وسقط الحاكم
مروى العريقي
مروى العريقي

أخيراً تنفس عمال وموظفي مصنع إسمنت باجل الصعداء بزوال مديرهم السابق، الذي تربع على كرسي المصنع لأكثر من 17 عاماً، جاءه فقيرا لا يملك إلا قوت يومه، فصب حقده على الحياة بهذا المصنع وعمد على تدميره وإلحاق الضرر به وأستكبر واستعلى على الجميع ليكون هو قائدهم الملهم ومديرهم الأوحد، فبطش بيدٍ من حديد على كل من يخالفه حتى وإن كان ذلك الرأي فيه مصلحة المصنع الذي هو في الأساس ملك للدولة وملك للشعب.
كان أول ضحاياه المهندس عبد الله عبد الوهاب العريقي مؤسس المصنع وأول مهندس يحمل شهادة الماجستير في الوقت الذي كان باقي الموظفون أميون وإداريون يقرؤون ويكتبون فقط ، عرف المهندس العريقي بهمته العالية في العمل ونصرته للمظلوم وشجاعته في قول الحق دون أن يخشى أحداً،فما كان من الحاكم إلا أن يعزله إداريا متجاهلا مكانته في المصنع ومؤهله الجامعي حتى تخلو صالة الاجتماعات من الاعتراض ويتمكن من تمرير مخالفاته القانونية بهدوء، ولم يكتفي بذلك فقد سلبه ابسط حقوقه في العمل وتعمد إيذائه وعدم مساواته بأقرانه من المهندسين، خصهم بمميزات دون غيرهم فقط لأنهم لا يعترضون بل يرحبون بكل غباء، رحم الله المهندس العريقي الذي رأى منكرا فحاول تغييره لكنه لم يستطع.. لم يتكرر ذلك الرجل في تاريخ المصنع.
وظل الفساد يتفشى حتى أصبح أمام مرأى ومسمع من الجميع داخل المصنع وخارجه ،دون رقيب من أحد فكانت تصرفات ذلك المدير أشبه بتصرفات رجل أعمال في أملاكه الخاصة يكرم من يشاء ويغضب على من يشاء،كيف لا والرجل عُين بقرار جمهوري وامتدت فتره إدارته على قرنين من الزمان فشعر بأنه الحاكم الأعلى، لم يوجد شيء لا يخالف القوانين فيه فضلاً عن مخالفة لوائح المصنع الداخلية ، فعلى مستوى توزيع شقق المصنع السكنية والتي تخص مهندسي المصنع فقد تجاوز المدير العام السابق لوائح المصنع الداخلية وأعرافه وقام بتوزيع الشقق السكنية للمقربين منه وهم دون حملة الشهائد أو حتى امتلاكهم للخبرات أو اقدميتهم في العمل ، بينما ظل الآخرون يطالبون وينتظرون متى يتسنى لهم الحصول على مأوى لهم ولأسرهم لكن دون جدوى.
ظلت مدينه العمال (المساكن) ذات البنايات الحمراء جميلة المنظر ونظيفة الممرات تزينها الأزهار والشجيرات الخضراء ، أما اليوم في مرتعا للأغنام وبعض ممراتها أصبح مرمى للنفايات ، فقد بحت أصوات المنادين بإعادة ما غاب عنها من نظافة واخضرار ،وذلك الجمال الذي طالما أدهش زائريها، إلا أن المسئولون هناك كان خوف ضياع مناصبهم هو المسيطر عليهم فلا يستطيعون تكليف عامل نظافة بالتنظيف أو إحضار سباك ليصلح عطل ألم بإحدى صنابير المياه هناك .
فهل سيستطيع المدير الجديد الدكتور علي مدابش تحسين ولو 10 % من ما أفسده سلفه السابق ، وقد استبشر بقدومه العمال ليكون أول تهامي يدير هذا المصنع ، مكان لا يحسد علية ومهمة صعبة تنتظره إلا أنه أهلُ للثقة – كما يراه العمال – فما يحتاجونه اليوم هو الإنصاف المعنوي لهم بأن من يدير هذا المصنع رجل منهم سبق له أن لامس همومهم وقضاياهم وما تحتاجه اليمن منه هو استعاده المصنع لمكانته الاقتصادية السابقة .

في السبت 04 مايو 2013 08:40:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=20263