همس أهل الثورة
عبدالمجيد أحمد الزيلعي
عبدالمجيد أحمد الزيلعي

هي سبع همسات أقدمها الآن في الشهر السابع عشر من عمر ثورة فبراير المجيدة, والتي لازالت تدوي في أرجاء اليمن, في واحدة من أنبل وأرقى وأزهى ثورات البشرية, والتي استطاع من خلالها الشعب اليمني تقديم نفسه للعالم بصورة طيبة, وفاتنة. خلال ال17 شهر هناك رؤوس أينعت وتم قطافها, وهناك رؤوس أخرى حلت مكانها, و رؤوس أخرى تنتظر, وما أكثرها! وكإحدى ثمارها, هناك حوار عام ينتظر الجميع إلا من أبى! يرى أهل الثورة أن يكون تتويجاً لتحقق أهدافهم التي ضحوا في سبيلها بكل غالٍ ونفيس, وعلى مدى الأشهر الطوال الماضية. هذه اللحظة إذن, هي نتاج صناعة مكلفة, وصُنَاع مَهَرة, واستثنائيين, يُعدون كبارا في زمن التقزم الذي يجر اليوم أذياله خائباً خاسراً ..

(1) إلى الرئيس هادي:

بالنسبة لي ولغيري, وهم كثر, نشعر بالخير والأمل ما دمتَ غير حريص على الثرثرة والسطوع إعلامياً, كسلفك سيئ الذكر; فاثبُت على ما أنت عليه, وبقدر الحاجة والمصلحة المرجوة. وكما أن هناك من يقول بأنه ليس من حق أحد أو جهة أن تمن عليك بأنها انتخبتك أو أنها السبب لوصولك إلى منصب الرجل الأول في البلد, فبالطبع ليس من حقك أن تمن على أحد بتنفيذك لبعض مطالب الثورة أو جزء من احدها, لأنها أصلاً واجبات وطنية, ودستورية, وأخلاقية, وهي السبيل إلى دولة مدنية عادلة, وديمقراطية, وليس أمامك في هذه المرحلة, وهذا العمر إلا العمل على تنفيذها, ولكي تغادر منصبك بعد السنتين مشكوراً مأجوراً إن شاء الله .

(2) إلى باسندوة وحكومته:

آسفني جداً ما واجهك به البعض, من سبيل أنه السبب في وصولك لمنصبك, غير مدركين بأنك تخوض مغامرة قد تودي بتاريخك بل ويمكن بحياتك! نظرا لقبولك بمنصب رئيس الوزراء في هذه المرحلة الحرجة من كل جوانبها, ولكن تعاملك بالحكمة والهدوء مع هذه الأقاويل سيضيف إلى رصيدك الطيب طيبا, ومطلوب منك أن لا تنس بأنك كنت على رأس المناوئين للحكم السابق, وناقداً لسياساتها الخاطئة والجائرة.. أنت, وجزء ممن معك في حكومتك اليوم, وشاء الله أن تكون اليوم في ما أنت فيه, فأرنا خيراً مما كنا فيه, واجعل من وزارات أصحابك, ومكاتبها, ورش عمل لا يسمعها الناس بآذانهم, وإنما يشاهدونها بملئ أعينهم .

(3) إلى المجلس الوطني واللقاء المشترك:

دوركم الوطني, وحرصكم الشديد على البلاد لن ننساه لكم, ولكن إياكم أن تنسوا أننا ما زلنا في ثورة, وأن كثيرا من الأدوات التي كان يتحدانا بها الرئيس المخلوع ما زالت تحت إمرته, وإن قلٌت, وأن ما حققتموه عبر فعلكم السياسي لم ينجز بشكله الكامل, وما زالت هناك تحديات تحيق به.. وثقتنا بكم الآن في العمل بكل ممكن ومتاح للوصول باليمن إلى المستقبل المنشود, وخصوصاً في سبيل هيكلة الجيش قبل البدء في أي حوار لأن أي نشاط بعد الهيكلة الحقيقية سيكون ذا جدوى حقيقة وواقعية أما قبلها فلا. وإياكم وإياكم, وخاتمة السوء.

(4) إلى اللجنة التنظيمية:

طوال الفترة التي مضت استطعتم تقديم صور ونماذج غاية في التميز, وأبرزتم الروح القيادية والمتزنة للشباب اليمني. وأي قصور رافق الفعل الثوري هو دليل على العمل, وجل من لا يخطئ. والمطلوب الآن تجاوز الفترة الماضية بكل ايجابياتها, وإخفاقاتها, والبدء بمرحلة ثورية جديدة بوسائل عمل متطورة ومختلفة تستطيع المواكبة والاستفادة مما تحقق حتى الآن, وتكون قادرة على جني الثمار والاستفادة من الفرص بأقل أقل الخسائر الممكنة, وفي وقت قياسي.. لنتفرغ بعدها جميعاً للبناء ولنجعل من اليمن ورشة عمل كبرى بعد أُنهكت طوال عقود خلت, من شلة الحكم الفاسد والمفسد .

(5) إلى جيش اليمن الحر:

أعيد ما قلته لأحد قياداته البارزة في لقاء جمعنا ذات يوم: ( أنتم من التزم بالقَسم الذي يؤديه منتسبوا السلك العسكري, وأثبتم فعلاً تنفيذ مهامكم الحقيقة بالعمل فعلاً كجيش وجِد ليحمي الوطن أرضاً وإنسانا) ولن تنسى لكم الأجيال عظمة صنيعكم, وتجرعكم لكل المتاعب, والمشاق للدفاع عن أحرار عزل خرجوا سلمياً لتخليص اليمن وفك أسرها, وفتح آفاق المستقبل المشرق, والحياة الكريمة لكل أبنائها, وعليكم أن تعلموا بأن مهمتكم لم تنته بعد, وأن عليكم أن تظلوا الكابوس الذي يؤرق عشاق الدم, ومعكم كل أفراد القوات المسلحة والأمن ,والتي كانت مختطفة ومسخٌرة لعائلة مستبدة.

(6) إلى الصامتين:

لم لا تقومون بما أمركم الله به, بعد كل ذلك الفساد والمنكر؟ أولم تقرأووا قوله تعالى ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[ آل عمران:104].؟ ندرك أنكم تكرهون الظلم, وتدعون الله أن يهلك الظالمين, ولكن ربكم ثم وطنكم يريد منكم أكثر من ذلك, وكلي أمل أن تكونوا أهلا لذلك. أو تدركون بأن صمتكم كان نقطة قوة في صالح من تدعون الله عليهم! أستحلفكم بالله أحقاً حتى اليوم ما زال الحق والباطل غير ببينين, وليس معروفاً لكم المصلح من المفسد؟ إن كان كذلك فإني أرى أنه قد حلت عليكم عقوبة الله تعالى!! واسألوا عنها أهل الذكر!

(7) إلى أنصار الطاغية المنزوع:

فقط لمن لم يصل به الحال منكم إلى سفك الدم: لا زلتم أهلا لنا ورفاق بناء ونهضة; لأننا دعاة بناء وإخاء وألفة ومحبة. أما عن وقوفكم لجانب عصابة الحكم البائد فاعلموا بأن ذلك لم يزدنا إلى ثباتاً وقوة; لأننا مؤمنون أن لكل طاغية ومجرم أتباع أمثالكم في كل زمان ومكان, حتى وان كان الثائر سيد البشرية ورائد التحرير الأول محمد صلى الله عليه وسلم. وأما من أسالوا دماء اخواننا فنقول لهم: لأننا دعاة بناء وحياة, فنحن لن نفرط بالحقوق ولو بعد سنين, ومؤمنون إيماناً كاملاً بقوله تعالى: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة:179].


في الأحد 24 يونيو-حزيران 2012 05:38:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=16192