اليمن وعقوق أبناءه
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

في اليمن فقط يتنافس الأبناء من أجل قتل والدتهم وكلاً يظن انه يطيعها بطريقته الخاصة حتى ذلك المشئوم الذي يقطع خطوط الكهرباء ويتسبب في موت مرضى الفشل الكلوي يعتقد ذلك ... فترى النخب السياسية تتنافس من أجل خدمة أهدافها ألضيقه وأخر ما تفكر فيه اليمن ... وترى الجماعات الدينية المؤدلجه تسير في نفس الخط إلا من رحم ربي ...وترى مشائخ القبائل حريصين كل الحرص ليس على اليمن إنما على مصالحهم الشخصية ... ويأتيك بعد ذلك الأتباع من الكتاب والإعلاميين والمتحدثين كلاً يسبح بحمد ذلك الشيخ أو تلك الجماعة ناسياً أو متناسياً الأهم وهي اليمن واليمنيون ...

تمر اليمن بمرحلة انتقالية بعد ثورة سلمية قدم فيها الشباب دمائهم الطاهرة وقود ليمن جديد ومستقبل أفضل لليمن واليمنيون وليس لكيان بعينة... وكانت أهم أهدافهم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والحرية وتأمين مستقبل أبنائهم كي يأتوا من بعدهم ويعيشون عيشه أفضل من تلك العيشة التي عاشها الآباء والأجداد في زمن الحاكم الظالم الذي اهلك الحرث والنسل وجعل اليمن متأخرة عن العالم عشرات السنين ...

وفي ضل هذه المرحلة تسعى جماعات وفصائل وأحزاب لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية على حساب جماعات وأحزاب أخرى ولا ضير في ذلك فهكذا هي طبيعة المجتمعات والناس التدافع وكسب قاعدة شعبيه جديده يمكن من خلالها تحقيق أهدافها...

لكن ما يحز في النفس ويجعل ذلك التدافع خطير ومدمر هو تفكير تلك الفئات من المجتمع وتبعيتها لمشاريع قادمه من الخارج ولا يهمها اليمن لا من قريب ولا من بعيد إنما تنفذ الخطط المرسومه لها فقط ليس الا... ولسنا هنا بصدد سرد وقائع تثبت ما أقول إنما نحن بصدد دعوه للجميع بالتركيز على السفينة التي نبحر جميعاً عليها وإذا ما حدث لها شئ لا قدر الله سوف نهلك جميعاً ولن ينقذنا من حرض بعضنا على بعض من أجل أغرقها لان لو فيه خير لنا لما ساهم في تدمير تلك السفينة ...

لقد مر عليا أكثر من ثلاثة شهور وأنا لا أكتب بل أراقب ما يحدث في وطني اليمن وقررت أن انظر إلى الأمور بتجرد وأقول رأيي واطرحه للجميع لعلي أساهم مساهمه بقدر المستطاع في لم شمل اليمنيين من أجل أنفسهم فإن صلحت اليمن كان خيراً لنا جميعاً وان حدث ما يريده المتآمرون خسرنا جميعاً ولن يكون هنالك من يقول انه كسب لان الدمار والاحتراب داخل الوطن الواحد وبين أبنائه نتيجته حتمية ومعروفه الجميع خاسر ...

ومن خلال مراقبتي لما يحصل في اليمن هذه الأيام ترى اليمنيين طرائق قددا. منهم من يهمه اليمن ويقدم من أجلها الغالي والنفيس مثل أبناء الثورة ومن لف لفيفهم ... ويأتي بعد ذلك المتسلقون والمتحولون الذي لا تعرف لهم طريق واضح فهم في الصباح مع الوطن وفي الليل يتآمرون على تدميره ... ومن ثم الأحزاب يكون أداءها جيد عندما تخلص للوطن فإذا ما نظرت إلى مصالحها الحزبية فشل أداءها ... أما الجماعات الدينية فحدث ولا حرج تلك ألمتحدثه باسم الله والحق الالهي تعيث في الأرض الفساد وتزهق الأرواح وتسفك الدماء تحارب امريكا وإسرائيل وتقتل أهل صعده وأبين اعتقاداً منها بأن تلك اقرب طريق إلى الجنة ولا اعتقد إن مسلكها ذلك صحيح ... وفي ظل هذا الوضع أصبح الخاسر الوحيد هو اليمن والمواطن العادي لان نخبة الوطن وجماعاته وأحزابه تتقاتل من أجل تدمير الوطن وليس من أجل بناء اليمن وما لم يتحول ذلك الاقتتال إلى تنافس شريف يكون بناء اليمن هو ما ندور حوله وليس المصالح الخاصة لذلك الشيخ أو الحزب أو الجماعة فعلى اليمن السلام ...

عليه ادعوا اليمنيين كافة في هذا الشهر الكريم أن يتحدوا ويجعلوا اليمن همهم الوحيد ولاضير أن يتنافسوا على حكمة بطريقه يرتضيها الجميع تكون نتائجها مصلحة اليمن واليمنيون... فاليمن أغلى من الجميع واكبر من أن يحكمها فصيل بعينه أو جماعه بعينها سواءً أراد ذلك حرباً أو سلما ... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...


في الخميس 26 يوليو-تموز 2012 11:47:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=16663