سباق الرئاسة الأمريكية يخطف الأضواء
متابعات
متابعات

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة لمتابعة السباق بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني إلى البيت الأبيض، يدور سباق آخر بعيدا تماما عن دائرة الضوء ، وهو السباق إلى المجلس التشريعي للبلاد ، أو ما يعرف بـ الكونغرس الأمريكي.

وسوف تجري انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في نفس يوم الانتخابات الرئاسية وهو السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيختار الناخبون فى 50 ولاية أمريكية ممثليهم في الكونغرس رقم 113 في تاريخ بلادهم.

ويتم في الانتخابات تجديد أعضاء مجلس النواب بالكامل، وعددهم 435 عضوا، بينما يجري الاقتراع على ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ إجمالي عدد مقاعده 100 مقعد.

ويقول الخبراء إن الروح التي تخيم على الانتخابات الرئاسية تخيم أيضا على انتخابات الكونغرس إلى حد بعيد: السباق المحموم نفسه ما بين الحزبين الرئيسيين، والأولويات نفسها تحدد قرار الناخب الأميركي وهو يتجه إلى صناديق الاقتراع، وأهمها على الإطلاق حالة الاقتصاد والقوانين الخاصة بالرعاية الصحية والهجرة وغيرها من الأمور التي تخص السياسة الداخلية.

ويقول المحلل السياسي فلويد كيرولي إنه في الوقت الذي تجمع التوقعات على أن الانتخابات لن تغير الكثير فى مجلس النواب، حيث سيحتفظ الجمهوريون على الأغلب بالسيطرة عليه، إلا أن الوضع يختلف كثيرا فى مجلس الشيوخ.

ويقول كيرولي :هناك خمس أو ست معارك انتخابية في مجلس الشيوخ قد تحدد مصير المجلس كليا".

ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس الشيوخ، وهو المجلس الأعلى، بأغلبية 53 مقعدا مقابل 47 مقعدا للجمهوريين، بما يعني أن الحزب الجمهوري يحتاج إلي كسب أربعة مقاعد إضافية فقط عما كسبه فى انتخابات 2010 حتى يسطر على هذا المجلس أيضا.

أما في مجلس النواب، فيسيطر الجمهوريون منذ عام 2010 بأغلبية 242 مقعدا مقابل 193 مقعدا للديمقراطيين.

ويتم انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب كل عامين، بينما ينقسم أعضاء مجلس الشيوخ إلى ثلاثة أقسام يتم انتخاب قسم منهم كل عامين، بحيث تستمر عضوية الفائز بكرسي مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بالولايات المتحدة أكثر من 180 مليون ناخب.

ولايات الغرب

"في حال تمكن الجمهوريين من حسم الانتخابات لصالحهم فى أربع من هذه الولايات، فسيصطبغ المجلس باللون الأحمر، الذي لطالما رمز للحزب الجمهوري." ""المحلل السياسي الأمريكي فلويد كيرولي""

ويبدو أن المعارك الانتخابية فى الغرب الأميركي ستكون نارية تماشيا مع روحه وتراثه القديم، حيث يري المحللون أن مصير مجلس الشيوخ سيتحدد هناك.

يقول كيرولي إن "ولايات أريزونا ونيفادا ومونتانا ونورث داكوتا ونبراسكا ستحدد شكل مجلس الشيوخ والكونغرس ككل".

وقد فاز الجمهوريون فى انتخابات 2010 الأخيرة فى ولايتي أريزونا ونيفادا. أما الولايات الثلاث الأخرى، فيتحتم عليهم انتزاعها من الحزب الديمقراطي.

ويضيف المحلل السياسي أنه في حال تمكن الجمهوريين من حسم الانتخابات لصالحهم فى أربع من هذه الولايات، فسيصطبغ المجلس باللون الأحمر، الذى لطالما رمز للحزب الجمهوري.

لكن هناك ولايات أخري يحتدم فيها السباق الانتخابي، ومنها فيرجينيا فى الشرق الأميركي، وهي أيضا أحدى الولايات المتأرجحة فى السباق الرئاسي، حيث يدور سباق ما بين الديمقراطي "تيم كاين" والجمهوري "جورج ألين" ، وكلاهما كان حاكما سابقا لفيرجينيا.

وهنا أيضا ميسوري شمال الولايات المتحدة، حيث يخوض المرشح الجمهوري "تود أكين" معركة شرسة أمام الديموقراطية "كلير مكاسكيل".

أكين، الذي يدعمه ما يعرف بـ"حزب الشاي" المحافظ المتشدد، خسر الانتخابات فى 2010 بسبب تصريحات ضد الإجهاض أثارت انتقادات واسعة قال فيها إن عند تعرض المرأة “لاغتصاب حقيقي” فانها نادرا ما تحمل بسبب ردود فعل طبيعية للجسم. لكن هذا العام تبدو فرص أكين متقاربة تماما مع مكاسكيل المنتهية ولايتها، بسبب الدعم المالي الكبير الذي حصل عليه هذا العام.

حالة جمود

ويؤكد الخبراء على أنه بالرغم من أن انتخابات الكونغرس لا تحظى بذات الاهتمام الذى يحظي به السباق الرئاسي من قبل وسائل الإعلام والناخبين على حد سواء، إلا أنها قد تكون الأكثر تأثيرا على مستقبل الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.

وتقول جنيفر دافي، من موقع "كوك بوليتيكال ريبورت" المتخصص في الانتخابات، إن السيطرة على مجلس الشيوخ هو عنق الزجاجة بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وتوضح دافي أن "مجلس الشيوخ هو ما يحدد السياسات بطرق عدة، فهو المكان الذى تخرج فيه القوانين إلى الضوء أو ينتهي أمرها تماما".

ويحظى كلا المجلسين المشكلين للكونغرس بسلطات متساوية تقريبا.

لذا يجمع المراقبون على أنه في حال استمر وضع ميزان القوى على ما كان عليه فى انتخابات 2010 لينقسم الكونغرس بغرفتيه ما بين الحزبين، فإن حالة الجمود التى سادت ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما ستستمر على الأقل لعامين آخرين، حيث يتوقع أن يعمل أحد الحزبين على عرقلة أي قانون يقترحه القابع فى البيت الأبيض الذى ينتمي للحزب المضاد.

وستحتدم المعركة بكل تأكيد فيما يخص الاقتصاد، حيث يتوعد الجمهوريون بالفعل برفض أي من القوانين التى يقترحها المعسكر الديمقراطي ومنها رفع الضرائب على الأثرياء، وكذلك فيما يخص النظام الذي اقترحه الرئيس أوباما للرعاية الصحية.

ويقول كيرولي، وهو أيضا مدير مؤسسة لإجراء استطلاعات الرأى العام، إن كل هذه المعارك السياسية لا تعني شيئا لعموم الأميركيين.

ويؤكد كيرولي ان "نسبة كبيرة من الأميركيين لا تكترث بالأحزاب ، ولسان حالها يقول للسياسيين ‘فقط أفعلوا شيئا مفيدا".

وحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب فى أغسطس/آب 2012 ، فإن نسبة رضا الأميركيين عن أداء الكونغرس لا تزيد عن 10 بالمائة.

موريلا ستانتون، من سكان العاصمة واشنطن، تنتمي وبقوة لنسبة الـ 90 بالمائة من الناقمين على أداء الكونغرس.

وتقول ستانتون :إن السياسيين لم يفعلوا شيئا ذي جدوى خلال الأعوام الماضية.

وتسأل السيدة التى تبدو وقد تجاوزت العقد الخامس من عمرها بحنق باد "ما الذى حققوه لنا؟"

لكن رغم هذا ، فإن ستانتون تعتزم انتخاب ممثليها فى الكونغرس يوم السادس من نوفمبر.

وتقول "لم أتخلف يوما عن التصويت في الانتخابات، ولن أفعلها هذا المرة. ومن يدري؟ ربما يكون اختيارنا أفضل هذا العام."

المصدر: bbc


في الأحد 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 01:37:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=17882