الحوثي لا يرفض الهيكلة بل الدولة
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

أصدر الرئيس اليمني قرارات هيكلة الجيش بعد طول انتظار من الشعب عامه ومن الثوار الذين قدموا دمائهم خاصة وحظيت هذه القرارات على تأييد واسع من كل مكونات الشعب اليمني ومن المجتمع الدولي ودول الجوار لما لها من أثر جيد في سبيل إنجاح الحوار الوطني الذي يتطلع إليه اليمنيون ان ينهي أزمات وحروب دمرت الوطن طيلة العقود الماضية ويأتي بدولة النظام والقانون والحقوق المتساوية الذي يسود فيها العدل والشفافية والتوزيع العادل للثروة والسلطة .

لكن حدث رفض وبشكل استغربه البعض من قبل الحوثيين لهذه القرارات مبرراً ذلك بأن الهيكلة تخدم أميركا ولا تخدم الشعب ولا نعلم هل بقى الجيش مقسم ومشرذم ويخضع لأشخاص بعينهم يقتلون اليمنيين تارة وينهبون أموالهم تارة أخرى هي الخدمة التي يريد الحوثي ان يقدمها الجيش العائلي للشعب .أم يريد أن تتم الهيكلة بالطريقة الإيرانية ويصدر هادي قرار بتغيير تسمية الحرس الجمهوري إلى الحرس الحوثي بقيادة عبدالملك اكبر حوثي قدس الله سره .بل وتسليمه ألوية الصواريخ لان الترسانة الحوثيه من الأسلحة لم يعد ينقصها الا مثل تلك الصورايخ والمحتمل ان يستخدمها الحوثي ضد الجمهورية اليمنية إذا ما فكرت في إعادة بسط نفوذها على مملكة صعده الحوثيه .

اذاً الموضع ليس مجرد رفض لهيكلة الجيش بل لفكرة الدولة اليمنية بذاتها لان الحوثي لا يؤمن بالشريك ولا بجيش واحد هو المالك الوحيد للسلاح وعليه حماية سيادة الدولة اليمنية .وقد يظن البعض بأن الحوثي فقط متحالف مع النظام السابق من أجل تمرير أجنده معينه في الحوار الوطني. لا الأمر أكبر من ذلك بكثير لان الحوثي لديه مشروع مؤمن به مبني على معتقد الحق الإلهي وهو رفض ما سواه في الحكم .

عليه نطلب من رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني التدخل السريع وبسط السيطرة الكاملة على محافظة صعده حتى يشعر المواطن بأن هنالك دولة لان ترك الحوثي يسرح ويمرح ويقتل ويعتقل ويعذب أبناء صعده وبعض مديريات المحافظات المجاورة بالطريقة التي كان أخرها الاعتداء على الأستاذ عبدالله عيظه الغمري وهو ذاهب إلى مدرسته سوف يجر اليمن إلى ما لا يحمد عقباه .

وهنا لابد من إرسال رسالة للحوثي الخيار لك إما المواطنة المتساوية مثلك مثل باقي أبناء اليمن او الدخول في مواجهه مع الجيش والشعب حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .


في الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:53:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=18582