اليمن إلى أين ..؟؟
علي السيد
علي السيد

عاش الشعب اليمني منذ ما يقارب ثلاثة وثلاثين عاماً في ظل نظام ظالم مستبد عميل دكتاتوري دفع بالبلاد إلى الهاوية وقادها إلى شفى حفرة وجرف هار .. ونتهج سياسة الحكم بالحديد والنار ومن ثم ادخل الشعب اليمني في نفق مظلم ومستنقع الصراعات والحروب الأهلية .. كما أن النظام القائم في اليمن تحرك بحفاوة كبيرة لا مثيل لها في قمع الشعب وتجهيله .. وشن الحروب الكثيرة على أبناء الشعب اليمني في جنوب البلاد \\\"حرب 94\\\" ضد ما يسميه النظام بالانفصاليين وفي الشمال ست حروب أكلت الأخضر واليابس ضد الحوثيين ليبرر بعد ذلك هذه الحروب بان الحوثيين متمردين ودعاة إمامة ..

ندرك جميعا أن النظام استخدم كل الأساليب القمعية منذ اعتلى سدة الحكم وعلى مر العقود الماضية وهو يمارس هذه السياسة فكان من المفترض أن تبدأ الثورة والانتفاضة من اليمن ..لان اليمن واليمنيين قد عانوا كثيراً من جبروت نظام ظالم وعميل .. ظل ولا زال يمارس أعمال القمع والتسلط والاستبداد ضد أبناء شعبه ..

كما أن النظام القائم في اليمن يقتل المواطنين ويظلمهم ويرتكب الجرائم في حق شعبه ومواطنيه .. فنحن اليمنيين لا نرضى برحيل القائمين على النظام فقط .. ولكن نطالب وبشدة تقديم هذا النظام \\\"للمحاكمة\\\" .. ومن ثم يحاكم ويكون مصيره - مصير الأنظمة العميلة السابقة في الدول العربية والإسلامية .. مع العلم أيضاً أن هذا النظام الذي حاول جاهدا في العمالة والارتماء إلى أحضان الأمريكان بل قدم كل شيء لهم .. حتى التهيئة لدخولهم إلى أرضينا اليمنية والسماح لهم في قتل الأبرياء من المواطنين في الشمال والجنوب .. كما وصل الحال بهذا النظام أن يتبنى العمليات الجوية الذي قامت بها طائرات أمريكية وقتل على أثرها كثير من اليمنيين .. وبالتالي سلب هذا النظام وحلفائه الأمريكان سعادة اليمنيين .. وافقدوه الحكمة وأضرموا الفتن بين أوساط المجتمع اليمني المسلم .. فالنظام القائم في اليمن يعمل المستحيل في خدمة الأمريكان حتى على حساب شعبه فهو لا يأبه بالدماء التي تسقط والمجازر الجماعية التي اقترفها الأمريكيون والنظام القائم في اليمن ..

هنا تحرك الشعب اليمني للانتفاضة والتغيير وهتف بصوت الحرية .. فخرج الشعب اليمني إلى الشوارع بصدور عارية شأنهم كشأن الشعب المصري والتونسي الذين تحركوا تجاه التغيير بتوحد في الصف والموقف.. فالثورة اليمنية واجهت عوائق كثيرة في إطالة أمدها ومحاولة كبيرة من قبل أمريكا والنظام في السعودية لكبح الثورة والتلاعب بالأوراق والملفات اليمنية وكذلك القوى الحزبية السياسية والعسكرية والقبلية..

فعندما نقرا المشهد اليمني من جميع النواحي والاتجاهات المختلفة نجد أن هناك من يريد تحويل الثورة السلمية إلى صراع مسلح وفتح الباب أمام الخارج .. ليتحول بعد ذلك المشهد إلى استعمار غربي وليس ثورة كما عمل المجلس الانتقالي في ليبيا هنا نتسأل لماذا البعض يريد أن يسلك هذه الطريق المليئة بالمخاطر والأسلاك الشائكة ويخطوا – خطوات تشابه الأعمال التي قام بها المجلس الانتقالي الليبي في تشكيل مجلس انتقالي ومن ثم تشكيل مجلس عسكري وبعد ذلك فتحوا الباب أمام الغرب وأطماعه الاستعمارية ؟؟!!..

بالتالي بعدما ثار الشارع اليمني وخرج إلى الشوارع لينتفض ضد الظلم والاستبداد وهتف \\\"الشعب يريد إسقاط النظام \\\" وكذلك الرفض لكل التدخلات الخارجية لما من شأنه إغلاق الباب أمام دول الاستكبار العالمي وفي المقابل تحركت المعارضة في الاتجاه الخاطئ والعكسي للثورة الشعبية السلمية وفي نفس الوقت تسعى المعارضة في التحرك بجد إلى الغرب لتفتح بعد ذلك الباب بمصراعيه أمام المستعمرين ليتسنى لهم بعد ذلك ضمان الدعم الخارجي وهذا واضح من تحرك المعارضة هذه الأيام وسفر عدد كبير منهم إلى الخارج وكلا لديه مهمة منوطه به واتجاه معين يذهب إليه ليقوموا بعد ذلك بنفس الدور والسيناريو الذي حصل في ليبيا ..

لكن هنا في اليمن يختلف المشهد فاليمن ليست كليبيا فالمعروف عن اليمن وتضاريسه الجغرافية ووضعه المعقد وتركيبته القبلية يختلف تماما عن أي بلد أخر .. وفي نفس الوقت الشعب اليمني معروف عنه انه شعب مسلح وقبائل متعددة سيادية لا تنخرط في نظام أو دولة مركزية ولكن هم يديرون شئونهم بأنفسهم ولازالت الحمية القبلية والأعراف والتقاليد الكريمة والتمسك بالدين موجود لدى هذه القبائل اليمنية ..

إن المخاطر المحدقة بالثورة اليمنية تتمثل في التدخلات الخارجية التي تحاول جاهدة إعطاء النظام المزيد من الوقت عبر قرارات واهية وضعيفة غير مكتفية بما قد مضى على الثورة من إطالة الوقت والدماء التي تنزف والشهداء الذين يتساقطون في كل الميادين والساحات اليمنية .. كما أن التعامل المزدوج مع الثورة اليمنية من قبل أمريكا والنظام القائم في السعودية أصبح واضحا ومفهوما للشعب اليمني الذي تحمل الكثير من المعاناة من هذا النظام الفاسد من قبل الثورة .. ومن بعدها ولم يعد بإمكانه اليوم تحمل التدخل الخارجي التي تعطي النظام اليمني دفعة جديدة للمراوغة .. والبقاء تحت عناوين ووعود زائفة وكاذبة وتحت غطاء دولي للمحافظة عليه ..

كما أن التدخل الخارجي الذي يكمن في تداول الثورة اليمنية في المحافل الدولية وأروقة مجلس الأمن لهو بالمؤامرة الكبرى في الالتفاف على الثورة ومطالب الشعب اليمني المحقة .. فالموقف الذي صدر عن مجلس الأمن لن يؤثر على الثورة الشعبية المباركة التي رفضت الديكتاتورية والاستبداد والظلم .. هذا ما يحتم على الشعوب العربية والإسلامية أن لا تراهن على مجتمع دولي يهيمن عليه مجموعة من اليهود الصهاينة فهي التي تصنع القرارات وتؤثر على القوى العالمية ...

كما أن الشعب اليمني قدم نموذجاً رائع في التحرك السلمي نحو التغيير والانتفاضة بطريقة سلمية وحضارية فالمعروف عنه انه شعب مسلح ولم يستخدمه في الثورة فرماه جانبا وحبذ التحرك سلميا في ثورته المباركة ليثبت للعالم انه شعب حضاري يخطوا – خطوات الشعب التونسي والمصري عندما تحركوا للتغيير بطرق سلمية وحضارية وصدروا نموذجا رائع يحتذي به ...فلولا التدخلات الخارجية الأمريكية السعودية في كبح الثورة وتخديرها واحراف مسارها الصحيح ..وكذلك مرادفتهم الواضحة للنظام القائم في اليمن والإيحاء له بأن يثخن القتل والظلم والبطش والقمع بحق أبناء شعبه تحت غطاء دولي وإقليمي يسنح له الفرصة في قمع وقتل المتظاهرين السلميين المطالبين بإسقاط النظام وكذلك إسقاط المشاريع الاستعمارية ..وهذا ما حصل وبالتالي لولا هذه التدخلات السافرة في شؤون اليمنيين لاستطاع الشعب أن ينتصر في أول وهلة للثورة المباركة ..

كما أن الشعب اليمني سيمضي في الثورة المباركة حتى تنتصر وسيحافظ على سلمية الثورة الشعبية ولن ينزلق في أي مستنقع يريد النظام أن يجره إليه فمهما تأمروا على الثورة اليمنية كأن من كان .. فأنها أن شاء الله ستنتصر وسيسقط المشروع الأمريكي السعودي في اليمن ويسقط أزلامه ..

alialsied@gmail.com


في الخميس 27 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:30:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=12085