في يوم فوزك شيءٌ ما يثير الضحك
عامر صالح
عامر صالح

في يوم فوزك سأقول انني أحببت ذلك ، لربما كان مخرجاً من الأزمة ، ولم أحب الطريقة التي تم بها ، ولن أباركه.

في يوم فوزك أمتلئت شبكات الأنترنت و القنوات الفضائية بذلك الخبر ، سأقول أنني أحببت ذلك ، وكرهت ذلك ، ولم أفهم الكثير من ذلك .

في يوم فوزك لم أبتسم لذلك ، ولم أفرح كذلك ، ولكني تقبلت ذلك الخبر بنصف أبتسامه تحمل وراءها الكثير وبأنتضار أن تُكمل النصف الأخر .

في يوم فوزك أنهمك أصدقائي في التصفيق لذلك ،ولكني وقفت محتاراً واسئل نفسي " لمن يجب أن أصفق " فأنا أعلم انك لست بطلي ، وأن هناك أشخاصُ مجهلون يستحقون التصفيق دون أن يطلبون مني ذلك رغم أن التصفيق لايعني لهم شيئاً ، وأنهم لم يطالبون بذلك يوما ، الا انه يتوجب علينا ولو مرة واحدة أن نصفق لهم عالياً ونقول لهم عُذراً أننا اهملنا حصتكم من التصفيق وأن كنتم لاتقيسون أعمالكم بعدد الصفقات الا اننا سنصفق لكم صفقة واحده على الأقل قبل ان نعود وننسى ، صفقة لجميع هؤلاء الذين يعملون بصمت ،صفقة لجميع الذين لانراهم ، للذين يتقنون اعمالهم ،لجميع هؤلاء الذين قدموا لنا الكثير ولم نقدس تقديمهم .

في يوم فوزك سترى أن الخيارات أمامك غامضة ، وربما قد تكون باهتة ، وأن هناك مفترق طريقك بدون أنارة ، وبدون أدلة ، وبدون نجوم توجيه ، الا أن كنت تملك حدساً ، وعقلاً ، او بالأحرى قلباً ، وضميراً ، فلاحاجة لادلة ، ولا لنجوم ، ولا لأقمار .

واعلم جيداً أن الطريق متلهفاً لأستقبالك حينما تختار فلا تضيع الوقت، واعقد العزم ، واجلس لنفسك وهيىء عقلك للتفكير ولاتحتار ، فأنت اليوم تملك القرار والمنتظر منك شجاعة الإختيار ، وغداً قد تختفي الوجهة وتضيع الأقدار ، ولاتكن كصاحبنا الحمار الذي وقف أمام كومتان من التبن فأحتار بأيُهما يبدأ ، وظل على حيرتهِ حتى مات جُوعاً ، ولم يتخذ القرار .

في يوم فوزك أصبحت أنت الطبيب ، ونحنُ مرضاك المثخنين بالجراح ، ويدك هي من ستضمد وتلمم جراحنا أو تزيدها عمقاً وإيلاماً.

في يوم فوزك أُريد أن أذكرك أن هناك تجارب ودروس ومواقف في الحياة يجب عليك تذكرها، ومن الحمق أن تكرر حماقات وغباء غيرك، أما نحن فقد أعطيناك ورقةً بيضاء ، ومن المعلوم عن نقطة الحبر أنها إذا وقعت في كأس الماء فأنها تلوثُه بأكملهِ ويُحكم على الكأس بأكملهَ أنه( فاسد)... لأن الناظر من بعيد لايرى سوى تبعات تلويثها ...

في يوم فوزك شيءٌ ما يثير الضحك، لانه هزليُ جداً، وجديُ جداً.

في يوم فوزك اسأل نفسك عندما تراها لكي تحمي من تهتم لأمره "" الشعب ""هل تعيش من أجله . .. " معضلة مبدأ


في الجمعة 24 فبراير-شباط 2012 02:05:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=14035