حوار بين الورد (الأحمر) والفل( الأبيض)
صلاح السلقدي
صلاح السلقدي

-أجمل ما في هذا الحوار الذي دار بين الورد (الأحمر) وبين الفل( الأبيض) المنسوج في قصيدة بديعة كلماتها أعذب من الفجر الضحوك وارق من دخداخ النسيم لشاعر مجهول اسمه (أبو ناصر) كما يبدو من استهلالية القصيدة، وصاغها إلى لحنٌ رائعٌ بديع غايةٌ في الإبهار وقمة في الذائقة الفنية الفنان الاسطورة محمد مرشد ناجي، هي الخاتمة التي انتهى إليها هذا الحوار بمقترح مصالحة عامة اقترحها الفل (الأبيض) وربما وافق عليه الورد (الأحمر) وان لم تشر الكلمات موافقته عليها، بعد احتدام حوارٌ ساخن وحاد بينهما.

وحتى لا نفسد مضمون هذا الحوار تعالوا نرى نوعه وخاتمته التي آلت إلى مقترح تصالح نقي بنقاوة لون الفل وطلاوته، لعل وعسى نتعلم من ورود الطبيعة وزهورها وفلها وباقي جِـنانها الحسان:

 قـال ابـو ناصـر المضنـى فتـش ورد نيسـان× فـــي خـدود الغـوانـي

انــس الـفـل يــوم الــورد لـلـزهـر سـلـطـان× حـــاز كل الـــمـعــانـــي

جــاوب الـفــل قـــال: الـفــن لـــي والتـفـنـان× نــشــوتـي لــيـــل دانـي

ما ترى الزف بعد العصر في بعض الأحيـان× كـل عــاشـق شــرانـــي

جـاوب الورد قـال: اسكت كم فـيـك هـذيان× خــل عــنــك الـــتــمــانـــي

لـي بساتيـن فــي الجـنـة فسيـحـة وحيـطـان× يـــــــوم ربـي عـــطــاني

كـل عاشـق مـن البصـرة شـرانـي بحمـران× فــــي مــراش الــصـيـاني

جــاوب الـفــل قـــال :الـفــن لـــي والتـفـنـان× نـشــوتـي لـــيـــل دانـي

مسكني في خـدود البيـض مـن جنـب لآذان× يــــشهــدوا لـي الـغــوانـي

أنت يا ورد يا (أحمر) ليس في الحمر إحسان× خــــل عــنــك اـتــمـانـي

شوف أنا مكتسي طول الزمان وأنت عريان× فـــوقـــك الــشــوك بـاني

كـم يـقـع لـلـذي يجـنـاك فــي الـيـوم أكــوان× يــــصــبــح الـدم حـانــي

جاوب الورد قال :الصيت لـي عنـد رضـوان× وعـــنـــد حــور الــحسـانِ

أنـت يـا فـل مـرمـي يدعـسـك كــل شيطان× في الـــكــــداديــــف غـانــي

بـعـد مــا تنـجـح السـمـرة يـخـلـوك مـهـتـان× يــــنـــذقـــوك يـــوم ثــانــي

جــاوب الـفــل قـــال :الآن يـــا ورد نـيـسـان× با يــقـــــع لـــي امـانـــي

خلـنـا نصطـلـح نبـقـى أنـــا وأنـــت أخـــوان× يا ســــهـــيـــل الــيمانــــي

با يقع لي ضمين(الشـــاذلي وابن علوان)× لا يخيلــــــــــــــــو ضـــمــانـي

لا جــرى بينهم وابن الحسين بات سهران × لا قــــريب الإذانـــــــــــــــي


في الإثنين 24 ديسمبر-كانون الأول 2012 08:01:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=18557