من تعز إبتدأ الحلم ,,,,, ولن ينتهي !!
صالح ناصر الصباري
صالح ناصر الصباري

هبت رياح التغيير في الوطن العربي في بداية العام الماضي وكان مجتمعنا اليمني هو احد المجتمعات التي هبت منها رياح ثورة مليئة بآمال شعب ناظر لمستقبل مشرق ودولة مدنية حديثة متخلص من أنظمة أضاعت آماله لفترة طالت ثلاثة وثلاثون عاما وكان خلالها يمن محصور بين حكم الاسرة الطاغية تتحكم بطريقة قبلية بدائية وكان مجتمعنا اليمني أحد المجتمعات التي أتت عليها الرياح نتيجة الظروف السيئة والواقع المزري الذي ساقنا إلى مهبها ، كانت رياحاً قوية وعاصفة أتت في أوانها لكي تدمر كل شيء وتعيد هيكلة واقعنا بكل أشكاله السياسية والاجتماعية والعسكرية

ففي ليلة من ليالي العمر الفارقة في عمر الشعوب المقهورة ,كدنا نطير فرحآ ونحن نستمع لأنباء خلع طاغية مصر المأفون ..., وكما كانت وبدأت ثورات الربيع العربي فجأة وعلى حين غرة , تواصلت أحداث هذا الربيع البديع بأحداثه المفاجأة السارة والباعثة على الأمل وبنفس السياق الملفت ,ليلتها كان لنا في أرض السعيدة القديمة من أحداث ربيعنا المتألق بأحداثه السارة نصيب , فقد كانت تعز الحالمة برجالها الأبطال ونسائها الحرائر مسرح يضيئ لبداية ثورة شبابية شعبية هذا الحدث المحلي بإمتياز ,فهي لم تخرج لتبتهج كمثيلاتها من مدن العالم بسقوط هبل مصر وحسب , بل تميزت كعادتها وجعلت من هذه الفرحة أساساً لعمل يبنى عليه في صناعة أفراح يمانية سيحكي عنها التاريخ دون كلل أو وجل أو إجحاف ...., نعم وبكل فخر...... لقد أبت تعز وأبرارها من الأبناء التواقين للحرية إلا أن يكونوا حاملي لواءها ومشاعل التغيير نعم لقد كانوا هم اول من وقفوا في وجه نظام فاسد وطاغي مارس كل اشكال الظلم والطغيان .. , خرجوا ليخطوا لأنفسهم وبهم كذلك لوطنهم مسلكآ جديدآ لحياة حرية وكرامة وعزة وإباء ليس لتعز بل ليمن ضاع منذ ثلاثة وثلاثون عام اختفت فيه كل القيم الجميلة من العدل والصدق والأمانة وأصبح مسرحا لممارسة كل أنوع الرذيلة من سلب الحقوق ومصادرة الحريات ..فمن المحافظة الحالمة كانت بدايات تشكل ذلك النظام الذي ما ان تشكل ويقف علي رجليه الا وقد انحرف بكامل أشكاله وزاوياه ليمارس الظلم والقهر والطغيان ضد أبناء يمن الإيمان والحكمة وكانت أعظم سماته نظام يفوح بغياب العدالة وظهور مالم يظهر من قهر وانتهاك للحقوق وغيرها من الاشياء التي لم يكن الانسان يعرف ظهورها في يمن كان يعرف بيمن الايمان والحكمة منذ الزمن القديم ولكن لم يكن المواطن اليمني يعرف ماوراء الكواليس التي كان النظام يضهرها بشكل جذاب مصطنع ولكن ابطال الحالمة كان لهم كلمة فاصلة وحاسمة مثل ما فعلوها بالبداية وأوصلوه الي الكرسي وقفوا بكل شجاعة وبصدور عارية ليسقطوه علي رأسه ذالك الكرسي من هنا صعدت ومن هنا سوف تسقط, وصاحوا بصوت واحد ( يا علي عطف فرشك من تعز يسقط عرشك ) , كانت هذه الصيحات الأسطورية هي بداية خيوط النور لإتلاف وكر الظلام المتمادي , فماهي سوى أسابيع حتى انفجرت كل المدن اليمنية ساحات وميادين تختط بخطى الحالمة وتشاركها في صناعة مولد اليمن الجديد , وصلت الثورة الى كل بيت وكل ركن من أركان اليمن السعيد لكنها بقت لتعز ميزتها الخاصة في الثورة او كما أطلق عليها هي ملهمة الثورة وعقلها المبدع , تعز التي صمد شبابها ضد أعتى قوة عسكرية أمنية شرسة تم استقدامها من كل الأوكار المقيتة هي التي صنعت لنا هذا الحلم الجميل , فمن محرقة ساحة الحرية الى مجزرة المحافظة وكل المجازر التي حدثت في طول تعز وعرضها أكسبت تعز المناعة والشراسة وجعلتها منبرا للصمود لو ألفت آلاف الكتب لما استطاعت ان تفيها حقها, تعز اليوم التي يستغل طيبتها وحلمها كل المتسلقون وأصحاب المشاريع الصغيرة هي التي يوما من الأيام وقفت تصرخ وحيدة تنادي بتحريرهم من العبودية والذل , وهم اليوم يشترطون الاعتراف بمضلوميتها كشرط لتخليهم عن العنف والقتل , تعز التي بذلت أغلى كبدتها من أبنائها في كل بقاع الوطن من صعدة حتى أبين هي اليوم الوحيدة الباقية عصية أمام كل المشاريع الطائفية والعائلية ,,,,,,,, وفي تعز يكون لنا لقاء وفي قلعتها يكون لنا مقيلا خاصا هناك !!!


في الجمعة 18 مايو 2012 09:29:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=15603