|
في حلقةٍ سابقةٍ تكلمنا عن السيدة الشابة اليمنية الثائرة تحت عنوان: (توكل كرمان بكل اللغات الهندية) وعرفنا-باختصار موجز للغاية- احتفاء وسائل الاعلام الهندية –حرة مستقلة-بكل وسائطها الفضائية والمقرؤة بسيدة الربيع العربي في اليمن وكيف خلعت عليها القاباً شتى ابرزها ("ام الثورة اليمنية" و"المرأة الحديدية") وغير ذلك اعجاباً ببطولتها في مقارعة (الديكتاتورية العسكرية)-من قبل ومن بعد جائزة نوبل للسلام.. هذه السيدة الشابة- يُجمع المراقبون والمحايدون- إنها وجه الربيع العربي المزهر بالأمل-برغم كل اشواك الصلف العسكري والعقلية العشائرية البائدة بتحالفٍ فاشيٍ مكشوفٍ مع اعداء الحياة في اليمن من قوى رجعية فاشية عنصرية لفظها شعب اليمن عبر العصور- هيهات ان ترجع عقارب الساعة الى الوراء او ان يُستعبد هذا الشعب من جديد لأسرةٍ او فردٍ او منظمةٍ ارهابية، هذا هو جوهر فكر الثورة السلمية الحضارية اليمنية التي انطلقت في الرابع من فبراير من عام 2011 ، ثورة مفعمة بالأمل من اجل التغيير الحضاري على طريق إعادة بناء اليمن الحديث، يمن المؤسسات ودولة النظام والقانون وهي مهمة شاقة وليست يسيرة خاصة اذا علمنا تربص أعداء الحرية والتقدم الاجتماعي بالثورة التي قادها الشباب وفي مقدمتهم المرأة اليمنية.
ان تكن اليمن بلد الحكمة والإيمان فالهند ايضاً مهبط الحكمة منذ القدم، والهند الحديثة ليست الا خلاصة الجمع بين الأصالة والمعاصرة، تعلِّم الشعوب -والشعوب العربية بوجه خاص- كيف يكون البناء المؤسسي الحر والمستقل انتصاراً لقيم المواطنة المتساوية، يحكم الشعب نفسه بنفسه لا بشعارٍ مزيَّفٍ بل بممارسةٍ عمليةٍ حقيقيةٍ وملموسةٍ في الواقع.. ان تكن الهند ارض الحكمة فالحكمة ضالة المؤمن والحكمة ضالة سيدتنا الشابة زهرة الربيع اليمني والعربي والإسلامي، سفيرةً ناجحةَ للقضايا العربية الملحة وحق الشعب العربي في حياةٍ حرةٍ كريمةٍ وهي سفيرة العلاقات اليمنية والعربية الهندية بروح جديدة وافكار جديدة تؤكد على القاسم المشترك في الفكر الإنساني وحق الناس ان تحيا حياة مدنية خالية من موبقات وجرائم العسكر بحق الشعوب والمجتمعات المدنية.. جاءت (توكل) تستلهم من عيون (طاغور) تأملاتٍ جديدةٍ في الحكمة من اجل الحرية للإنسان ضمن علاقة كونية متناغمة تكفل للإنسانية حق التعايش السلمي والتعاون الحضاري، وجاءت (توكل) تستلهم من افكار السياسيين مشاريع جديدة في كيفية التواصل بين الدولة والمجتمع والمدني، تحمل لشبه القارة بشاراتٍ انسانيةٍ للحق المنتصر مهما عربدت آلة العسكر ومليشيات الطواغيت في أوطان العرب، جاءت تحمل غصن زيتونٍ وسلامٍ للشعوب الهندية بتنوعاتها في شعبٍ واحدٍ يقدر للعرب ولليمنيين ادوارهم الحضارية ورسالتهم الإنسانية، وجاءت تفتح آفاق علاقاتٍ إنسانية لا يحدها فضاءً او حدود.. هذه هي زهرة الربيع اليانعة (توكل كرمان) تحمل رسائل حبٍّ للإنسانية من الغرب الى الشرق والعكس بالعكس، انها بنت اليمن وإنها فخر الشعوب المناضلة من اجل الحرية في كل سماء الشرق.
شاعر وناقد يمني
في الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2012 04:02:24 م