أما بعد ...!
علي بن عبدالله

يا كل ثائر حرٍ مستقلٍ ، قاطع المنتجات القامؤتمرية , ورفض الانتخابات المفبركة , واعتبرها سرقة للثورة ، وخيانة للعهد ، وتجارة بالشهداء ، وتشفيا بالجرحى ، وإثخانا للأمهات الثكلى ، ودهسا للمبادئ العليا ، وتدنيسا للقيم الفضلى ، وغرس خنحر مسموم في ظهر الثائرين.

ويا كل ثائر شارك في الانتخابات عن وعي وإدراك وقناعة ، ورأى أنها تجسيدا للثورة ، وخطوة في سبيل تحقيق الأهداف ، أو من شارك في الانتخابات خوفًا من المستقبل , بعد أن عزف اللقاء سيمفونية صالح الشهيرة ( إما الانتخابات أو الدمار ، أما هادي أو الحرب الأهلية ، إما الإستقرار أو الهاوية ) .

ويا كل ثائرٍ تدثر بالحزبية , فشارك في الانتخابات لتبعية الحزب , وإظهارًا للولاء , وإبرازًا لطاعة العمياء لأسياد الحزب وقياداته .

ويا كل ثائر .. تقبل فرض الأمر الواقع فتعامل معه كما جاء ، أو تعب من الثورة وأراد المخرج منها بأي وسيلة , وأنهكه طول عمر الثورة ، فسلك أقصر السبل في نظره.

جميعكم أيها الثائرين الأحرار !

فقد كافحتم أعظم كفاح ، وأبليتم أحسن البلاء ، وبذلتم الجهد البالغ ، فشكر الله سعيكم , فقد علمنا فضلكم , وحفظنا منزلتكم , ووعينا شأنكم. !

فأما بعد .. وجب الآن تحرير الساحات منكم ، فبعد أن أضحت ساحات الحرية ، مراكز انتخاب واقتراع ، فعودوا إلي منازلكم مشكورين ، لتتنفس الساحات الهواء النقي ، ولتعود الحياة إليها كما كانت من قبل.

إن صبغ أصابعكم بالمداد الأزرق ، يعني قبول بالمبادرة ، والمبادرة الخليجية برنامج إنتخابي ، ودستوريا شاركتم في استفتاء وفق برنامج معلنرعنه ، وشرعيا أبرمتم العقد بين الحاكم والمحكوم ، وإن بقاؤكم في الساحات مظهرا نصت المبادرة على إزالته ، فدعوا لمن صبغتم له الأصابع ، الفرصة لإكمال المسيرة وفق المبادرة.

أما بعد .. القانون لا يحمي المغفلين ، فقد كنتم تقولون بأن الرئيس المخلوع ، فاقد الشرعية ، فها هو خليفته يحضى بشرعية قيل عنها ، ليس لها مثيل فقد حصد من الإصوات ، مالم يحصل عليه الرئيس المخلوع ، ومنافسه بن شملان مجتمعين.

وقعتم في الفخ بأصابعكم الزرقاء ، فإن المبادرة الخليجية هي البرنامح الإنتخابي ، فليس من العقل والمنطق والشرعية الدستورية ، والعقد الشرعي بين الحاكم والمحكوم ، أن يفتح باب الإملاءات ، على الرئيس المنتخب ، فدعوه يعمل على وفق ما صوتم به ، وساعدوه في إكمال المهمة ، بالتي هي أحسن.

أما بعد .. يا كل ثائر حر مستقل ، إربأ بنفسك أن تكون ورقة ضمان ، لحلبة صراع بين اللقاء والنظام البائد ، لا تكن أحمقا يقال له أن الثورة مستمرة حتى تحقيق كافة أهدافها ، لا تكن غبيا يقال له إن النصر قاب قوسين أو أدنى.

قلب عينيك في الأحداث مليا ، وانظر بقلبك الواقع جليا ، فإنك لم تخسر ، بل فشلت ، وليس من عيب في الفشل ، فخذ العبر والعظات للغد ، ورمم الأخطاء للمستقبل ، وأعلم أن المصلحة اليوم ، هي العودة إلي المنازل ، وتحرير الساحات من أنفسنا ، راقب عجلة التغيير عن كثب ، وأدفع بعجلة الإصلاح من موقعك ، ولا تحزن فكل غالب بالشر مغلوب ، والأيام دول.

أما بعد .. لأنك حر مستقل ، فإن منظارك لا تتشوه عدسته بتعصب أعمى ، وإن أفكارك لا يملكها شخص ، وإن إرادتك لا يسيرها حزب ، وإن حريتك لا تقيدها قوة. وإن ولاؤك لا يملكه إلا اليمن. .

الثورة الشبابية مرصت بإنضمام الأحزاب إلي الساحات كأحزاب ، وتوفيت في جمعة الكرامة ، وتم إصدار شهادة وفاتها بالتوقيع على المبادرة الخليحية ، وتم دفنها بمراسيم الإنتخابات الرئاسية المفبركة ، هذه هي الحقائق المرة بلا خجل ، تعامل مع الواقع كما أنتج ، وليس عليك الإيمان به ، وأسعى جاهدا إلي إحقاق العدالة ، وقاوم العدالة الإنتقالية ، فآن العدالة الإنتقالية ، تضميد للجراح بالسموم ، وقل اليمن أولا ، فإن اليمن أضحت حلب صراع بين القوى الإقليمية والدولية.


في الجمعة 23 مارس - آذار 2012 04:53:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=14714