي,

لكن الراوي يا موتى

علمكم سر الميلادْ

bka951753@yahoo.com


في الثلاثاء 28 يونيو-حزيران 2011 05:27:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=10835