من أخلاقيات الثائر : (3) الإلتزام بأدب الحوار
أحمد عبدالله جحاف
أحمد عبدالله جحاف

الثورة الشبابية اليمنية والتي قبل أن تكون ثورة لتغيير النظام ، فهي ايضاً ثورة لتغيير وتحسيين سلوكيات المجتمع وتصحيح مسارها ، وبحيث أن الثائر والثائرة هم أهم ركن في هذه الثورة فأنه يتوجب عليهم الالتزام والمحافظة على الجانب الأخلاقي والإنساني لان أي تصرف مسيء يصدر من أي ثائر يعتبر تصرفاً مسيء ايضاً للثورة باكملها .

 في الجزء الثالث من أخلاقيات الثائر ، سأتحدث عن "الإلتزام بأدب الحوار" وهو من أهم صفات الانسان الناجح ، ولهذا فانه يجب أن تكن أيضاً من أهم صفات شباب الثورة في جميع الساحات داخل الوطن و خارجه ، فالحوار أقوى بكثير من السلاح وأدوات الحرب وأقوى من الصواريخ والدبابات والمدافع ، وعن طريق الحوار فأنك تستطيع أن تحل مشاكل لا تستطيع حلها بالسلاح حتى ولو كان سلاحك سلاح نووي .

والحوار هنا لا أقصد به الحوار بين السلطه والمعارضه والذي مازلنا نسمع عنه ولم نراه حتى الان ، وقصدي بالحوار هنا الحوار البسيط بينك أنت الثائر المواطن وأخوك المواطن الآخر ((سواء كان موافقاً لرأيك أو معارض لك)) ، فعن طريق الإلتزام بأدب الحوار فانك تستطيع أن تسيطر على العديد وتقوم بعملية التغيير السلمي مع غيرك في الرأي ، فعندما يختلف الناس في الحوار فإن البعض إما أن يسلك طريق الدم والسلاح أو طريق السلم والحوار .

أخي الثائر . . أختي الثائرة . . لكي يتسنى لك الإلتزام بأدب الحوار والمناقشه فانه لابد لك من :

 البدء بمناقشة الأصل قبل الفرع ، إذ ان مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل يعتبر نوعاً من العقم الحواري .

 البدء بموضوعات الاتفاق والإجماع والمسلمات ليسهل عليك الدخول إلى المواضيع الاخرى ، فمن الخطأ البدء بمناقشة الأمور والقضايا المختلف عليها ، وذكر عن حكيم اليونان سقراط أنه كان يبدأ مع خصمه بنقاط الاتفاق ويسأل الخصم أسئلة لا يستطيع الاجابه عنها إلا بكلمة "نعم" ويظل ينقله من سؤال إلى أخر حتى يرى الطرف الآخر أنه أصبح يُقر بفكرة كان يرفضها من قبل .

 تحديد نقاط الحوار حول نقطة معينة واضحة ، بحيث يتم التركيز على نفس النقطة ولكي لا يتحول الحوار إلى مجادلة ومتاهة لا فائدة منها .

 الإلتزام بصفات المحاور الناجح مثل جودة الإلقاء وحسن العرض وسلاسة العبارات .

 التواضع أثناء المناقشة .

 حسن التصور في الأفكار المطروحه في النقاش وترتيب الأفكار والأمثلة وتجنب أي أفكار مشوشة أو متضاربة .

 عدم المقاطعة وعدم رفع الصوت وتجنب أخذ زمام الحديث بالقوة .

 عدم التهويل والتهوين من حديث الطرف الآخر وتجنب وصف الطرف الآخر بصفات سيئة مثل الجهل أو التسرع .

 تعلم الإصغاء وحسن الاستماع .

 كن مع الحق دائماً وإنصف الطرف الآخر إن كان هو صاحب الحق وتجنب العصبية والتعصب للرأي الواحد .

 الانتقاد بأسلوب مهذب ، فانقد الخطأ بطريقة علمية بعيدة عن العواطف .

 إن وجدت نفسك على خطأ فلا تتهرب من الموضوع بأخر وتعلم أن تقل "لا أدري" ان كنت لا تعرف شيء عن الموضوع .

 الاستدلال العلمي والتوثيق وترك الاشاعات والأوهام واستدل في حوارك بأدلة واضحة وبراهين ثابتة .

 أخي الثائر .. أختي الثائره ..

تعاملك مع الاخرين يعكس صورة عن مجتمعك الذي تعيش فيه ، ومن خلال الإلتزام بأدب الحوار البناء فأنك تستطيع أن تجعل العديد من الناس أن يتبعوك في نفس الطريق الذي تسير فيه ، وايضاً لا تنسى أنك الان تمثل الثورة الشبابية وتعكس بتصرفاتك الجانب الاخلاقي للثورة ، وأختم كلماتي بالهمسة الاخيرة وكما قال تشرشل : سر النجاح أن تعرف متى تتكلم ومتى تسكت ومتى تضرب ومتى تتراجع ولكن قبل كل شيء أن تفكر بعقلك وقلبك معاً ، وتذكر أن الحوار أقوى من البندقية .


في الأربعاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:21:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=12579