العراق ينادي وآمعتصماه
عبد العليم الحميدي
عبد العليم الحميدي

مأرب برس - خاص

مرت الذكرى الرابعة على سقوط بغداد في يد الاحتلال الغاشم وتلك الذكرى الأليمة على قلب كل عربي وعراقي مخلص لوطنه وعروبته على حد سواء. إن ذكرى سقوط بغداد في يد الاحتلال ليعدُ بصمة عار في جبين كل عربي وجبين الأمة جمعاء ، إنها لفاجعة أن نرى العراق يدمر ويذبح على يد مجرم الحرب بوش وأزلامه والعملاء الخونة الذين أتوا على ظهر الدبابة الأمريكية ولا نحرك ساكناً. إن الاحتلال اليوم يدمر العراق كياناً وإنسانا وينهب ثرواته ويغتصب نسائه ويهتك عرض أبنائه ويهلك الحرث والنسل .

  إن ما يجري اليوم في العراق من قتل للأبرياء نساء وأطفال وشيوخ ونهب وسلب للثروات وتدمير كل مقومات الحياة ليس من فعل الجماعات التي يطلقون عليها بجماعات الإرهاب بل يتم تنفيذ كل تلك الأعمال البشعة التي يرفضها ديننا الحنيف بواسطة عصابات منظمة ومدعومة من قبل الاحتلال أو ما يسمونه بقوات التحالف وقطعا بدعم لوجستي من قبل الصهاينة وهم بذلك يرمون عصفورين بحجر واحد .

الأمر الأول : أن المحتل يريد ويعمل على تدمير كل صورة جميلة في أرض الرافدين يدمر الإنسان ذاته يدمر عقله ويدمر كيانه ويدمر ثقة الإنسان بنفسه ، يدمر طبيعة العراق ، يدمر البنى التحتية يدمر الماضي والحاضر والمستقبل ، قوة الاحتلال اليوم تستغل اسم المقاومة النزيه أسوأ استغلال لم يحدث له مثيل على مر العصور ويطلقون عليها صفات بعيدة عنها كل البعد حين وصفوها بـ الإرهاب بدلا من صفة المقاومة الشريفة والنزيهة والوطنية ، إن الاحتلال يهدف من جرائمه إلى إفراغ العراق من واقعه العربي و إفراغه من أبنائه الأحرار ويعمل على تصفية العقول العراقية من مثقفين ومفكرين وعلماء بواسطة السيارات المفخخة والقنابل أما من حالفه الحظ منهم فقد دفعه الاحتلال ألبغيض إلى الهجرة. إن الاحتلال وأعوانه الصهاينة اليوم يريدون عراقاً خالياً من كل عراقي يحمل أفكار تحررية وعروبية ولذلك لن يسمح ببقاء إلا أصحاب العاهات المستديمة سواء جسدياً أو فكرياً. إن أحد الأهداف الاستراتيجيه للاحتلال والصهاينة هو إقامة دويلة فلسطينية على أرض العراق وإعادة المهجرين من أبناء فلسطين إلى العراق بدل من إعادتهم إلى أرضهم أرض القدس ، أرض الرسالات السماوية وإنني لأشم رائحة هذه المؤامرة. ما يجري في العراق اليوم هو الإرهاب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث أن أرض الرافدين تحولت بفعل المجرم بوش إلى أنهار من الدماء يتم فيها استهداف الإنسان بطريقة همجية تنم عن حقد دفين من قبل الصهاينة والصليبيين لكل ما هو عراقي بشكل خاص وكل ما هو عربي بشكل عام ناهيك عن إشعال الفتنة الطائفية سنة وشيعة والتي ستقود إلى حرب لا نهاية لها. إن ما يحدث في العراق اليوم هو إرهاب دولة كل شي فيه مُباح قتل النساء والإطفال والشيوخ وتدمير منازل الآمنين وبث الرعب في قلوبهم واغتصاب النساء وما حدث في أبو غريب ليس إلا صورة بسيطة جدا للانتهاكات التي يمارسها المحتلون الصليبيون ومن ورائهم الصهيونية العالمية .

الأمر الثاني: اتهام المقاومة التي تقارع المحتل بقتل الأبرياء وارتكاب جرائم القتل الجماعي للمواطنين والعمليات الانتحارية وتسميتهم بفرق الموت ما هو إلا غطاء يمنح المحتل الشرعية الأممية " والتي نشك في شرعيتها أصلاً " وفقاً لحساباتهم لمواصلة الحرب الظالمة في العراق تحت مسمى محاربة الإرهاب وإيهام الرأي العام الإمريكي أن بوش وجنوده في العراق لحماية المواطن الأمريكي والمصالح الأمريكية بدرجة أولى وتوفير الديمقراطية للإنسان العراقي ( ديمقراطية الإبادة الجماعية) والغريب العجيب في الأمر أنّ وسائل الإعلام العربية أصبحت كالببغاء تردد ما تقوله وسائل الإعلام الأمريكية الصهيونية فيما يتعلق بأوضاع العراق , وهنا بدوري أسال أين المثقفين والإعلاميين العرب ؟ أين دور القنوات العربية لكشف الواقع الحقيقي في العراق أم أن الفضائيات العربية قضيتها المركزية هي موضة نانسي عجرم وباسكال مشعلاني. أين الندوات ودور الدراسات ؟ ... الخ أم أن الإعلام الغربي قد أعمى البصر والبصيرة و أوصل الجميع إلى قناعة تامة بأن من يسفك الدماء في أرض الرافدين هي المقاومة !!!!!!!وهي التي تؤرق مضاجع المحتل وتستقبلهم بالعبوات الناسفة بدل من الورود التي حلموا يوما ما أن ينثروها العراقيون عليهم. إن المقاومة العراقية لن تقتل أي مواطن عراقي ولن تدمر بنى العراق التحتية تحت أي ظرف من الظروف لأن مصلحتها تكمن في وجود دولة قوية وشعب قوي يؤرق مضاجع المحتل الغاشم .

إن جراح العراق تنزف ، إن العراق يئن ، إن العراق يذبح ، إن أطفال العراق ونسائه وشيوخه يصرخون وآمعتصماااااااه وآعرباااااااااه وإسلاماااااااااه وصدامااااااااه ، ثكالى تقتل ونساء تُرمل ويستباح عرضهن ، وشعب يتم إبادته ونحن نشاهد ولا نتكلم فعلا إننا أنصاف رجال وأنصاف مواقف والتاريخ لن يرحمنا .

ختاماً .. تحياتي للمقاومة العراقية .... تحياتي لأبطال العراق أطفالاً وشباباً وشيوخاً وسحقا لنا وإلى مزبلة التاريخ .

alhumaidi2004@yahoo.com


في الثلاثاء 24 إبريل-نيسان 2007 09:28:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=1615