حرب المنصة أم حرف المسار
توفيق الخليدي
توفيق الخليدي

يحاول البعض جر الشباب لصراع مع أحزاب اللقاء المشترك مدعين أنهم خونة وربما جردوهم وطنيتهم ومارسوا أقسى أنواع الإقصاء, لدرجة الاعتداء على منصة بالأحذية -أكرمكم الله- ثم يظهروا بمظهر البراءة والثورية وأنهم الوطنيون وأولئك الخونة وهم الأبطال في حرب تستهدف رفقاء النضال.

أريد أن أسأل هؤلاء أين كنتم حين كان أفراد اللقاء المشترك يتعرضون للمضايقات في وظائفهم وأرزاقهم وحياتهم من سنوات؟! أين أنتم حين كانوا يعانون من حرب ضروس وهم يقاومون الفساد من سنوات؟ أين كنتم حين كان اللقاء المشترك يصيح في الشعب أن الفساد يتوغل ولابد من وقفة وطنية؛ وكانت دعواتهم هذه تقابل بإدعاءات أن هؤلاء مجرد حزبيين بل وقيل عنهم عملاء؟ البعض ممن يكيل التهم للقاء المشترك كان يوماً ما من المناصرين للفاسدين وربما من المجتهدين مع فاسد ما في انتخابات سابقة والآن أصبح ثورياً مناضلاً وهؤلاء الذين عانوا من الظلم لسنوات أصبحوا عملاء وخونة إلخ .. وأحياناً يفوح من بين كلام بعض من هؤلاء حقد دفين ربما لاختلاف سابق أو لمواقف شخصية وكأنه يريد الانتصار لذاته على حساب الثورة أوكما قيل لظهر ابن علوان!!

نقول لهؤلاء جميعاً اتقوا الله ولا تشعلوها فتنة لمجرد اختلاف الرؤى في التغيير وآلياته , حتى وإن كان من يفعل هذا ممن يعادي الثورة فإننا نقول للجميع قبل أن تفكر فيما تتفوه به أو تفعل تذكر أن الوطن لم يعد يحتمل أكثر من ذلك, فلتكن لديك مسئولية وطنية ولتتوقف عن ممارسة الطعن في أبناء الوطن الواحد انتصاراً لذاتك أو نكاية بمن تختلف معه ففي الأخير إن سلكنا درب الصراع الداخلي سنتضرر جميعاً ولن ينهزم إلا الوطن.

يا هؤلاء الكمال لله والخطأ طبيعي ونحن لا نقول أن اللجنة التنظيمية واللقاء المشترك صح ومية المية ولكن في ظل هذا التعقيد الذي نعيشه وتآلب العالم ضد الثورة اليمنية وما عاناه الشعب لما يقارب العام فإننا نقدر جهودهم ولنحاول تقويم مسارهم بالوسائل والأساليب المقبولة دون تخوين أو إقصاء كما أننا مطالبون بلم الصف والتغاضي عن أخطاء بعضنا ولنتحاور بالمنطق في إطار وطني موحد واللقاء المشترك هو جزء كبير وهام من مكونات الثورة, وشبابه ينتشرون في كافة الساحات وبأعداد كبيرة كما أن العديد من أفراده بل ومن القيادات قضى إما شهيدا أو جريحا في هذه الثورة فهل سيخون حزباً نفسه وهل سيبيع قضيته التي عانى من أجلها لسنوات وناله من الويل ما ناله .. دعوا عنكم هذه الحروب الجانبية والغير لائقة بالثائرين وإن كان لكم من طاقة فوجهوها نحو الفعل الثوري, نحو بقايا الفاسدين حفزوا الجماهير نحو الثورة ضد الفاسدين في الإدارات والمؤسسات الحكومية الغارقة في الفساد وجهوا الجماهير نحو فعل ثوري يسقط أزلام الفساد في المؤسسات أو ابتكروا شيئاً أخر كهذا بدلاً من المراوحة في ذات المكان تشنون حروباً رمادية ضد رفاق النضال ,تتوهمون فيها الانتصار للثورة فأعيدوا النظر في مشروعكم التغييري حتى لا تكونوا ثغرة يلج من خلالها المتربصين للنيل من الجميع فتقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض , أما إن كان وراء هذه الحملة الشرسة ضد لجنة النظام وضد أحزاب اللقاء المشترك أيدٍ خفية كما يشاع فإن الأمر حينها يتطلب تضافر الجهود للسمو بأنفسنا حتى لا نكتشف أننا ضحايا مؤامرة قذرة , دفعتنا حماستنا الزائدة أو حظوظ النفس البشرية للولوغ فيها دون إمعان نظر, تتطلبه المرحلة تجاه كل خطوة نخطوها فقد تكون هذه الخطوة للخلف لا للأمام وربما نحو هاوية سحيقة في خطيئة لا تغتفر.


في الأربعاء 28 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:00:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=13057