اليمنيين بين الارتهان للماضي البغيض والتطلع نحو المستقبل المشرق
د.انور معزب
د.انور معزب

شتان بين الارتهان  للماضي البغيض والتطلع نحو المستقبل المشرق ذلك أن الارتهان للماضي البغيض يقودنا دوما إلى الصراعات والانقسامات والخلافات وبالتالي إلى الفشل والتطلع نحو المستقبل المشرق يقودنا حتما إلى الأمن والاستقرار والتنمية وبالتالي إلى النجاح  ورغم ما يحمله الارتهان للماضي البغيض من انعكاسات سلبية على الوطن والمواطن وما يحمله التطلع نحو المستقبل من انعكاسات ايجابية للوطن والمواطن إلا أن هناك إصرار عجيب لدى البعض ان يعيش الماضي بكل جراحه وآلامه وأحزانه ذلك أن تفكيره مازال مرتبط بصراعات وخلافات  وعقد الماضي القريب والبعيد وهذا هو حال اغلب اليمنيين بمختلف توجهاتهم الحزبية والقبيلة

إلا أن الكارثة والمصيبة والطامة الكبرى هنا أن من يحملون على عاتقهم مشروع الارتهان للماضي البغيض هم قادة الأحزاب والقوى السياسية اليمنية حيث أن جميع الصراعات والانقسامات والخلافات التي تعيشها البلد ناتجة عن الممارسات الخاطئة والغير مسئولة من قبل قادة الأحزاب إذ أن العقليات والأسلوب في التفكير والممارسة للعمل السياسي التي يتبعها قادة الأحزاب السياسية لازال مرهون للماضي ولم يتطور أسلوبهم وتعاملهم في التعاطي مع جميع الإشكاليات والقضايا التي تمر بالبلد ذلك ان الأشخاص الذين يقودون تلك الأحزاب هم الأشخاص أنفسهم الذين يقودونها منذ تأسيسها وحتى اليوم والإشكالية هنا تكمن في أن أولئك القادة بينهم صراعات وخلافات شخصية منذ زمن وقد ادخلوا البلد في أتون صراعاتهم وخلافاتهم الشخصية وهو الأمر الذي يتوجب على جميع أعضاء الأحزاب السياسية القيام بثوره داخل الأحزاب لتغيير قادة أحزابهم الذين عفا عنهم الزمن وعقلياتهم انتهت صلاحيتها كما أن أسلوبهم العقيم والغبي في ممارسة العمل السياسي كان له الأثر الكبير في ارتهان اليمنيين للماضي البغيض وعدم تطلعه نحو المستقبل المشرق    

لعلنا جميعا سمعنا مرارا وتكررا ما يردده رئيس الجمهورية على مسامعنا وفي أكثر من خطاب في أن عجلة التغيير قد مضت وليس باستطاعة احد ان يعيدها إلى الوراء ومن يفكر في ذلك حسب قول الرئيس طبعا فهو واهم ولا يعيش الواقع جميل جدا ما يقوله فخامة الرئيس هادي لكن الأجمل من الأقوال طبعا هي الأفعال فنحن يا فخامة الرئيس قد شبعنا أقوال وملينا من الخطب الرنانة والحكم والتصفيق والرقص على رؤوس الثعابين والفهلوة السياسية التي لاتسمن ولا تغني من جوع وكل ما نريده من الرئيس هادي هو أن يلمس المواطن اليمني ثمار التغيير في العدل والمساواة وفي التعليم والصحة والتمنية الاقتصادية وفي الاستثمار وتحسين معيشة المواطن اليمني وتخفيض الأسعار وزيادة المرتبات وخلق فرص العمل والقضاء على البطالة ذاك هو التغيير الذي ننشده جميعا وذاك هو التغيير الذي ضحى من اجله وفي سبيله اليمنيين بأرواحهم ودمائهم وذاك هو التغيير الذي جعل منك رئيس جمهورية لذلك لا نريد تغيير قوما بطاشين بقوم اشد بطشا ولا نريد تغيير قوما جبارين بقوم اشد جبروتا فلا داعي للاستخفاف بعقول الشعب اليمني والضحك على الدقون يا فخامة الرئيس !!               

من المعيب أن يظل اليمنيين مرتهنيين للماضي البغيض الذي لم نجني منه سواء الدمار والخراب والصراعات والانقسامات والخلافات والفقر والجهل والتخلف والانحطاط والتدهور في شتى مجالات الحياة فمعظم اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر وحسب التقارير الدولية فان نسبة الفقر في اليمن 54.5% كما ان اليمن وحسب التقارير الدولية سجل أدنى نصيب للفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ 901 دولار، وبهذا تعتبر اليمن من اشد دول العالم فقرا !! ومعظم اليمنيين يعانون الجهل والتخلف وحسب التقارير الدولية فان نسبة الجهل والأمية في اليمن قد وصلت إلى 50% وبهذا تعتبر اليمن من اشد بلدان العالم تخلفا  !! كما أن معظم اليمنيين يعانون البطالة وحسب التقارير الدولية فان نسبة البطالة بين الشباب قد وصلت إلى 60% وبهذا تعتبر نسبة البطالة في اليمن من أعلى النسب على مستوى العالم وهكذا فاليمن تشهد تدهور وتخلف وتردي في شتى مجالات الحياة وكل يوم تنتقل اليمن من وضع سيئ إلى أسوأ ولا ادري ابعد كل هذا التدهور والتخلف والتردي والمؤشرات والنسب والأرقام المهولة والمخيفة هل سوف نعي جميعا الخطر المحدق بنا وبالوطن إما أننا ياترى سوف نظل مرتهنيين للماضي البغيض وكما هي عادتنا ونتجاهل الواقع رغم خطورته !؟

إن آفاق المستقبل رحبة وواعدة بالخير وعلى اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية عدم الارتهان للماضي البغيض وما خلفه من انقسامات وصراعات ودمار وخراب كما أننا جميعا مطالبون بنبذ ممارسات الماضي والتطلع نحو الغد المشرق واليمن الجديد الذي ننشده جميعا يمن الدولة المدنية الحديثة يمن العدل والمساواة يمن النظام والقانون يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية يمن الإيمان والحكمة.


في الأحد 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:45:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=17877