جمعة الأمير سلطان كلمة حق اريد بها باطل
د عبدالله محمد الابي
د عبدالله محمد الابي

أن المتتبع لمجريات الأحداث في اليمن ليجد الكثير من المتناقضات التي يظهرها الرئيس صالح، بهدف كسب تعاطف سياسي من هنا وهناك، معتقدا تفوقه على معارضيه سواءً أكانوا سياسيين أو ثوار أو مشايخ أو قادة عسكريين.

فكلما واجهته مشكلة وما أكثرها في هذه الأيام وما قبلها إلا فكر في حيلة أو عملية مكر يظن أنها ستخرجه مما هو فيه، مكرها بعض مستشاريه وأعوانه مغلوبين على أمرهم في تبني مواقف وطرحها إقليميا ودوليا.

فمنذ مايقرب من تسعة شهور كم مرة قبل التوقيع على المبادرة الخليجية؟ وكم مرة رفض التوقيع عليها؟

وكم مرة حاور أو أمر بالتحاور؟ وكم مرة رفض الحوار؟

وكم مرة أشعل حربا؟ وكم مرة أوقفها؟

وكم مرة اعترف بثورة الشباب؟ وكم مرة رفضها؟

وكم مرة فوض مشائخ وعلماء لحل المشكلة؟ وكم مرة رفض الحلول المقدمة منهم؟

كم مرة وصف فلان من الناس بأنه عالم؟ وكم مره وصفه بأنه إرهابي؟

كم مرة وصف قائد عسكري بالوفاء والصدق؟ وكم مرة وصفة بالكذب والخيانة؟

كم مرة وصف التعددية والديمقراطية بالايجاب، وكم مرة وصفها سلبا أنها سبب الخراب والدمار؟

كم مرة أحسن التعامل مع دول الجوار؟ وكم مرة أساء ذلك مخالفا المنطق والعقل وتفكير الرجل العادي؟ - أزمة الخليج وما ترتب عليها من آثار تحمل عبئها المغترب اليمني بسبب موقف صالح-

كم؟ وكم؟ وكم؟

تلك سلسلة طويلة من الأسئلة التي لو استمرينا في سردها لما أكملنا، لكنها أمثله بسيطة لنقطة في بحر متناقضات صالح.

مانريد التطرق إليه في هذه العجالة هو تسمية هذه الجمعة من قبل صالح بجمعة الأمير سلطان رحمة الله عليه.

هل لأن مشاريع الأمير الخيرية في اليمن والتي منها تزويج أكثر من ألف يتيم كمشروع سنوي؟ - يتم التنسيق له من الشيخ حسين الأحمر ومؤسسة اليتيم الخيرية- حرم منه الأيتام هذا العام بسبب صالح.

أم بسبب مواقف الأمير الداعمة لأمن واستقرار اليمن؟

الإجابة بالطبع لا، فالمعاني السابقة يفهمها الثوار، يفهما من يريد النظام والقانون، يفهمها من يلامسها من ايتام وغيرهم؟ ولذلك فهم من يكنون للأمير الراحل الحب والوفاء، ويفتقدون برحيله تلك المعاني، نأمل استمرارها عن طريق مؤسساته الخيرية.

أما صالح، فهل من يحب الأمير سلطان هو من يغمر حي ومنازل الشيخ صادق الأحمر وأخوته بالحصبة وصوفان بالقذائف عقب وفاة الأمير وبنفس الوقت يأمر بالحداد في الإذاعات؟ ولقد سمعنا أن صح ذلك أن ذلك بسبب أن من يدعمهم ويعمل على وقف إطلاق النار قد توفى.

أذكر أيضا أنه في العام الماضي دعي صالح لحضور الحفل الذي تقيمه مؤسسة اليتيم لتزويج أكثر من ألف يتيم على نفقة الأمير سلطان، وتبرع لكل يتيم بمبلغ يساوي المبلغ المخصص من الأمير لكل يتيم - وأن كانت من المال العام-، وكان بإمكانه بدلا من ذلك أن يعمل على تزويج ألف يتيم أخر، لأكن ثقافة القمر تجعله يباهي ألأمير، ومع ذلك فقد أنعكس سلبا على ما يريد فلقد استلم الأيتام المبلغ شاكرين الأمير مرتين الأولى على ماتم تقديمه منه، والأخرى أنه جعل صالح يقمر بدلا من أن يشكر ويعطي مبلغا أخر.

ولأنه في مأزق سياسي بين فكي كماشتين المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن، ولأنه يريد تعديل المبادرة واليتها، ولأن وزير خارجيته قد رفض استقباله لذاك الغرض، وبهدف التقرب وكسب التعاطف فقد سمي الجمعة بهذا الاسم، سترفع فيها صور الملك عبدا لله والأمير سلطان.

وبالمقابل فقد لاترفع الصور في ساحة الثوار وقد يسموا الجمعة باسم أخر، فهل من يظهر مالايبطن - ساحة السبعين- يساوى بمن يبطن ما لايظهر – ساحة الستين.

ذلك أنه يحب التفرقة بين تعود على النفاق السياسي من من لم يتعود عليه

فهل تسمية الجمعة بجمعة الأمير سلطان محبة في الراحل وأعماله؟


في السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:03:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=12112