علي صالح يفاجئ بن عمر وصانعي المبادرة
عبدالعزيز الصلاحي
عبدالعزيز الصلاحي

نحن في الشعب اليمني تعودنا على مدى 33عاما على الكذب والمماطلة والالتفاف على المطالب الشعبية , وتعودنا أيضا أن نسمع خطابات رنانة ونرى في الواقع عكس ما سمعنا في الخطاب , وتعودنا أن نسمع أن هناك قوانين لكنها لا تفعل إلا لصالح الصالح , وتعودنا أن هناك دستور يمنع تولية الأقارب مناصب رفيعة في القوات المسلحة وإذا بها تتحول إلى ملكية خاصة للأقارب والعائلة , وتعودنا على ان تجرى انتخابات نيابية ومحلية ورئاسية والنتيجة محسومة سلفا , وتعودنا على سماع أن هناك إصلاحات اقتصادية لكننا نرى في الواقع الفقر والبطالة وارتفاع للأسعار , وتعودنا سماع أن هناك إصلاحات سياسية ونرى في الواقع حكم الفرد الظالم المستبد , وووووووووو ............. الخ

فنحن غير متفاجئين مما يحصل اليوم من مماطلة والتفاف وضحك على الذقون , المتفاجئ الحقيقي اليوم هو مندوب الأمين العام للأمم المتحدة بن عمر والمتفاجئ أيضا هم أصحاب المبادرة الخليجية دول الخليج والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن .

فهؤلاء وضعوا مبادرة لإنقاذ اليمن من الانهيار والانزلاق إلى الحرب الأهلية التي تنعكس بدورها على السلم والأمن الدوليين , مبادرة ذات بنود وآلية مزمنة واضحة وهي حل وسط لإخراج اليمن من أزمة طاحنة كادت تعصف به , الهدف منها انتقال السلطة بصورة آمنة وسلسة تلبي طموحات الشباب الذين خرجوا إلى الساحات بالتغيير والإصلاح , وتحفظ لليمن وحدته واستقراره هذه المبادرة من وجهة نظر العالم بشكل عام واللقاء المشترك والقوى السياسية في الداخل بشكل خاص , لكنهم للأسف لم يفهموا المبادرة من وجهة نظر علي عبدالله صالح والمقربين منه , وهذا هو مربط الفرس , ولو كانوا فهموا المبادرة من وجهة نظر علي صالح وزمرته لكنا اليوم في خير وأمان ولكان هناك حلول جذرية للمشاكل اليمنية إما بإيداعه السجن أو نفيه بعيدا عن الأراضي العربية .

المبادرة الخليجية من وجهة نظر علي صالح :

عندما وجد نفسه في مأزق أمام ثورة شعبية جارفة كادت ان تعصف به وبمن معه دعا دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص , دعاهم للوساطة بينه وبين الشعب علهم ينقذوه من الورطة التي هو فيها , فمفهوم المبادرة عنده أن يعطوه المزيد من الوقت عله يفتك بشباب الساحات أو يملوا فينفضوا من الساحات لكن هذا المفهوم لم يتحقق ( 1 ) .

ذلك المفهوم الأول لديه من كلمة مبادرة وإذا أتينا إلى مبادئ المبادرة المبدأ الأول هو أن يؤدي الحل الذي سيفضي إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقرار فهو يفهم أن علي علي عبدالله صالح هو وحدة اليمن وأمنه واستقراره . (2)

المبدأ الثاني أن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح وهو يفهم ان يلبي هذا الاتفاق طموحات علي صالح في التأخير والمماطلة . الثالث أن تنتقل السلطة إلى عبده ربه بصورة آمنة وسلسة وهو يفهم أن ينصب عبدربه هادي رئيسا في الوجهة وهو يمارس صلاحيات الرئيس من وراء الكواليس . (3)

الرابع إزالة عناصر التوتر هو يفهم أن العناصر هم شباب الثورة في الساحات فيجب إزالتهم . (4)

كذلك تنص المبادرة أن تكون الحكومة50% المشترك وحلفاؤه و50% المؤتمر وشركاؤه وهو يفهم أن كل شي يتم تقسيمه بالتساوي الحكومة وغيرها من المؤسسات إلى ان تقوم الساعة ولذلك مازال يعرقل تشكيل أعضاء الحوار الوطني ويطالب بان يكون 50% للمؤتمر .

كذلك أعطته المبادرة حصانة من عدم المسائلة طيلة فترة حكمة وهو يفهم انها أعطيت له كي يفعل مايشاء من جرائم دون مسائلة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها وان تعطى لأولاده وذريته من بعده .

كذلك الشعب وسفراء الدول يطالبونه بمغادرة البلاد إلى الحبشة او أسمرة حتى تهدأ الأوضاع وهو يفهم أنهم يطالبونه بمغادرة البلاد للعلاج في أمريكا أو ألمانيا ثم يعود لممارسة صلاحياته .

واليوم العالم كله والشعب اليمني متفائلين أن اليمن قد خرج من عنق الزجاجة وحقق هدفه في التغيير وماض الى يمن جديد من غير علي صالح وأولاده وسوف يعبر إلى دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة ويحقق مبدأ التعايش والتداول السلمي للسلطة وفق انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب وتلبي رغباته , لكنه يفهم عكس ذلك أنها فتره عابره سيختفي عن الأنظار فتره من الزمن ثم يعود إلى الواجهة ويقود حملة انتخابية يكون بطلها احمد علي وانه سوف يمارس دوره من وراء الستار ويفعل ما يريد وينصب من يريد ويزيح من يريد.


في الخميس 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 12:22:40 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=18223