|
لا تسألوني عن ما أبحث؟! ، فأنا أبحث عن وطن! ، نعم عن وطنٍ لم أجده في دموع أطفال تساقطت من جوعهم، ولا في يأس شباب يحلمُ بمستقبل يسترهم ويكفيهم يومهم وكفى، ولم أجده كذلك في كهول لا يريدون سوى الأمان لأنفسهم ولمن حولهم، وهو كذلك لا يوجد في تتمتم شيخ شائب يودع الدنيا وهو يتمنى لمن بعده الأفضل الذي لم يجده !!
نعم أحب اليمن، وأعلم أنها وطني الحبيب، إلا أنني لا أسكنها لوحدوي، بل أسكنها مع أهلي وإخواني أولئك اليمنيين، لكن كيف لذاك الطفل أو لذاك الشاب، ولهذا الكهل وهذا الشيخ أن يعلموا به؟! ، وهم لم يجدوا فيه أبسط ما وجده الآخرين في أوطانهم! ، وكيف لي أن أقول بوجوده وأنا لم أجده في من يشاركونني هذا الوطن !!
أألومهم لأنهم لم يقفوا ضد الباطل، أم لأنهم لم يفرقوا بين الحق والباطل، إلا أن نفسي تخبرني بأن من يبحث عن الشبع من جوعه وعن الأمان من خوفه، فأنه أينما وجد الشبع والأمان سيذهب إليه، حتى وإن كان مع الباطل لأن الحق تركه ولم يعطيه إياهما، وكيف لهم أن يفرقوا بين الحق والباطل، وهم يجدون بأن من شبعوا وأمنوا لا زالوا غير قادرين على التفريق بينهما !!
نعم نبحثُ عن تعاونٍ يجمعنا ويقوينا، نبحث عن تعاونٍ يعيد لنا وطننا المسلوب، إلا أن التعاون لا يكون بين أثنين أحدهما جائعٌ خائف والآخر شبعانٌ آمن، فشتان ما بينهما ولا تعاون بينهما والشبعان تارك للجائع، والآمن لا يسأل عن خائف، فكيف لهما بتعاون وكلٌ لا يدري عن الآخر شيئاً !!
أقولها وبصوت مرتفع .. إن أردنا استعادة يمننا فلنبحث عنها في رحمة قلوبنا وعطاء أيدينا قبل كل شيء، إن أردنا أن نجتمع فلتجمعنا الرحمة والعطاء لبعضنا قبل كل شيء، وإن أردنا القوة فلنقوي بعضنا برحمتنا وعطائنا لبعض قبل أي شيء !!
وإن الجائع الخائف لا يفرق بين أثنين كلاهما شبعانٌ آمن، أسوءا كانوا أحباباً أو أعداء أقرباء أو غرباء، لأن كلاهما قد تركاه، وإن الحبيب القريب لديه من يعطيه ويرحمه، والعدو الغريب من يتركه في جوعه وخوفه، ونعم لا ينصرك أخاك وأنت له ظالم، ولا ينصرك وأنت عليه قاسي، فلننصر إخواننا من ظلم أنفسنا لننتصر على من ظلمنا !
في الجمعة 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:50:18 ص