ثورة مضادة في تعز يقودها بقايا النظام
منال القدسي
منال القدسي

منذ بداية شهر مايو المنصرم تسارعت الأحداث في محافظة تعز بشكل غير مسبوق وكافة المؤشرات تتجه إلى ان هناك ثورة مضاده في تعز .. هذه الثورة بدأت منذ سحب مسلحي المقاومة في تعز من المدينة بموجب خطة اللجنة الأمنية والتي لم تستطع إلزام الحرس الجمهوري وقوات اللواء 33 بالعودة الى معسكراتهم.. وسعوا للتوسيع من دائرة انتشارهم في محيط مدينة تعز وتدفقت عليهم انواع الأسلحة في نوايا انتقامية من محافظة تعز .. وبقى العائق الأكبر امام حثالة النظام كيف يجردون مدينة تعز من سلاحها التي دافعت به عن نفسها فنزلت مواكب اللجنة الأمنية في شوارع تعز (الموكب كان يتجاوز الـ 15 طقم ومصفحة) من مختلف القوى مدججة بالأسلحة مثيرة للفزع بين المواطنيين .. كل ذلك لتجريد مسلح من سلاح خفيف يحمله .. فصفقنا لتلك اللجنة معتبرين ذلك بداية لتحويل مدينة تعز لمدينة آمنة ، لكن اللجنة الأمنية لم تتمكن من اتخاذ اي اجراء لإعادة شراذم الحرس الجمهوري واللواء 33 لمعسكراتهم.

تعز وجعي ووجع كل يمني شريف بل كل انسان يحمل صفات البشر .. لقد جلبوا القتلة والمجرمين وقطاع الطرق لإذلالها منذ بداية الثورة ، جلبوا قيران القاتل المتمرس بأعمال القتل والفار من وجه العدالة والذي يتمتع بشهية دراكولا لإذلال تعز الى جانب ذلك الكائن الغريب المستدير كالكرة والشبيه بقذيفة المدفعية الحجرية البدائية والملقب بالعوبلي .. فجلب قيران القتلة من ابناء منطقته المشبعين بالحقد الطائفي على كل ماهو برغلي حتى على الحجر والشجر في أرض البراغلة .. واستعانوا بمجاميع من المشائخ والمرتزقة من سفهاء تعز ليلبسوا جرائمهم قناع غير طائفي .. كانوا يحتسون الخمر حتى ساعات متأخرة من الليل ثم يقومون ليتسلون بصب نيران قذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة على الأحياء السكنية والمدنيين الأمنيين في منازلهم .. مئات القتلى والجرحى بينهم نساء واطفال كانت حصيلة لياليهم الماجنة بشهوة القتل والأنتقام.. أحرقوا ساحة الحرية واحرقوا المعاقين في الخيام، في حرب انتقامية غير معلنة ضد ابناء تعز .. تعز الثورة .. تعز الثفافة .. وعجزوا من النيل منها، وهاهم الآن يلجئون لأساليب لاتقل حقارة عن اساليبهم السابقة.

منذ أسابيع بدأت بعض المواقع الاعلامية المأجورة باللجؤ لأساليب يمكن وصفها بالأكثر وضاعة وحقارة للنيل من محافظة تعز وأبناء محافظة تعز وإثارة الفتنة بينهم ، من خلال التحريض على المحافظ شوقي احمد هائل والذي رقصت وطربت تعز لتعيينه .. كونه من ابناء تعز .. وبمجرد تعيينه ظهرت شوكة خنازير النظام الساقط وأحاطت بالمحافظ الجديد بسياج من المنافقين الوصوليين في محاولة لتأمين نفسها من اي ملاحقات جراء الجرائم التي ارتكبوها .. وكان لها الآمان .. وهناك من قال فللنظر للأمام .. لمستقبل تعز وأمن تعز .. وكان هذا هو الخطأ الفادح المتكرر ننظر للتسامح مع القتلة والخونة واللصوص بحجة البناء والتعمير .. في حين من الأستحالة ان يكون هناك بناء وتعمير وأمن مع وجود القتلة واللصوص والخونة لشعبهم وأمتهم .. ان تعز قبل البناء والتنمية وقبل المأكل والمشرب بحاجة للتطهير من تلك الشراذم السفيهة المخضبة اياديها بالدماء.. ومالم يتم ذلك فلا استقرار ولا آمان منشود في تعز.

بالأمس القريب ضجت تعز وثوارها على هول قرار محافظ تعز شوقي احمد هائل بفصل الطالبات الثائرات في مدرسة أسماء ومدرسة نعمة رسام ومعاقبة المدرسات المؤازرات للثورة في المدرستين بحرمانهن من الترفيع واعادة توزيعهن على مدارس اخرى وتثبيت المديرات في مواقعهن كمديرات للمدرستين (تثبيت صك الملكية) ولانريد الخوض في هذا الأمر الذي استطاع السفهاء من بقايا النظام الساقط تمريره من خلال المحافظ وكان ضحية لقرار مضلل .. المهم انه سرعان ما تم تدارك الأمر وتجميد تلك القرارات الجائرة والتي نطالب بسرعة اتخاذ قرارات بالغائها وليس تجميدها.

وبعد تلك القرارات خرجت مسيرات من ساحة الحرية لا أحد يعلم من هو محركها ضد محافظ تعز شوقي ، ورددت هتافات لاتليق بأبناء تعز في توعد لمجوعة شركات هائل سعيد .. رافق تلك المسيرات حملة إعلامية من قبل مواقع تابعة للنظام الساقط والتي يدير احدها أحد مشائخ تعز والذي لن ينجو من المحاسبة آجلاً أم عاجلاً في تهم نهب المال العام والمشاركة في جريمة إحراق ساحة الحرية والاعتداء على المتظاهرين السلميين .. خرجت تلك المواقع بحملة تحريضية للفتنة بين ابناء تعز متهمة ان هناك حملة ضد محافظ تعز شوقي احمد هائل يقف ورائها رجل الأعمال فتحي توفيق عبدالرحيم .. تلك المواقع الجاهلة الرديئة لاتعلم بأن شوقي احمد هائل وفتحي توفيق عبدالرحيم هم من ابناء محافظة تعز ومن ابناء ناحية واحدة وتربطهم وشائج قربى ... والشخصيتين تنتميان لبيوتات تجارية معروفة في اليمن وتعتز بهما مدينة تعز وينبغي على ابناء تعز حماية تلك البيوتات التجارية من اي فتنة ويكفي ماتعرضت له من ابتزاز طائفي على مدى (34) عام.

اليوم قامت مجموعات مسلحة من أبناء قرى العماقي بمهاجمة وإحراق محطة رجل الأعمال توفيق عبدالرحيم مطهر وإحراق بعض القاطرات والسيارات والمنشاءات بالمحطة دون اي مبرر وقد قامت تلك المواقع الاعلامية الموبؤة بتبرير ذلك العمل التخريبي وذلك لأخفاء الأيادي التي بدأت ثورتها المضادة في تعز من خلال اثارة الفتنة وابتزاز رؤوس الأموال من ابناء محافظة تعز والتي يجب على كل ابناء تعز الوقوف صفاً واحداً لحمايتها من اي عمل تخريبي.

ماحدث لمحطة توفيق عبدالرحيم مطهر كان عمل تحريضي مخطط له من عناصر الحرس الجمهوري التي تسيطر على المنطقة التي تقع فيها محطة الغاز وإدارة رجل الأعمال توفيق عبدالرحيم مطهر .. حدثت جريمة قتل وداهم الأمن احد القرى في الجند فخرج أبناء تلك القرى محتجين فقطعوا طريق تعز صنعاء ، للتعبير عن احتجاجهم ومطالبتهم بتسليم القاتل .. كل تلك التحركات كانت بإيعاز من عناصر الحرس الجمهوري التي وزعت السلاح الخفيف والمتوسط على بعض المجرمين من ابناء تلك القرى ، بعد قطع الطريق تحولت الأمور فجأة الى مهاجمة محطة الغاز التابعة لرجل الأعمال توفيق عبدالرحيم مطهر واشعلت النيران فيها.

هللت مواقع النظام الساقط بما حدث وطربت واصفة ماحدث بالزحف من قبل أبناء الجندية وماوية على حد وصف موقع "اليمن السعيد" والذي يملكه الشويخ جابر احد اكبر سفهاء محافظة تعز والذي لم يدع مناسبة او فرصة ليثبت بها نذالته وحقده على ابناء تعز وكان من المشاركين في محرقة ساحة الحرية فالحق العار بأهله وأهل قريته .. هذا الشويخ الذي لم يدع فرصة إلا وذهب لتجار تعز ومنهم رجل الأعمال توفيق الرحيم شاكياً باكياً ولايخرج إلا محملا بالنقود درءا لسفاهته " دارو السفهاء بنصف اموالكم".

ان مايحدث في تعز ليس بالأمر العشوائي وليس محض مصادفة وإنما أمر مخطط له لتدمير ما تبقى من رأس المال في تعز والقضاء عليه وايقاع الفتنه بين ابناء تعز .. إنتقاما من ابناء مدينة تعز، وعرقلة اي رؤية مستقبلية لنظام الحكم في اليمن والذي يرى فيه ابناء محافظة تعز واب والحديدة انه لن يكون هناك بديلاً عن الفدرالية .. وتلك الأعمال الأجرامية والفتن ماهي إلا مقدمات لوأد أي رؤى مستقبلية لأبناء هذه المحافظة والمحافظات المتجانسة معها.

ولنا عودة للحديث عن سفهاء تعز!! وما الذي قدموه لتعز!! .


في الأربعاء 06 يونيو-حزيران 2012 04:30:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=15924