هنا اليمن الحر
وليد البكس
وليد البكس

alboox@gmail.com

ظلوا منتصبين يملئون هذه الأرض صخبا وضجيج.رددوا:الشعب يريد إسقاط النظام" فنجحوا بأن لا ينعم النظام في هجعته والنوم.من ظل دهانقته ملقيين بكل ثقلهم فوق أجساد البائسين والمظلومين،ما يزيد عن ثلاثة عقود. لكن ذلك لم يستمر.

في العام 2011 اصطف أحرار هذا الوطن "سربا من ضوء الحرية الذي أشرق بهم،وبتنا نشك بأنه سينطفئ" كما قال جيفا را،و المؤكد؛بأنه كان يقصد التواقين للحرية هنا او هناك حينما قالها.

كنا على يقين بأن كل ما قيل وكلما سيقال عن الثورات والثوار يعنينا ويخصنا.في هذا الوطن المنهك،كما أننا على يقين بأن هذا البلد سينال حريته ويسجل تأريخه الحقيقي بملاحمه الساطعة.ويمننا السعيد الذي كنا نطمح إليه ونكابد سوداويته.عائدا إلينا لا محالة.صحيح بأن نظام الحزب الواحد.استضعفنا.أذلنا.كان يحاول خطف غدنا بعد ان سرق أجمل سنين عمرنا وروع حياتنا.زرع اليأس في ربيع أيامنا.لكنا القلوب النابضة بأحلامها،لم تنحني أمام مخططاته. ومع كل ذلك– طيلة عقود - تركناهم يكتبون بدمائنا وأوجاعنا تأريخهم الوحشي الناصع.مكنهم من مزاولة بشاعتهم حتى أخر لحظة.في العام المنصرم،و تلق الشباب الرصاص بصدور عالية عارية.

كان ذلك أيضا نوع من الرضوخ الطويل؛لكنه لم يصمد؛لأننا لم ننكفئ.ولم نندب حظنا،و هذا قرار لا رجعت فيها ،وكم نعشق ان نسلخ كنعاج على مقصلة الوطن.وكل التهمة أننا نحب بلدنا وهم يكرهونه.نحافظ عليه ويتفيدوه. نموت كمدن لو نزلت به نائبة.ويبتهجون.طبائع تجار الأوطان انتم،في البر والبحر.عرفناكم جيدا حتى أخر لحظة. سخرتم أموال النفط التي هي أموال اليمنيين في خدمة قادة المحاور العسكرية.أركان بسط النفوذ.أرصدتكم البنكية تتنامى من مستحقات البسطاء وعرقهم.لكنهم قرروا ان لا يسكتوا بعد اليوم.قرروا ان يخرجوا للاقتصاص من الفساد والظلم والمسخرة التي طالتهم.يرفضون تكرارها ولو دفعوا أرواحهم ثمنا،وذلك الذي حصل.

إنهم مدركون بأن البلد تمر في أيام عصيبة وان مستقبلهم ومستقبل أسرهم و إخوانهم و أبنائهم مرهونا بهذه اللحظات التاريخية،كما باتوا لا يمتلكون فيها ثمن كسرة الخبز. تأكدوا من القبض على حقهم في التغيير،ولم يدعوها تنزلق من أيديهم.أو يمررها الأفاقون ألي حيث يريدون.

كان هذا الشعب محبط،و يعلم بأن العجز والخنوع واليأس عن التعبير ورفع الصوت بخفوت ملاحظ أو الكتابة بطريقة ناعمة،كانت وستظل ابلغ من أي سجن أو قيد.لكنها تتوالى بهدوء جم.لذلك لم يتركوا خياراتهم المتاحة واللامتاحة تتلاشى،لم يرضخوا ولن يهادنوا؛لان الجلاد عاش حياتهم بما يكفي.سحق منابتها الولادة.أستنزف ثرواتها هو ولصوصه وسدنته ومبخريه ومخبريه.وعبث بكل مقوماتها الخيرة.التي هي ملكنا ونستحقها.

ومع كل ذلك ظل يراوغ ويتملص.قلنا بأنه يعي الدرس المصري وفهم التونسي ومن بعدهم الليبي.و لم يفعل. استقوى بالأجهزة البوليسية ونسور الصيد،فكانوا أضعف وأجبن من أن يقاوموا شعب ثار.تفنن في إرسالهم مدججين بأدواتهم الحديدية والخشبية إلي ميادين الحرية،التغيير والطرقات.وليس لشئ إلا للقتل وسفك الدم.

إلي هذا الحد يغري الكرسي الحكام و الرؤساء والزعماء والملوك العرب.إن كان كذلك فلماذا غدر بمبارك وقبله بن علي وبعده ألقذافي واليوم يتخلص من صالح من حياته،ونبقى ننتظر قائمة الساقطين تطول وتتمدد.

 ان صناعة التغيير متاحة كانت و ممكنة في أيدي اليمنيين،وهاهم ينجزون ما بدءوه،لم يكونوا اقل من إخوانهم المصريين أو التونسيين والليبيين،من سبقونا إلي إسقاط طواغيتهم،لقد تعلمون بأن خاماتكم وطاقاتكم - ايها اليمنيين الأحرار- التي تتمتعون بها في هذا البلد أفضل بكثير من أي وقت مضى،ويجب أن تدركوا أنكم حينما خرجتم تنددون بسقوط هذا النظام المتعجرف؛انضمت إليكم مختلف شرائح الشعب،صرخوا في أقاصي البلاد بكم و معكم، رددوا لا للعبثية،لا للدكتاتورية،لا للصوص،و ألظلمه.

لقد تفاعلوا من اجل استرجاع ولو لقمة العيش الكريمة التي ابتلعتها بطون المرتزقة المتورمة والمنفوخة بقوتكم.و انتم كنتم القادرين على إسقاطهم.فنجحتم بإصرار عزيمة الرجال المخلصين.وها انتم تحتضنون حريتكم والوطن في أبها صوره.


في السبت 18 فبراير-شباط 2012 10:56:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=13870