حذاري يا فخامة الرئيس
وهيب الأكحلي
وهيب الأكحلي

لعل هذه هي كلماتي الأولى التي أوجهها لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وهي صرخة أطلقها من مقر إقامتي في كوالالمبور بماليزيا.. لتصل الي مكتبة  وقد حولتها المسافات الى همسة أتمنى ان تجد أثرا في الواقع اليمني وسأخاطبه نيابة عن أقراني ممن يتفقون مع أفكاري من أبناء شعبنا اليمني وأقول له : في البداية يا فخامة الرئيس نشكر لك قبول تحمل المسؤولية الصعبة في هذه الفترة ونثمن لك موقفك فإن كان وطني ولوجه الله ونحسبه كذلك فالتاريخ سيكافيك ولن يضيع الله أجرك ولكنَ هذا لا يعفيك من رسائلنا وعتابنا وعليك أن تستجيب لمطالبنا ...فأنت لست صاحب القرار ولست مالك السلطة ... ولكنك المسؤول الأول عنها أمام الله فأتق الله فينا فنحن شعبك....وثقنا بك فثق بنا إخترناك لتصدر القرار بتوكيلنا ونحن نحرس ونحمي قراراتنا فلا تصدر قرارا إن لم يكن بمصلحتنا... لاتجعل الأحزاب والأطياف السياسية معيارك لإتخاذ قراراتك ....وللأسف هذا ما لاحظناه جميعا على كل قراراتك بدون استثناء...  انت تفكر دائما بالتوافق بين الأحزاب ونصارحك بأن هذه الكلمة بداءت توجع أذاننا فأنت تفكر بالأحزاب والتيارات المختلفة... تنادي بالحوار بين الاحزاب ولم تطلب يوما من الأحزاب ان تحاور الشعب أولا... تساوي بين النزيه والفاسد والصالح والطالح والصادق والكاذب والأمين والخائن وتسميه توافق وحوار... ولم تفكر يوما بتوافق المسؤول مع ما يحتاجه الشعب... أنت تخاف ان تزيح عنا فاسد لكي لايقال أنك تقصي الحزب الفلاني ...

أنت تخاف ان تعين النزيه لأنه ينتمي لحزب لايروق للفاسدين ... تفاجئنا دائما بقرارات توافقية برائيك لكنها تؤخر اليمن سنوات ... انت تأخذ بتجارب السابقيين في التعيين وتتخذ قراراتك لوحدك وان استعنت فالشعب لايعلم بمن تستعين ومن تستشير ... نطلب منك اعلان الفريق الاستشاري لك وبطانتك لكي نطمئن على مستقبل يمننا... فنحن شعب وانت شخص نحن نريد وأنت تعطي وتعمل لما نريد ...انت من ارتضيت حمل الأمانة فكن أهلا لها وهذا ما نرجوه لاننكر لك محاسن بعض القرارات في جوانب وهذا مايجب أن يكون لكننا لانتكلم إلا عن السلبيات ولن نسمح للإيجابيات ان تغطي السلبيات وأهمها أننا نسأل عن منجزاتك واهمالك لجوانب كثيرة... يافخامة الرئيس لا نريدك أن تحول ماء البحر حلوا ..والصحراء حديقة مثمرة ...لا نريد منك المستحيل ولا نريد المعجزات ولتكن خطواتك ساعية لمستقبل نصنعه سويا للأجيال القادمة.. يافخامة الرئيس مع احترامي سئمنا من العديد من الأسماء حولك مللنا سماع الخطب الرنانة تعبنا من تكرار الكلام فلتكن خطواتك أفعال وقرارتك إنصاف والمعيار لها مصلحة الشعب والأجيال القادمة. يافخامة الرئيس بعد مقدمتي هذه افصح عن السبب الرئيسي لرسالتي هذه وحذاري وألف حذاري ووالله ثم والله لن تنجح إدارتك للدولة إن جعلت القرارات التي تخص التعليم والصحة سياسية لاتهمنا هيكلة الجيش بقدر مايهمنا إصلاح التعليم والاهتمام بالجانب الصحي فالمجتمع المتعلم السليم من الوباء سيكون قادرا على حماية نفسه وان فشلت في اتخاذ قرار إصلاح التعليم فلن تكون قادرا على إدارة البلد لأن شبح الحركات الطلابية سيطاردك أينما ذهبت. يافخامة الرئيس: أنت تتجول من بلد لبلد ونحن عاجزون عن استلام وثائق من جامعة صنعاء ومن المعيب ان تقف العملية التعليمة ساعة واحدة فلماذا تراعي مشاعر من افسدوا في الأرض وتخاف من المخربين وتتخذ قرارت تراها مناسبة وإن كانت مناسبةُ في مناسبة لك فقط وليست مناسبة لنا نحن من يريد صناعة المستقبل ... من نريد تطوير التعليم ومن نريد أن نبني اليمن الجديد ...

أسألك بالله ان تقف مع نفسك وتسألها من ضحية قراراتي إن كانت غير سليمة..نعم ستنقذ نفسك من الموقف بإصدار قرار توافقي وتكسب الفرقاء لتهدم مستقبل الأجيال... لم تعقم اليمن التي أنجبت ومازالت تنجب العديد من الكوادر المؤهلة والذين تتهافت عليهم جامعات العالم لتقصيهم انت ...انت تضع بين يديك قائمة بأصحاب السوابق ومن عهدنا في إدارتهم السوء لتحملهم مسؤولية التعليم في اليمن الجديد... بحجة أنهم خبرة سابقة وسيسيطرون على الموقف...وهذا امر مضحك ماذا فعلت هذه الخبرات لجامعاتنا ولوزاراتنا ولمحافظاتنا عندما تحملت المسؤولية ما الجديد وما لذي أنجز أم أن معيار الخبرة السابقة اسمه الفشل؟ فالفاشل السابق أصبح خبيرا سابقا ... يافخامة الرئيس لايعنيني في رسالتي هذه هيكلة الجيش ان تجاوزت مرحلة إصلاح التعليم إن الثورات التي نحتفل بها هي من صناعة رواد الجامعات ونشطاء الحركات الطلابية ليس في اليمن فقط وإنما في كل دول العالم ... فهم من كون جيوشا من الأحرار وهم من قادوا المعارك وهم القوة الأساسية والعلم هو الأساس .. لقد حزنت جدا وأنا اسمع خطابك وكلماتك أثناء تنقلاتك الأخيرة بين الدول تتكلم عن حوار وهيكلة الجيش وتفكر بالعقلية العسكرية دون النظر الى أنك أضعت الساعات من أوقات أبنائك الطلاب تناسيت أن جامعة صنعاء مقفلة وتئن وتصرخ منتظرة لقرار يعيد لها هيبتها .. غريب أن تتجول باحثا عن مجد لليمن وتنسى أن العلم هو المجد الحقيقي لليمن والله اننا نستحي عندما نعلل لمسؤولين في الجامعات الماليزية عن سبب تأخر وثائقنا لنقول الجامعة مقفلة وكأنها حانوت تملكه رئاسة الجامعة .. وصدقني يافخامة الرئيس قرارات إيقاف التعليم هي إقرار بفشل رئاسة الجامعة في السيطرة على الأوضاع وينبغي عليك معاقبة من اصدر القرار ليكون عبرة لمن تسول له نفسه تكرار المأساة إن حل قضايا هيئة التدريس والاستجابة لطلباتهم أمر واجب عليك وإن إبعاد الفاسدين عن مؤسساتنا التعليمة أوجب من الواجب ...وإن تأخرك في حل مشكلة الجامعة هو إقرار بفشلك في التعامل مع الطبقة المتعلمة والمدنية فكيف ستتعامل مع العسكريين والقبائل وكيف ستتعامل مع الفاسدين ...الخ ... لا أكترث لقادة الجيش فهم ان خالفوا مايريده الشعب سيقصم الشعب رؤوسهم والشعب سيد قراره وليست هناك قوة في الدنيا تقهره وفوق هذا القوة الإلهية هي المعيار بالنسبة للشعب المتماسك... يافخامة الرئيس إن ثقلت كلماتي على مسمعك فأتمنى أن يوصلها ثقلها إلى قلبك ..وأن ثقلت على قلبك فأتمنى أن يتسع لها فما أردت إرضاء أحد ولم أقصد الإساءة لأحد وأنا حر سأظل حر أبي إلى الأبد ...وألتمس منك العذر فعذري لنفسي هو ثقتها بأنها تخاطب قلب يعج بالوطنية ويحرص على تقديم ما يستطيع لبلده نحسبك كذلك ونساندك بكل ما أوتينا من جهود ونتمنى لك كل التوفيق...


في السبت 13 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:18:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=17674