جمعية الأقصي... والفقر باليمن
د/ محمد اليماني
د/ محمد اليماني

تفاجئت وأنا أشاهد قنوات عربيه تعطي دراسات تفصيلية عن الفقر باليمن. وكيف ان أربعه مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية.

وكيف ان هنالك ستين بالمائة من الشعب اليمني تحت خط الفقر وان هنالك فقط اثنين بالمائة مسيطرين علي الثروة باليمن ،وكيف أن نسبة الأمية لدينا ارتفعت الي سبعة وستين بالمائة بين الإناث وستين بالمائة بين الذكور.. هذه أميه بحته أما أمية التعليم الجامعي فالنسب عاليه جدا. وشاهدت الإحصاءات عن الفقر والمرض والجوع باليمن حتى ان دول مثل قطر والإمارات تبنت حملات للتطور لأجل اليمن ، وحتى ان دعاة أمثال الشيخ العواضي والإعلامي البارز علي الظفيري شنوا حمله لأجل مجاعة اليمن ولفت العالم الي الوضع كارثي باليمن حتى أن احد الكتاب الخليجيين كتب بصحيفة الشروق وقال" عشرة ملايين يمني مهددون بالمجاعة. ألا يستحي «جهابذة» السياسة في اليمن من هذه الكارثة؟ ألا يخجل أولئك المحسوبون على النظام السابق، من أقرباء «الزعيم» ومن كان في دائرته، وهم يُخرجون أموالهم -بمئات الملايين- إلى بنوك خارج اليمن وقد أفقروا وطنهم بأنانيتهم وجشعهم وطغيانهم؟

وماشد انتباهي أكثر ان الحملة مستمرة وتصل مساعدات الى اليمن ، وبنفس الوقت نجد من يروج لجمعية الأقصي والتبرع لفلسطين بل ان قافلة كبيرة من المساعدات وصلت الى غزة قبيل شهر رمضان المبارك يشارك بها مشائخ وبرلمانين.

تسألت ألا يستحي هؤلاء من هذا الشي.

الأقربون أولى بالمعروف نسبه الفقر بغزه مقارنه باليمن لا تقارن عدد سكان غزو مليون ونصف وعدد من يعانون من مجاعة في اليمن عشره مليون ، نسبة الامية بغزه اثنين بالمائة والأمية عندنا فوق سبعين بالمائة. مستوي دخل الفرد بغزه 120دولار شهريا ومستوي دخل الفرد باليمن 10دولار بالشهر.

فمن هو الأحق بالمعروف..أليس الله تعالي يقول الأقربون أولى بالمعروف.

لماذا نحن كرماء عندما يكون التبرع للخارج وبخيلين عندما نتبرع لإخواننا باليمن، إذا وضعت قطعه قماش لجمع تبرعات للفقراء باليمن ووضعت أخرى لأجل فلسطين وجدت الفسطينية تمتلئ بالأموال والأخرى تشكو الي الله فقر مافيها.

ثم كيف نسمح بوجود هذه الجمعيات اصلا وفي دول الخليج بالذات لا يسمحون لأي جمعيه غير وطنيه ان تفتح او تجمع لخارج البلاد. وإذا سمحوا لبعض منها مثل الندوة العالمية فإنهم يراقبوا كل الوارد والصادر تماما.

هل نحن نتابع الأموال التي تجمع.. هل فعلا تصل الي فلسطين ومادليل ذلك. وكم نسبه مايصل مما يجمع.

صادف يوما ما ان كان جاري مدير جمعيه الأقصى بصنعاء لمده عام. مستاجر شقة أفضل من شقتي وأولاده يدرسون بمدارس خاصة ومتميزة ..وأولادي بمدارس حكوميه... يشرب من السيجارة باليوم بمايكفي لأسرة مكونه من عشر أشخاص. هذا وأنا دكتور وهو موظف بالجميعة فكيف لو قارنا وضعه بوضع المواطن العادي.

انه من العيب ان نترك جيراننا وإخواننا وأقاربنا يموتون من الجوع ويتبرع لهم الآخرون. ونحن ندفع زكاتنا وأموالنا وتبرعاتنا الي غزه.

فلا يصح ان يكون رب البيت يتصدق وأهل بيته يموتون من الجوع.

نرجو ان تكون الجمعيات تحت الرقابة وموظفوها يمنيين .. ويجب ان نشكل جمعيات في كل حي وحارة خاصة بفقراء الحي والحارة ويكون بيننا التكافل والألفة. وكما يقول المثال" يامتصدق بالدجاجه.. اهل بيتك أولى بالمرق".

سيتهمني البعض باني أعادي فلسطين ولا أحب الخير لهم..وأنا أقول لا والله إني اشد حبا لهم.. بس وضعنا أسوء حالا منهم ولو عرفوا حالنا لتبرعوا هم لنا.


في الأحد 05 أغسطس-آب 2012 11:10:18 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=16788