الجرادي: هادي رئيساً لليمن من يوم توقيع المبادرة الخليجية
مأرب برس - متابعات
مأرب برس - متابعات

-حوار فهد سلطان - الجمهورية نت
من تأصيلات الراحل (حميد شحرة) ومقاربات (نصر طه مصطفى) من شعبوية (الناس) ورصانة (نوافذ) وصولاً إلى مشاغبة (الاهالي) جميعها قدمت للوسط الإعلامي والسياسي.. علي الجرادي صحفي وكاتب ومحلل سياسي وليبرالي في حزب الإصلاح يحظى بقبول واسع من هذه المقومات يسبر اغوار الراهن اليمني ويقدم لـ(الجمهورية قراءته للمشهد الثوري وحيثياته واستشرافات مستقبله بتوازي مساراته أو تشابكها فإلى نص الحوار:أستاذ علي الجرادي مرحباً بك في صحيفة الجمهورية ولو بدأنا معك من سؤال كيف تسير اليمن إلى 21 فبراير؟

الحمد لله على سلامة الجمهورية ونتمنى لها المزيد من النجاح , وعن سؤالك فإن السير يبدو جيداً ومصحوباً بحذر مع محاولات أعتقد أنها محدودة واستثنائية لعرقلة هذا الحدث الهام , والسير يتم بصورة طيبة.

ما هي أهم العراقيل التي يمكن أن تصاحب هذا اليوم ؟

أنت تعرف أن هذه السلطة انتزعت انتزاعاً وممن انتزعت منهم لا يريدون التسليم وهناك من لهم مصالح تتقاطع مع عهد بقايا النظام في إفشال العملية الانتخابية أو أن تكون عملية محدودة ولكن بفعل الثورة الموجودة في السلطة قد انتقلت من السلطة والآلية العسكرية إلى المجتمع , والثورات العربية نقلت هذه القوة من القصور الرئاسية المحاطة بالدبابات والحراسات إلى الشوارع وبالتالي أصبح المجتمع هو صاحب القوة الأساسية ولن تستطيع أن تقف أي استثناءات محدودة في طريق المجتمع وهو يحقق بقية أهداف الثورة اليمنية .

لكن هناك من يصف تلك الانتخابات بأنها شكلية يغيب فيها عنصر الديمقراطية الحقيقية ؟

أتفق معك تماماً بأن هذه ليست انتخابات وليست تنافساً حقيقياً, ولكن بموجب الآلية التنفيذية الدولية التي جاءت لتلبي أهداف الثورة في جزء منها , وهناك تشكيل حكومة الوفاق الوطني والآن هي في حالة انتخاب عبده ربه منصور هادي كمرشح بالإجماع ومرشح توافق وطني أيضا وهي ليست انتخابات وليست تنافساً ..

ماذا يمكن أن نسميها ؟

هي جزء من الآلية الدولية للوصول إلى المرحلة التي تليها وهي مرحلة الحوار الوطني الموسع ثم بعد ذلك تبدأ عملية الانتخابات الحقيقية القائمة على التنافس .

نستطيع أن نسميها استفتاء ؟

هي جزء من حل تم التوافق عليه محلياً وإقليمياً ودولياً ,وأنت تعرف أن هناك قراراً لمجلس الأمن 2014 وبالتالي هو جزء من حلول اتفقت عليه قوى الثورة وبقية السلطة .

ماذا لو لم تتم هذه الانتخابات في موعدها المقرر لها ؟

أولاً أنا لا أعتقد أنها لن تتم , بل ستتم بشكل جيد ,وحتى لو لم تتم فإن عبد ربه منصور هادي أصبح رئيساً .

بدون انتخابات ؟

بدون انتخابات , وهو رئيس من يوم تم توقيع المبادرة في الرياض ونقل كل الصلاحيات السياسية والعسكرية إلى نائب الرئيس , ويوم 21 فبراير هو مجرد إعلان وحفل لتنصيب عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية , والانتخابات قد تعطي دلالة شعبية اجتماعية لعبد ربه منصور ومن ناحية أخرى , فهي تحمل دلالات من ناحية التصويت لإنهاء عهد علي صالح بشكل نهائي .

هناك من يحذر من أن الانتخابات بهذه الصورة قد لا تمر بسلام ؟

قد يكون هناك استثناءات محدودة ولكن علينا أن نتذكر أن المجتمع الدولي اليوم يراقب المشهد ويعتبر أي أعمال عنف قد تصاحب الانتخابات أو أي توجه لجماعة أن تحدث عنف فإنها سوف تكون تحت طائلة العقوبات الدولية .

الحراك في الجنوب وجماعة الحوثي في صعدة تعلن بشكل صريح أنها سوف تقاطع الانتخابات وهذا استفتاء بطريقة غير مباشرة على خروج هذه المناطق من سيرة الدولة؟

بالمناسبة صعدة لم تقاطع الانتخابات في أي يوم من الأيام , حتى في عام 2006م خرج صندوق صالح مليئاً بأوراق الاقتراع .

يعني ذلك ؟

يعني أن حركة الحوثي تشتغل في السياسة بطريقة مختلفة , في الوقت الذي يعلنون أنهم ضد الانتخابات أعلم أن هناك شباباً من جماعة الحوثي هم الآن في قوائم اللجة العليا للانتخابات .

يعني سيشاركون في الانتخابات ؟

بطريقة ما , وبالمناسبة الحوثي له ارتباطات دولية وإقليمية وهو يعي المعادلات السياسية وهو يعمل في هذا المربع بشكل أو بآخر , خذ على سيبل المثال الشعار العقائدي الذي يردده «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل» لم يمت أحد لا من أمريكا ولا من إسرائيل وكل الذين ماتوا على يد الحوثيين هم يمنيون كما أن هناك اتصالات بين الحوثيين والأمريكان والألمان في هذه الفترة .

هل من مصلحة الحوثي المشاركة في الانتخابات ؟

الحوثي سيشارك بطريقة ما رغم التصريحات التي نقلتموها في صحيفة الجمهورية , وسوف يشاركون كما هي العادة بالنسبة لهم , كون لهم أكثر من وجه سياسي وعسكري أو قل أن جزءاً كبيراً من الحوثي سوف يشارك في الانتخابات .

هذا بالنسبة لصعده فماذا عن الجنوب ؟

أولاً علينا أن نفرق بين القضية الجنوبية وبين الحراك الجنوبي , القضية الجنوبية هي قضية سياسية وحقوقية عادلة وسوف يتم تسويتها وفق حوار يمني موسع وفق القرار الدولي 2014 , أما بالنسبة للحراك فتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ..!! هناك نخبة في الحراك الجنوبي مع الأسف من زمن الإتحاد السوفيتي ولا زالت تتحدث باسم الجنوب اليوم , فحصلت تغيرات هائلة في السوفيت وفي العالم وحتى عند العالم العربي وبقيت هذه النخبة تستجر إلى الماضي والمآسي وتمارس التحدث بلغة قد لا تكون مقبولة في الجنوب نفسه , أقول لك إن الجنوب فيه مفارقات عجيبة , ستجد علي سالم البيض والعطاس وغيرهما نجوم السياسة في الفضائيات وعلى صدر صفحات الصحف , وبالمقابل ستجد من يحكم أبين هم شباب في أعمار الثلاثينيات بمعنى أن هذه القيادات لا تجد لها في أرض الواقع مناصراً حقيقياً لها يتبنى توجهها , وأتوقع أن علي سالم البعض قد لا يفوز في دائرته .

أنت تقلل من شخص علي سالم البيض مع أن هناك من يتحدث عن علاقة قوية له بعدد من الدول منها إيران ؟

للأسف علي سالم البيض يذكرنا بعصر القبائل العربية عندما كانت تختلف وتذهب للغساسنه والمناذرة , بحيث يذهبون للفرس والروم لاستجلابهم إلى أوطانهم , علي سالم البيض اليوم بعد أن يئس أن العالم يتجاوب مع الانفصال ذهب إلى طريق إيران , وبالمناسبة إيران نجحت في إنشاء إقليم يمتد من نجران بمحاذاة شيعة السعودية إلى ميناء ميدي على حجة , هي اليوم تحاول أن تكون موجودة في خليج عدن وهذا ممر مهم جداً حيث إن 40 % من صادرات الصين وفق صحيفة الأنتبندت البريطانية ,تمر في خليج عدن , أضف إلى أن باب المندب يعتبر وفق تصنيف وكالة الطاقة الأمريكية من سابع أهم ممرات العالم بحيث يمر فيه ثلاثة ملايين برميل نفط وإيران تحاول أن تتواجد في هذا المكان لترسل إلى العالم بأنها قادرة على الإيذاء وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية. وإيران اليوم وصلت إلى إريتريا في ميناء عصب ولديها علاقات قوية هناك فلديها مصفاة واستجلبت قوات بحرية ومعدات عسكرية ليس لحماية المصفاة وإنما لأغراض تواجد في هذه المناطق .

نفهم منك أن إيران استفادت من علاقاتها بعلي سالم البيض .؟

دعني أكمل .. إيران استطاعت أن تتواجد في محاذاة المملكة العربية السعودية ولم تستطع السعودية أن تمد يدها إلى عرب إيران في الأهواز في مقابل هذا النجاح الإيراني . كما أن إيران تحاول أن تتواجد في ميناء عدن وفي أثيوبيا وفي خليج عدن ولديها عدد من السفن البحرية في خليج عدن , إيران في صراع دولي مع الولايات المتحدة ومع أوربا وهي اليوم تتصرف مثل الممسوس حبكت المالكي في العراق وأشعلت أحداثاً طائفية فيه ودخلت البلاد في مأزق العنف , وهي اليوم تدعم سوريا والنظام السوري بكل قوة لدرجة أن الكثير استغرب من دعم حزب الله للنظام السوري الذي يقتل شعبه بصورة وحشية, واستغربنا نحن هنا من الحوثي الذي ترك ساحة النضال السلمي عدن إلى التحالف الاستراتجي مع الكلاشنكوف في الجوف وغيرها من المناطق ,والآن في حجة ويريد تطهير صعدة وأشعر أن الحوثي لم يتحرك وفق أجندة وطنية وحتى أحياناً بالتناقض مع مصلحته التي أكتسبها في بداية الثورة , والأجندة الإيرانية في هذه اللحظة لا تراعي حلفاءها وأذرعها الموجودة في أكثر من مكان .

يطرح البعض أن مشروع حضرموت الكبرى مدعوم من إيران ؟

علي سالم البيض عندما يئس من تأييد المجتمع الدولي لقضية الانفصال أتجه ومعه قناة عدن لايف إلى ترويج مشروع حضرموت الكبرى ,والطريف أن الإنسان عندما لا يكون له هدف كبير يعود لينظر إلى قدميه , فعلي سالم البيض في ذات يوم كان يحمل مشروعاً أممياً , ثم مشروع شطري ثم مشروع محافظة بعينها , ثم ستأتي الأيام مشروع قريته . واليوم وجود الجماعات السلفية في جنوب اليمن أصبحت أكثر تواجداً من الأحزاب ...

مقاطعاً: الغريب أن هناك توافقاً بين السلفي والحوثي ضد العملية الانتخابية؟

السلفيون اليوم يتجهون إلى العمل السياسي ..

فصيل فقط وليس كل السلفيين ؟

أعتقد أن هناك توجهاً كبيراً وأن هناك رعاية إقليمية للأسف تدعم , وأنا أفضل أن يتوجه السلفيون إلى العمل السياسي بأنفسهم وهي خطوة إيجابية . وعن الفصيل الذي ذكرت فأنا أحترم قناعات السلفيين سواء مارسوا العملية السياسية أو قاطعوها , ما دام أن هذه الممارسة لا تصل إلى حد العنف وهي تعمل في مساحة السلم .

الحراك سيقاطعون الانتخابات ونجاح المقاطعة يعني استفتاء واضحاً على الانفصال؟

الحراك غير القضية الجنوبية وهم ليسوا كتلة واحدة بل هم فصائل وإيران تدعم فصيلاً فيما يسمى الكفاح والانفصال , السعودية تدعم جزء من يطالب بالفدرالية وهناك ارتباطات أخرى دولية وخلافات ربما تصل بالتمويل وبالرؤية السياسية .

ما ذكرته يمثل خطراً كيف يمكن مواجهته ؟

أثبتت كل الأحداث التاريخية أن استخدام العنف دائماً هو استخدام فاشل ويقود إلى خطر , اليوم الولايات المتحدة تحاول أن تقلص من أذرعها العسكرية في الخارج , تتحاور مع طالبان في أفغانستان قللت من الجيش وانسحبت من العراق , دائما كلما تضخمت الأذرع العسكرية يصاب المركز بالضعف , الحوثي اليوم وهو يحاول أن يتمدد بهذه الطريقة العسكرية , يعني أن إشعال العنف في المجتمع اليمني هو خطير جداً , ثانياً سوف تنشئ قيادات عسكرية على حساب المركز السياسي وعلى حساب القيادة..

مقاطعاً: لا يوجد تمدد للحوثي حسب علي العماد في حوار سابق وقال ما يقوم به الحوثيون ليس سوى دفاع عن النفس فقط ؟

كان اليمنيون جميعاً يتعاطفون مع الحوثي عندما كانوا يدافعون عن أنفسهم في مران طوال الحروب السابقة .

مقاطعاً: وهم الآن يدافعون عن أنفسهم أمام قوة وتمدد حزب الإصلاح؟

كيف يدافعون عن أنفسهم من الجوف إلى حجة ..! إلى تطهير السلفيين داخل صعدة , هذا هو الدفاع عن النفس .!

الإصلاح هو من يريد استئصال الحوثيين بسبب خلاف عقائدي ؟

الإصلاح أعتقد أنه حزب سياسي يقبل بالآخر وتجربة المشترك تؤكد ذلك , وباختصار الحوثي رفض مبادرة الخليج .

مقاطعاً: من حقه أن يرفض ؟

يواصل الحديث “ رفض المجلس الوطني , يرفض أن يتحول إلى حزب سياسي, بالتالي هو يرفض القانون والعمل المدني والسياسي بالإضافة إلى الإشكالية الفكرية وهو البناء على أنهم طبقة أرقى من الناس وأن البقية من الناس هم عبارة عن رعايا لديهم , ومن هنا فإن إشكالية العنف في العمل السياسي وإشكالية ثنائية السادة والرعية , هاتان إشكاليتان إذا استطاع أن يتخلص منهما ويتجه إلى العمل السياسي والعودة إلى الوثيقة التي أصدرها عدد من علماء المذهب الزيدي في عام 90 والتي كانت إلى حد ما مقبولة .

يستطيع أن يتخلص من ذلك ؟

إذا استطاع أن يتخلص منهما أعتقد أن سوف يحقق نجاحاً على الساحة اليمنية .

هناك حملة شرسة تقودها صحيفة الأهالي ضد الحوثين تنالهم بالتشويه والتخوين وكان لكم خبر قبل بضعة أيام من أن الحوثيين استلموا من النظام مبلغ أربعة ملايين دولار .؟

لا ليس أربعة ملايين بل أربعة مليارات ريال يمني .

ما صحة هذه المعلومة ؟

هذا خبر منشور وكان جزء من المبلغ الذي تم تحويله عبر كاك بنك في محافظة عمران .

هناك وثائق لديكم تؤكد ذلك ؟

مكتب الحوثي رد على هذا الخبر وقال إن هذه المعلومة لا أساس لها من الصحة .

والصحيح ؟

عندما تنشر صحيفتنا شيئاً فيعني ذلك أننا متأكدون من معلوماتنا .

الأهالي وعلي الجرادي تمارس شيطنة مقصودة للحوثي ؟

هذا السؤال دار بيني وبين أحد الحوثيين في الساحة , وكان يقول ما تقوله الآن , فقلت هل تستطيع صحيفة الأهالي أن تقول إن الحوثي قام بقتل طفل في حجة وهو لم يقتل , هل تستطيع الأهالي أو أي صحيفة إعلامية أن تقول إن الحوثي قتل طفلاً في دماج وهو لم يقتل, يعني إذا لم تطلق أنت فوهة المدفع والرشاش هل ستتحدث وسائل الإعلام عن اقتتال , عن حروب مذهبية وتطهير . !

حكومة الوفاق قطعت وعوداً مزمنة مرت الفترة ولم يتحقق شيء بل لم يلمس المواطن شيئاً يذكر ؟

الحكومة اليمنية حتى اللحظة لا تعتبر نفسها حكومة , وهي برئاسة عبد ربه منصور والأستاذ باسندوة يعطون إشارات على أنهم سوف يكونون حكومة بعد 21 فبراير , يعني يوم الخلاص ونتمنى أن لا يتحمل هذا اليوم أكثر مما يحتمل , وسيحصل ما يشبه بالانفجارات الاجتماعية والسياسية عقب 21 فبراير .

في حالة ؟

في حالة أنهم حملوا هذا اليوم أكثر مما يحتمل . لقد أجلوا أن يكونوا حكومة إلى 21 واليمنيون جميعاً ينتظرون هذا اليوم .

سيعود الرئيس علي عبد الله صالح لتنصيب النائب رئيساً ؟

هو صرح وأخبار تقول إنه سيعود , ووفق تقديري الشخصي إن الرجل لن يترك السلطة بعد هو وأولاده .

كيف لم يترك السلطة .؟

علي صالح لا زال في الحرس الجمهوري وفي الأمن القومي والأمن المركزي ولا زال يمسك بنصف السلطة .

إذا كان ما ذكرت فما فائدة 21 فبراير ؟

أنا مقتنع أن يكون يوم 21 فبراير هو يوم توقيع صالح اتفاقية الدولية ونحن في الانتظار مع أن عندي شك في ذلك .

شباب الساحات أين هم من 21 فبراير ومن الحوار الذي لم يبدأ بعد ؟

يجب أن يدرك الجميع أن الساحات قامت بتغيير شامل في النفسية اليمنية وأن الحكومة هذه أو القادمة أو أي سلطة يجب أن تدرك أن تصرفاتها ووعودها لم تعد مثل التصرفات والوعود السابقة , وأن المجتمع يقظ وهناك وسائل الأعلام ونخب ومؤسسات المجتمع المدني , وعلى الحكومة أن تتعاطى مع هذه النقطة بالذات, وتأخر الحوار ربما نوع من الاستخفاف باعتبار أن هذه الساحات هناك أحزاب لها تأثير في هذه الساحات ,والاستخفاف في هذه الموضوع أو التقليل من شأنه قد يقود إلى ثورة .

لماذا تتهرب المعارضة بوجه خاص من فتح باب الحوار مع شباب الساحات حسب بند المبادرة ؟

هذه مناطة بحكومة الوفاق الوطني وعليها أن تنجز ذلك بالتعاون مع قوى الثورة ؛حتى الفريق عبد ربه منصور هادي في خطابه بالأمس يقول عن ثورة الشباب بأنها حجر في المياه الراكدة ,كنت أتمنى أن يبتعد عن هذا التشبيه , صالح قال إنه يحكم على رؤوس الثعابين ولا أريد للأستاذ عبده ربه منصور أن يقول إنه يسبح في المياه الراكدة ,بمعنى كان يجب أن يعترف بشكل صريح وواضح بهذه الثورة وبإنسانيتها أعمق وأجمل ما في ثورة الشباب الملمح الإنساني المدني السلمي , أتمنى مرة أخرى أن يتعاطى معها بشكل واضح وصريح .

كلامك يعزز القول بأن شباب الثورة سيجدون أنفسهم خارج المعادلة؟

لا أعتقد ذلك , فهم أساس المعادلة , الثورة هي التي تضم الشباب وغير الشباب , وأنا أسميها الثورة الاجتماعية الشبابية فلن تكون خارج المعادلة , كما أن الشبان لهم حس سياسي غير عادي وهم يقدرون لكل مرحلة ولكل فترة يعطونها ما يجب من العمل .

لكن هناك من يرى أن الشباب قدموا تضحيات وغيرهم من قطف الثمر؟

لا , لا . قد أستطيع مجازاً أن أقول إن الثورة سلمناها عهدة إلى الأخ النائب والأخ باسندوه ولذلك سننظر كيف سيتصرفون في هذه العهدة خلال الأيام القادمة ,استطاع النائب أن يطمئن الفرقاء , وهناك مختبر في الموقع الأول ولم يختبر بعد في التحول إلى العمل .

تحققت بعض أهداف الثورة ؟

لا نستطيع أن نقول إنها نصف أهداف الثورة ,وحتى في الهدف الأول وهو إبعاد صالح وعائلته عن الحكم لم يتحقق في الواقع إلا الشيء اليسير.

ستتحقق بقية أهداف الثورة ؟

دون شك . ولا تحتاج إلى توقعات , هذه سنة غالبة ,الثورات هي ظاهرة عميقة قد تحصل كل 100عام , وهنا أقول إنه لا يستطيع أحد إيقافها على الإطلاق , وبكل تأكيد فإن الثورة نابعة من عمق المجتمع ومن حاجاته الضرورية ومن تراكمات نوعية على مدى عقود , وخلال عام من عمر الثورة, كان هناك تآمر إقليمي ودولي على هذه الثورة ومع ذلك فشلت والثورة فرضت نفسها , هل رأيت الأحذية التي تتطاير في الجانب العسكري بل في نيويورك , هذه الثورة امتداد عميق وتحول في كل مكان وربما نشهد ثورة أحذية في وجوه الفاسدين .

هناك من يرى أن الثورة يغيب عنها عنصر الترشيد السياسي والفكري والقيمي ؟

هذا اتهام مبطن للثورة , وأنا أرفض مثل هذا الاتهام , هؤلاء الثوار لا ينقصهم أي ترشيد من هذا النوع , بل هم علموا الجميع دروساً في كل اتجاه , في التسامح في الأخلاق والقيم , في النضال المدني السلمي , حتى في السياسة .! من اليوم سمح لحكومة الوفاق بالتشكل وهم في أماكنهم في الخيام , من الذي قبل أن تعطى هذه الثورة لأمين عام المؤتمر الشعبي العام ؟ أليسوا هؤلاء الثوار ؟! أليست هذه الساحات ,وإن كان لا يتفق على هذا القول كل الساحات , لكن على الأٌقل هناك جزء غالب في الساحات أعطت هذه الفرص ضمنياً أو باركت ضمنياً , بدليل أنه لا يوجد مظاهرات في الأماكن الحساسة, وهنا نقول أن الثورة ينقصها مما ذكرت كلام غير صحيح . وأنا أقول للنخب عندما يكون التنظير خارجاً عن الفعل والسياق الاجتماعي , بحيث يثبت المجتمع أنه متقدم على كل النخب وكل التنظيرات .

حزب الإصلاح في المرحلة القادمة ؟

الإصلاح خلال المرحلة السابقة كان مهتماً بنفسه وبالمجتمع إلى حد كبير , اليوم سينتقل إلى المشاركة في السلطة وبالتالي عليه أن يفصل بين الحزب وما بين السلطة , أيضاً من الناحية الأخلاقية عليه أن يكون يقظاً في مراقبة أعضائه أخلاقياً المجودين في السلطة .

تعتقد أنه قادر على الفصل والتمييز بين الحزب والسلطة كونه لم يقوى على الفصل بين الحزب والجماعة ؟

أنا انتميت إلى الإصلاح في عام 95 وهو حزب الإصلاح , حزب سياسي موجود في هياكله وتنظيمه وفكره , وبالتالي لا يوجد تناقض .

مقاطعاً: هناك تداخل وهذا كلام الإصلاحيين أنفسهم ؟

التحدي هو أن يفصل الإصلاح فصلاً تاماً في المرحلة القادمة بين الحزب وإدارة الدولة , بل يجب عليه ذلك وهذا هو رأيي .

اليمن بعد صالح : أي الخيارات المناسبة له أن يبقى كما هو عليه الآن أم ما يطرح اليوم حول الفيدرالية؟

الجميع يتكلم في السياسة , الدولة المدنية لم تنشأ بعد على سبيل المثال : لا يوجد لدينا حتى أرقام الشوارع , لا يوجد لدى الدولة سجل مدني لمواطنيها , التقسيم الإداري لا يزال في الشمال أو الجنوب من عهد الإنجليز أو الأتراك , مواقع المحافظات لا يزال معلقاً في الجبال , استحالة أن تنشأ بنية تحتية استثمارية في المستقبل , بنية الدولة أساساً لم تنشأ بعد , وعندما تقوم الدولة وتصبح مشاكل معقدة هنا تبحث قضايا مثل الفيدرالية . وهنا أقول في هذه المرحلة الدعوة إلى الانفصال أو فك الارتباط أو الفيدرالية هي أوجه لمصطلح واحد تعني التشطير والتجزئة والتفتيت وبالمناسبة أي تفتيت في المجتمع اليمني سيكون له نتائج كارثية .

طيب ما هو الخيار المناسب للخروج من وضع اليمن الآن ؟

الخيار الوحيد هو أن يبنوا دولة , عندما نبني دولة يتكلم الناس عن بقية التفاصيل ,وعندما أقول دولة أي بمقوماتها الاقتصادية والإدارية والقانونية , تحتاج الدولة إلى أن تنشأ فيها سلطات ليست منفصلة فقط, ولكن متوازنة, تحتاج إلى القضاء المستقل, إلى سيادة القانون , وتثبيت الأمن والاستقرار والأهم هو الجانب الاقتصادي.. الثورة منذ عقود في اليمن ارتبطت بالسلطة, والسلطة ارتبطت بمنطقة جغرافية معروفة محددة تحت سيطرة عائلات محدودة ,ولذلك اليمنيون اليوم 70 % تحت خط الفقر , تتحدث عن شطرين وانفصال وفيدرالية وهذه النسبة موجودة كيف ذلك والأشياء الضرورية لم تنشأ بعد. مهاتير محمد في ماليزيا وقاد نهضة ماليزيا كان الملاوي وهم الشعب الأصلي في ماليزيا أكثر فقراً , فقام بإنشاء بعض المناقصات للملاويين حتى ولو لم تنطبق عليهم الشروط ,كفل للصينيين كثيراً من الحقوق ولم يحرمهم, وخلق توازناً في شكل من التوازن في الثروة, علي صالح بعد الوحدة ألغى تراخيص الاستيراد وحصرها على منطقة جغرافية محددة .

وهي ؟

صنعاء وما جاورها , وبقية أجزاء اليمن لم تحصل على هذه التراخيص , اليوم الموانئ والمنافذ اليمنية البحرية معطلة , اليمن اليوم بحاجة إلى إنعاش اقتصادي وبناء إداري وقضاء مستقل ولابد أن يكون هناك حريات فهي في صلب بناء الدولة , لكن اليمنيين وبالذات النخب يقفز الحديث دائماً إلى السياسة كونه الحديث الأسهل .

هناك حملة شرسة وربما تابعت ما حصل على صحيفتي الثورة والجمهورية كيف تابعت ذلك وعلى ماذا نحن مقبلون ؟

بعد الثورة الشعبية وحكومة الوفاق , بقية الدولة الصالحية في أجهزة الإعلام فقام وزير الإعلام بمحاولة الإطاحة بـ(دولة) آل صالح في وسائل الإعلام فكان هذا الرد .

الأستاذ سمير قاد تحولاً كبيراً في صحيفة الجمهورية ما أثار ردة فعل عن آل صالح فكان الحصار, بحيث إنهم لا زالوا ينظرون إلى وسائل الإعلام من الوزارات السيادية والتي لا تقل أهمية عن الحرس الجمهوري , وهم يحاولون استعادتها عن طريق البلطجة . وهذه الطريقة هي أسلوب النظام على مدى سنوات حكمه عصابات وأسرة وبلطجة .

كيف تعلق على من يرى أن الصحف الرسمية وفي فترة قياسية جداً سحبت الأضواء من الصحف الأهلية ؟

هذا موضوع يحتاج إلى نقاش كبير , وهي قضية وسائل الإعلام .

صحيفة الجمهورية حسب الكثير قفزت إلى الصدارة بعد أن كانت في المؤخرة ؟

صحيفة الجمهورية نعم هي حققت نجاحاً كبيراً , ولكن دعني أقل لك وقد لا يعجبك وآخرين ما سأقول فالحكومة رفعت الدعم عن قوات الشعب من عام 95 والحكومة اليوم تبيع أسعار النفط بالسعر المحرر , بينما لا يزال الدعم يقدم إلى وسائل الإعلام , فكيف يكون من الصواب أن ترفع الدعم عن قوت الشعب وتبقيه على وسائل الإعلام بالملايين , وسائل الإعلام اليوم وهي موجودة من قنوات فضائيه وصحف يومية وأسبوعية وإذاعات وغيرها , هل تعتقد أن الشعب بحاجة إلى كل هذه الوسائل وهي تمول من خزينة الدولة .

لماذا لا تكون المهنية وسقف الحرية والمساحة الكافية لكل الآراء والاتجاهات والقرب من أحوال الناس والإجابة عن تساؤلاتهم وتبني قضاياهم هي من تقف خلف هذا التصدر ؟

باختصار أريد من الجمهورية والثورة أن تنجح دون أن تكون ممولة من المال العام وتنافس دون أن يكون لها سند من الدولة , هذه الوسائل وهذا الدعم من العهد الشمولي التي كانت لها مهمة خاصة معروفة وهي تسويق الحاكم وتبرير أفعاله وتحسين صورته , وبالمناسبة أريد أن أطرح سؤالاً جوهرياً في المستقبل هو إدارة وسائل الإعلام العامة , أنا لا أفضل أن تكون الحكومة الحالية أو القادمة أو أي حزب في أي حكومة مسيطراً على وسائل الإعلام , هذا هو الخطر الكبير.. وسائل الإعلام لا يجب أن تمول من خزينة الدولة إلا عندما تكون وفق إدارة قومية على الأقل.

سؤال خاص , بعد هذا العمر القصير لصحيفة الأهالي تشعر أنكم نجحتم ؟

بقدر الإمكانات وليس ذلك النجاح الذي نأمل فيه , نحن الآن نأمل أن نتحول إلى صحيفة يومية ونحن في الطريق إلى ذلك إن شاء الله .

كلمة أخيرة ؟

سيادة القانون , الأمن الاستقرار والازدهار الاقتصادي , هذا ما أتمناه في المرحلة القادمة , وأتمنى لك النجاح ولصحيفة الجمهورية النجاح ولكل وسائل الإعلام .


في الإثنين 13 فبراير-شباط 2012 05:25:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=13750