المخرب لانديروس والمخرب كلفوت !!
علي العقيلي
علي العقيلي

بعد قراءتي لعنوان يحمل الحكم بالسجن عامين على مخرب لوحة فنية ...!!! تعجبت من الحكم ومن الجريمة قررت فتح الخبر بلسان جديد للغوص في المزيد من التفاصيل باختصار شديد حكم في ولاية تكساس الأميركية، بالسجن لمدة عامين، على أورال لانديروس، 22 عاماً، بعد اعترافه بإلحاقه الضرر بلوحة بيكاسو "امرأة جالسة على مقعد أحمر . . . . !!! .

الشاب أورال لانديروس لم يستخدم في تخريب اللوحة سلاح آربيجي ( RBG ) أو عبوة ناسفة، بل أستخدم في ذلك طلاء رشاش !!! لانديروس لم يقم بتفجير اللوحة أو رمي خبطة عليها بل كتب كلمة واحدة فقط !!! بذلك الاعتداء التخريبي للمخرب لانديروس لم تغرق تكساس في الظلام، ولم يلحق المواطن الأمريكي والمصلحة العامة أية أضرار بسبب ذلك التخريب، ولكنها جريمة كبرى بنظر النظام الحاكم يعاقب عليها القانون.

محكمة تكساس لا تعلم أن لدينا هنا باليمن مخربين أكبر ضرراً وأكثر عدداً من الشاب المخرب لانديروس...!!!

هنا باليمن المخرب "كلفوت" ( كلفوت مصطلح يستخدم هنا في الإشارة إلى مخربي أنابيب النفط وأبراج الكهرباء) يسرح ويمرح وكأنه لم يقوم بإلحاق الضرر بالمواطن اليمني والمصلحة العامة بتخريب أنابيب النفط وخطوط نقل

الطاقة، لأنه لم يقوم بتخريب سوى لوحة فنية رُسمت على جدار. . . !! .

كبر حجم التخريب أو صغر على الواقع، لا يعطيه حجمه الحقيقي غير النظام الحاكم، فنظام لا يفرض وجوده على كافة أراضيه في نظره الاعتداء على المصالح العامة الكبيرة، كالاعتداء على لوحة فنية !! والنظام الذي يفرض وجوده على كافة أراضيه يرى الاعتداء على لوحة فنية كالاعتداء على المصالح العامة الكبيرة.

التخريب ليس حكراً على إنسان وليس حصري في مكان، فهو موجود في كل زمان ومكان، وبذور التخريب كثيرة ومتعددة، وموجودة بكل زمان ومكان، ولكنها نائمة ولا تنشط إلا عندما يتهيأ لها المناخ المناسب بمكان ما، كما أنها تتعرض للانقراض والتلاشي متى ما خانها المناخ في ظل وجود نظام حاكم مكافح لبذور التخريب يمكنه استئصال جذور التخريب، وما بقي من بذوره يبقى بحاله لا يمكنه أن يشكل خطراً على أمن مواطن.

التخريب ليس عربياً فقط بل ليس يمنياً كما أنه ليس مأربياً فقط ، التخريب بذرة متى ما وجدت التربة الخصبة والأيد المزارعة نمت وكبرت، ومتى ما كانت محاصرة ولم تجد ما يساعدها على النمو تذبل وتموت.

المخرّب لانديروس ربما أمثاله بتكساس كُثر، ولكن لم يجدوا المناخ المناسب الذي يساعدهم على القيام بالتخريب الأكبر ضرراً والأوسع انتشاراً، وربما لو كان لانديروس بمأرب لتفوق على كلفوت لكونه مخرب من الدرجة الأولى!!

حيث نشأ بمناخ غير ملائم للتخريب، وربما لو كان كلفوت بتكساس لذبل تخريبه ومات لعدم وجود المناخ الملائم للتخريب والأرض الخصبة كمأرب، ولعدم وجود الأيد المزارعة التي تعتني بالمخربين وتنميهم، كالمعتاد هنا باليمن.


في السبت 25 مايو 2013 03:52:19 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=20564