لروحك عبدالعظيم العمري ...
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

للنبلاء المعافون الطيبون ، المتصلة  أرواحهم ، الوجلة قلوبهم المتحلقون دائما إن غابوا وإن حضروا على (اللهم إنك تعلم ... )...رددوا معي في خلوتكم (اللهم اغفر لعبد العظيم العمري وارحمه  "100مرة")

ثم أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، وابتغاء مرضاته فحسب فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل، وأيما أمرئ اختار ما لله على ما كان لهواه إلا رفعه الله ووفقه وأتم له .. سوّوا صفوفكم وصلوا منها ما انقطع ،( فمن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله)

وكونوا لله في الصلاة والنسك والمحيا والممات ، فما كانت الدنيا يوما لأحد ، وما خرج منها الكيس الفطن إلا بمثلما خرج به صاحبكم.

رأيت الموت اليوم بغير العين التي كنت انظر إليه بها في الأمس ، ويضطرب قلبي لذكره اليوم على غير ما كان بالأمس ، ويقشعر جلدي كزرع في أوله تنفضه الرياح ، كأن العين ليست العين ، وكأن القلب غير القلب ...وكأني غيري ....ماذا جرى ؟ رغم أن الحواس هي الحواس ، ومعين التذكرة والتوجيه هو ..

عندما يصل الإنسان مبلغه من العمر تتوالى عليه من الله النذر ويصله من الله العذر ، فأمامه الدروس والعبر، فيستوي في الرؤية والتفكير وفي قراءاته للأحداث والسنن وتخفت حدته ويتلاشى نزقه بعد أن تحتويه الأمراض وتكسر شوكته وقد غادره الى الآخرة بعض أقرانه الحبيب منهم ومن كان عنده في التصنيف بغيض والحزن عليهم في المحصلة واحد يتفاوت فقط بحسبهم .

(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ) (فاطر:37

أوجعني الموت هذا العام وكسر قلبي في أحبة قريب منهم وصاحب وجار ، منهم في أسبوع ومنهم في مسافة لم تبلغ العام .

كان الموت قد غادر قريتنا لفترة حتى نسيناه ، ثم فجأة كعاصفة هب على مجاميع بعينها من ذات الجيل والعمر ، كأنما هم زرع قد تم وقد وافى حصاده ، وجدتني أبكيهم كثمانيني تعبث به الريح لا يكاد يحمله جسده المتهالك

يرحمك الله شيخ فاضل العاتي ، ويسكنك الجنة ابن عمي وجاري عبدالله المقدار ، والى مغفرة الله ابن الخالة صالح ، والى عفوه وكرمه بن العم محمد صالح ...

في أسبوع واحد لا يبلغك خبر الأول حتى يعقبه في الحال خبر الثاني ، كعينة بسيطة من ذات الوشيجة والجلد ، وفي الذاكرة رقم كبير لدفعات ومجاميع لجيل وجيل ومستوى عمري متقارب ..

أنَّت عليهم الروح ، ودمعتهم العين ، وأنكسر لرحيلهم القلب .

أتحسس رقبتي بعدهم وكأن جيلي يتهيأ لدوره هو الآخر كزرع على وشك أن يقال له تم وقد وافى الحصاد ...

يا حسرتاه على ما فرطت ، وأعُض بنانيَ الآن لأستفيق على نعمةٍ من الله ما زالت في المتاح قلقي أن تغلق ، لا أدري أعام هي أم شهرا أوقد تكون يوما أو ساعة أو ربما دقيقة الله بها أعلم همي أغتنمها ـــ وأدل عليها غيري ــ أسجد لله فيها استغفره وأتوب إليه ثم أستدرك ما كان مني فابذر بذرة ، أو أضع لبنة ، او أغرس شجرة ، أو أترك شيئا أو أمراً أو خبراً كي يصلني بعد موتي خيرا فلا أغدو مقطوع العمل ..

ما أصعب لحظة أن يُوارى عليك التراب ويقال لك رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف وانقطع عملك الا من غرسٍ كان لك ، أو خيراً يتفيأ الناس ظلاله ..

يا رجاء القلب ولهفة الروح حينها في رب ارجعون على دقيقة أو جزء منها لـ سبحان الله ، أو استغفر الله ،أو غيرها ، طعمها خير من الدنيا وما فيها ،فقط يجده المستسيغ إن قُدر له .

اللهم ارحم عبدك عبد العظيم العمري ، وكن له اليوم كما لم تكن له من قبل ، وتوله برحمتك ، وأنسك ، وعفوك ، ومغفرتك.

قلما مثلك عبد العظيم ، ولتهنك موتة الصالحين العاملين ، وطب بخاتمة رُشد وفيها ابتلاء وتطهير ، ودعواتٍ من عباد الله تتبعك ، وغِراسٌ صالحٌ ونماء يجر عليك من بعدك كأجورهم وأجور من تبع حتى يأتي أمر الله ، فنِعِمَّا هي صدقتك الجارية .

تعزية هادي..

أهم ما اشتهر به الرئيس هادي برقيات التعازي ، من عند عاقل الحارة ومن في مستواه وصولا الى أعلى السلم ...فلا أدري السر وراء عدم تعزية آل وذوي العمري ، أمصلحة وطنية ، أم التؤدة والتريث ولعلها في الطريق؟ .


في الجمعة 05 إبريل-نيسان 2013 01:57:55 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=19844