قاعدة اليمن المنشأ والمعالجات .
طالب ناجي القردعي
طالب ناجي القردعي

التشدد والتعصب في أي مجتمع أو جماعة نتيجة أسباب وقد يكون أشدها التعصب للفكر الديني ، وهنالك أسباب أخرى لا تقل أهمية عن ذلك كالأقصى والتهميش والظلم من قبل ولآت الأمور وعند دراسة حالة ما يجب على الكاتب أن يتتبع فصول نشأة هذه الجماعة وأسباب ومسببات نشأتها .

وفي موضوعي هذا المرتبط بالقاعدة وناشئتها في اليمن ، نذكر على سبيل المثال الإقصاء المتعمد والظلم من الوالي على كثير من شرائح المجتمع اليمني( وهذا لا ينطبق على ظروف نشأة القاعدة في اليمن وهيا تعتبر استثناء ) ولم يسلم من هذا التهميش و الإقصاء إلا نخبة معينه من أبناء المجتمع تدور في فلك ذلك الحاكم الظالم وتسبح بحمده ومنها عناصر هذا التنظيم ( القاعدة ) وتوضيحا لذلك نستعرض معاً ظروف ونشأة هذا التنظيم في اليمن.

النشأة :-

كان من ضمن الاستعدادات لخوض حرب عام ٩٤م كثير من الأمور وكل يمني يعرف قضية عقلان الراشدي واستخدامه لجمع السيارات الجديدة وشرائها بأسعار خياليه تسدد بعد عدة أشهر وكذلك كانت هناك كثير من الأمور اللوجستية التي كانت ضرورة لترجيح كفة الحرب والاستعداد لخوض صراع طويل على حسب قول أغلب المحللين لولا ارتكاب بعض قيادات الجنوب تلك الحماقات وإعلان الانفصال برغم إن الأخوة في المحافظات الجنوبية هم من اشد الشعوب العربية تعلقاً بوطنهم وحباً في لم شمله ولعل هذا ما فات تلك القيادات في ذلك الحين ،وسهل ذلك الإعلان نجاح نظام صالح في أقصى وأبعاد شركاء الوحدة لم نكن نعي مايدور في ذلك الوقت نتيجة للتعتيم والصخب والتجييش والتشهير الذي سبق الحرب وهذا من ضمن الإعداد اللوجستي للحرب.

وكذلك كان من ضمن ذلك الاستقطاب لكثير من العائدين من الحرب في أفغانستان وهذه المجاميع من التي يسهل استقطابها باسم الدين وممن تنطبق عليهم كثيراً لعب السياسية يتم بعدها تجنيدهم لهدف ما لتحقيق أهداف الموجه والمسير وتم ذلك بطريقة حشوهم دينياً ضد هدف ما لتحقيقه وكثيراً ما يصور لهم ذلك بالجهاد لإعلاء كلمة الحق ، وللأجل ذلك قام النظام بحشد مجاميع من الأخوة العرب إلى جانب الأخوة اليمنيين العائدين من أفغانستان وتجند لأجل ذلك كثيراً من علماء اليمن لبث الروح الجهادية في نفوسهم وكلنا نعرف أنهم كانوا يخوضون النسق الأول في جميع جبهات القتال تأتي بعدهم المدفعية وأصحاب على ناصر محمد والقوات النظامية وتوجد كثير من المقابر الخاصة بهم في لحج والمعجلة في أبين. 

لم يكن دخولهم الحرب اعتباطياً ولا بدون تنسيق واتفاق مسبق مع نظام صالح بل إن ذلك كما ذكرت سابقا تم التخطيط له ومنذُ مده سبقت الحرب ربما بشهور كثيرة.

ماذا بعد ؟

عند انتهاء الحرب ضمن النظام لهم المرتبات والسكن لكثير من قياداتهم والحق الكثير من تلك العناصر بأجهزة المخابرات والأمن وفي اتفاق ضمني بين الطرفين هو عدم القيام بأي عمليات واستمر ذلك الوضع كما هو ووفر هؤلاء الأشخاص وبحكم علاقتهم بالنظام مأوى لكثير من عناصر القاعدة الوافدين إلى اليمن مع اشتداد الملاحقات الأمنية لهم في بلدانهم الأصلية مثل السعودية ومصر والأردن وتم تخطيط عملية ( إس إس كول ) في ميناء عدن بين النظام وهذه العناصر وسبق التفجير تدريب عناصر منهم على زوارق الصيد السريعة في ساحل البريقة وسهل الجانب الأمريكي العملية رغم علمه بها قبل حدوثها لاصطياد وابتزاز النظام اليمني وتسهيل عمل المخابرات الأمريكية في هذا البلد وانتزع من صالح عقب ذلك الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة واليمن وأضحت الساحة اليمنية باحة لعمل أجهزة المخابرات وعلى رأسها السي أي إيه التي فتحت مكتب ارتباط لها بجانب مكتب قائد الحرس الجمهوري بما في ذلك تركيب كاميرات مراقبه في جميع مداخل العاصمة صنعاء على اثر ذلك تم اللقاء القبض من قبل النظام على السجناء الذين أطلق سراحهم فيما بعد من دار البشائر ( هروبهم حسب ادعاء النظام عبر النفق ) وكل هذا تم بناء على اتفاق مسبق مع النظام وكان من ضمن الاتفاق عدم تكرار أعمالهم التخريبية إلا في إطار إستراتيجية النظام وتحت عينه ومن تخلف عن ذلك تم قتله والجميع مطلع على مقتل عدد من الهاربين .

 كل هذه المعلومات ليس من نسيج الخيال وإنما من احد الأشخاص الذي عمل في أحد وكالات مخابرات نظام صالح وجلس بجانبه لمدة تزيد على عشرون عاماً حتى خشي على نفسه بعد أن شرع نظام صالح في التخلص من العناصر التي كانت على اطلاع بهذه العلاقة .

يتفق نظام القاعدة مع نظام صالح في خلق فرقعات إعلاميه على طول البلاد وعرضها وتتم المكافآت من النظام بعد استلام المعونات من الدول الغربية يستفيد النظام من ذلك دعماً مادياً ويسهل ذلك تصوير الوطن لدى المواطن بالمخطوف من قبل كثير من أعدائه ويعيش في قلق على وحدته وأمنه وينسيه ذلك ما يقوم به النظام من إعداد للتوريث.

يختلف النظام مع القاعدة في استهداف المناطق الحيوية والسفارات والمصالح ألعامه كشركات النفط لان ذلك يقوض شرعية بقائه ويظهر نظامه بالعاجز وغير القادر على حفظ مصالح تلك الدول وهذا ما يهمهم ، يعمل النظام كل هذا لأشعار المواطن باليأس وفي نفس الوقت يروج أعضاء أجهزة المخابرات للوريث وتصويره بالمختلف كليا عن والده وان لهُ نظره جديدة في بناء الوطن وليس لديه مكان للمجاملات والمحسوبيات التي شابت عصر والده .

كيف يتم تنسيق كل ذلك؟

تجمع رأس النظام ممثل بشخص صالح مع قيادات تلك المجموعات لقاءات عده وهو يشرف على ذلك بنفسه في أضيق نطاق ممكن وكان أخر ذلك ألقاءات مع أبو عاصم الأهدل القيادي البارز في تنظيم القاعدة في اليمن وتم ذلك في القصر الجمهوري قبيل مباريات كأس الخليج عام ٢٠١٠ التي كانت في عدن وهناك تواريخ لقاءات أخرى مع الوحيشي وغيرهم لاتخدم المقال .

ومن كل هذا نستخلص إن علاقة النظام السابق مع القاعدة في اليمن متجذرة ببدايات وجود هذا التنظيم ، وهناك مواطن اتفاق واختلاف وما تسليم المساجين في رداع وتسليم زنجبار إلى عناصر القاعدة إلا دليل قاطع وعرفان من النظام لما قدمته له هذه ألمجموعه من خدمات ولا زالت .

تهديد صالح بصوملة اليمن قطعاً هو لا يقصد من قبل أحزاب المشترك والثوار في الساحات والميادين وهو لا يعول على منظومة حزبه لان في هذا الحزب من الوجهات التي لن تقبل بهذا ولن تسعى إلى تدمير الوطن كما يخطط وهو حين أطلق تهديده يعي جيداً ماذا يقول ولم يكن ذلك التهديد هو لإخافة الشعب فحسب فقد نسج علاقاته طوال هذه السنين بكثير من جماعات الفتن والتطرف وكثير من أصحاب المصالح الخاصة الذي لايسوى هذا الوطن عندهم شربة ماء وهم على أتم الاستعداد للعمل ليل نهار من أجل تمزيقه وقد أجاد التقاطهم وتجييشهم حوله كما لم يتقن شيء أخر ، وهو يعول عليهم ألان لتنفيذ تهديده وقد بدأ المعارضة على أصولها أو حسب عقليته كما قال الدكتور عيدروس النقيب في أحد مقالاته .

المعالجات:-

آفة التطرف الفكري لها معالجات عاجله وهناك معالجات طويلة الأمد ولكنها ضرورية وأنجح من الحلول العاجلة ونبدأ بالمعالجات العاجلة نظراً لخطورة الوضع واستفحال هذا المرض في جسم المجتمع اليمني ولهشاشة الجبهة الداخلية لمواجهة ذلك

اولاً: خروج علماء آلامه ومن لهم ثقل ديني عن الصمت وإصدار بيان واضح لا لبس فيه للمغرر بهم أنهم على ضلاله وان ما يقومون بهِ هدم للوطن والدين وليس إسرائيل أو الولايات المتحدة وان القتلى هم من أبناء جلدتهم وإخوانهم في الدين والنسب حتى وان كانوا في القوات المسلحة والأمن ،

ثانياً: فتح باب حوار مع إي طرف منهم يمكن التحاور معه بعيدا عن إملاءات الولايات المتحدة أو أي دوله مجاوره مع تبني خطاب إعلامي في جميع القنوات وعلى مدار الساعة للتوضيح لبقية الشعب مخاطر هذا المرض والطلب من جميع أبناء الشعب عدم إيجاد بيئة مساعده لعمل تلك المجاميع مع فتح خط تلفوني ساخن لتلقي البلاغات عن تحركاتهم على أن يكون مجانا لجميع أفراد الشعب .

ثالثاً: عدم تسهيل التدخل الخارجي في متابعتهم ويكون ذلك في حدود المساعدات المعلوماتية والمادية لان التدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة يكسبهم التعاطف من كثير من أبناء الشعب اليمني .

رابعاً: سلب وتجريد بقايا العائلة المتبقيين في مناصبهم من عملهم وفي أسرع وقت لان اغلب أجنحة هذا التنظيم هم من مرتزقة حقبة صالح، هذه الحلول العاجلة إن أراد المجتمع الدولي والإقليمي الحيلولة دون تنفيذ الرئيس المخلوع تهديده بصوملة اليمن .

أما الحلول ألأجله فتتلخص في فتح برنامج توعوي بالدين السمح يعم جميع القرى والأرياف ويجند لذلك نخبه من المتنورين بالدين مع مراعات الحد من الحرمان والفقر والجهل والعمل على رفع المظالم الواقعة على كثير من أبناء هذا الشعب وتحسين المعيشة والعمل على رفع مستوى المعيشة في تلك الأرياف والقرى مع تبني برنامج طموح لإخراج المجتمع من الجهل وانتشال الأجيال القادمة من وحل الجهل والتخلف ، مع العمل على نشر مدارس محو الأمية بنطاق واسع وخصوصا في الأرياف حتى وان تحملت ألدوله مبالغ رمزيه للملتحقين بمدارس محو ألاميه نظراً لان الإنسان محور التنمية ومالم يتم تنمية العقل البشري فلن ينموا وطن وفي الأخير أقدم لكم خبر حصل في عام ٢٠٠٦م عندما هدأت أوضاع اليمن وفي اجتماعات هيئة الأمم المتحدة بدأت مناقشات قرار بإلغاء المساعدات ألمقدمه لليمن في مجال مكافحة الإرهاب لأنه لم يعد يوجد بهِ حوادث وابلغ الوزير بذلك وقد كان يسوق بهِ احد الأخوة الذي أعرفهم فكانت أجابت الوزير ( لاشي يهمهم سوف نسمعهم الخبر الأسبوع القادم ) وفي الأسبوع القادم ماذا حصل في اليمن

١- اختطاف المستشار الأماني السابق في شبوة عام ٢٠٠٦م 

٢-اختطاف خبراء من قبل عضو في المؤتمر في مارب

٣- اختطاف سياح في الأسبوع الرابع والجميع يتذكر هذه الحوادث


في الإثنين 12 مارس - آذار 2012 07:42:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=14484