الشعب ومعركة الفلول
سلطان الذيب
سلطان الذيب

عندما بدأ العد التنازلى لانهيار حكم العائلة وبعد توافق كل الأطراف على المبادرة الخليجية ومزامنة مع الضغوطات الاقليمية والدولية التي واجهها المخلوع للتوقيع عليها بدء القلق والخوف والاضطراب يدب في قلوب العائلة وفلولهم خوفاً على مصالحهم وأطماعهم التي كانوا ينهبونها من ممتلكات الشعب ويمتصونها من دمائه وعرقه، فبدأو ينهبون ما تبقى من الممتلكات و المباني والمعسكرات والأموال، وبدءوا يخورون كالثيران ويلتفتون يمنة ويسرة وهم لا يصدقون أنهم سيخسرون السلطة والمنصب...

تساقطت العروش وخُلعت الزعامات العرجاء وزُحزحت الكراسى الملساء وكسفت الأقنعة السوداء التي تهوى الكراسى المهترئة ...لأن الشعب قال كلمته وصاح صيحته وهبّ دونما خوف ليزيح الكابوس الجاثم على أنفاسه...قال كلمته عندما قام بثورة لم ير التاريخ لها مثيل وقال كلمته عندما صوت لعبدربه منصور كرئيس لليمن كاستفتاء بحب التغيير وإنها حقبة سوداء في تاريخ اليمن ..

 حينها المخلوع وأركان نظامه السابق والناطقين باسمه والمستشارين ومن اؤتلف معه من الكيانات المشبوهة والعميلة والمؤلفة قلوبهم فقدوا أعصابه وجنّ جنونهم بعد ان يئسوا بسبب ارتفاع صوت الشعب ونسب الاصوات المطالبة بإزالتهم، وبدءوا بحرب ضروس على الشعب باستخدام كل الوسائل المتاحة لديهم وجربوا كل أوراق القوة بأيديهم منعوا الخدمات وقطعوا الطرقات وشكلوا ببلاطجتهم أحزاب وجماعات تمرق من الدين والوطن معاً لكن الشعب صمد وقاوم ولم يستسلم.

إن ما يقوم به المخاليع الصغار من تمرد على قرارات الرئيس الشرعي عبد ربه منصور لهو جرم يعقاب عليه القانون أيما عقوبة ، كيف لا وهو استخفاف بالدولة والحكومة وتمرد عليهما قبل أن يكون تمرد على الرئيس وهو أيضا اهانة لشعب ورفض لرغبت الملايين منه .. ولم يكتف بتمرده على القرارات بل عمد إلى مخازن الأسلحة فنهبها والشهود العيان كل يوم يروون جرائم سرقة من المخازن تتدفق بها الشاحنات على سنحان مسقط رؤوس الثعابين (المخلوعين)....

إن خطر "الفلول" يكمن في أنهم ليسوا مجرد مجموعات يمكن أن تتراجع إذا ما تم استبعادها بقرار وأنه تم الاستغناء عنهم وأن الشعب لايريدهم، فهي مجموعات تخريبية تسعى لإفساد بناء النظام الجديد والانتقام من الشعب وبأي وسيلة كانت، دونما رادع من ضمير ولا وازع من دينأو خلق .

أضف إلى ذلك اعتقاد الكثير من المنتمين لهذه الفئة أن قوتهم المنظمة أعظم من قوة الشعب، وأنهم أصحاب والجيوش وهم من صنعوها وهم من بنوا المنجزات وشيدوا المعجزات وأتوا بما لم يأت به الرجال الثقات، ومن ثم فليس أمام الجماهير إلا أن ترضخ لإرادتهم.

لذلك فإن قصر التعامل معها على منطق العزل السياسي غير كاف، فهو قد يحرمها من الطغيان السياسي، لكنه لا يقوض إمكاناتها التخريبية. لذلك فإنه لابد من تحديد منهجية للتعامل مع هذه الفئة، ولابد من رسم استراتيجية واضحة تعين الجماهير على شن "معركة الفلول"، بأية وسيلة كانت، بل ولابد من محاكمة عادلة واسترداد ما نهبته تلك العناصر المتمردة ، وهذا لن يتسنى إلا بتكاتف الجميع وكل المخلصين مع تعاون الاصدقاء بدءا بتجميد الأرصدة واستخدام الضغوطات فهولاء لن يجدي معهم سواء القوة وخطر المصالح الذي ستنخلع له قولبهم..

ومع الخطر الذي شكله ويشكله هولاء الفلول فإن فالشعب أقوى من محاولاتهم الهوجاء، وتصرفاتهم الرعناء، ولن ينام على ضيم وهو المنتصر أبدا والذل والخيبة للحكام الفاشلين(المخلوعين) وأتباعهم الأذناب فهم خونة الوطن والشعب...

وما مثلهم ومعركتهم مع الشعب إلا كقول الأعشى

كناطح صخرة يوما ليوهنها  فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

نعم أن صحوة الشعب اليمني ووحدته صخرة صلدة لن تنفعكم أيها الفلول القرون لنطحها فلقد اُخترقت أوراقكم وبددت أوهامكم وأحلامكم المزيفة وانتهى دوركم... ومزبلة التاريخ بانتظاركم، وصدق الله القائل (وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون).


في السبت 21 إبريل-نيسان 2012 09:13:18 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=15212