الخيواني . . . مدرسة النضال
ريما الشامي
ريما الشامي

مأرب برس ـ خاص

 الإهداء : الى المفجوعتين بأبيهما الاء واباء عبد الكريم الخيواني

بأزمة قلبية وبقلب مريض يقبع عبد الكريم الخيواني خلف قضبان السجون لقاء أرائه ليدفع حياته ثمنا لأفكاره التي لم تلق رضا السلطان ، وماذا بعد يا خيواني يبدوا أنهم سيعلنون وفاتك بنوبة قلبية ( مفاجئة ) وعلينا عندها أن نتقبل الرواية أيا كان شكلها ?

قلبك المريض يا عبد الكريم لم تشفع له( الديمقراطية) التي ننعم بها أن تدعك وشانك تعاني مرضك وتستدين الاصدقاء قيمة حبة دواء ، وأبى أطباء الأمن القومي الا استضافتك والعناية بك في زنازين أمن الدولة .

ترى من ستصارع يا خيواني في زنزانتك مرضك أم عصا سجانيك و جبروت سيدهم المريض وهل ستقوى بقلب مريض على هزيمة رغباتهم في تأديب قلمك وتركيع أحرفك أم يا ترى سيسكتونك للأبد؟

جرمك الذي اقترفته يا عبد الكريم انك كشفت للعيان مخطط توريث الحكم وتناولت بالتفصيل مؤأمرة الانقلاب على النظام الجمهوري وأقمت الحجة وقرعت نواقيس الخطر التي تحذر من كارثة العودة بالوطن الى الملكية والحكم الأسري الفردي الذي قامت الثورة لتخليص الشعب منه الذي عاد اليوم ثانية بفرد وأسرة ملكية جديدة .

" وطن في مهب التوريث " . . . ملفا كافيا كي تكون ارهابيا ويلبسك شتى أنواع الاجرام من خلية صنعاء الى الانقلاب على النظام الجمهوري المغدور والى أفظع من ذلك لأنك تجاوزت خطوطا ما تحت الحمراء ووضعت الشعب ونظامه الجمهوري في مواجهة مباشرة مع مخطط التوريث واستبداد الحكم الفردي .

لم ترتض يا عبد الكريم أن تكون يوما مسبحا بحمد الفساد أوماسحا لأحذية الطغاة ولم تعرف الا منافحا عن الضعفاء وحقوق هذا الشعب وكتلة من قيم ونار في مواجهة عتاة المفسدين وفضح أرصدة ثرواتهم التي اكتسبوها من وراء الجمع بين مسؤلية قيادة الدولة و ممارسة التجارة بالمال العام 

هم يعرفون جيدا بأنك من كشفت للجوعى والمظلومين هويات ناهبي المال العام الكبار بالأسماء وفضحت أرقام أرصدتهم المستلبة من مال الشعب و لقمة عيشه ودم قلبه وهاهو قد حان وقت الانتقام منك ، ولكن عزاؤنا أن عبد الكريم الخيواني لم يعد انسان وحسب بل صار منهج قيم ومدرسة نضال وخط شعب يرنو ليوم حريته وليست معاناة ذلك الانسان المعتله صحته في زنازين أمن الدولة الا تعبير عن أقصى درجات اليأس والفشل التي وصل اليها جنون وهستيريا مستبد يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يمارس بكل تجرد عن الاخلاقيات الانسانية ساديته الاعتيادية وهويته المفضلة ضد انسان مريض .

بلغ الاستبداد في وطننا منتهاه ولكن ماذا بوسع الطغاة أن يفعلوا لعبد الكريم الخيواني أكثر من اقتحام بيته والدخول على أسرته بدون حياء وترويع زوجته وابنتيه واعتقاله من غرفة نومه ولم يتبق لهم الا أن يتخلصوا منه ويضيفونه رقما الى سجل ضحايا هذا الشعب سواء بنوبة قلبية أو بأي طريقة يشتهون ، وكل هذا اعتيادي جدا ولكن هل بالتخلص من الخيواني الجسد ستكون بالضرورة نهاية عبد الكريم الخيواني ؟وهل موعد انبلاج فجر الحرية والخلاص مرتبط بشخص الخيواني كما يراد للوطن ان يربط مصيره بيد فرد وبمزاجه الشخصي ؟

الاء واباء عبد الكريم الخيواني الطفلتان اللتان شاهدتا عيانا جهارا دولة النظام والقانون والمؤسسات وهي تقتحم غرفة نوم ابيهما لتعتقله وهو نائم بأمر الرئيس حسب إجابة أشاوس الامن القومي لوالدتهما لحظة اقتحام البيت هاتان الطفلتان يوما ستنسيان الألم والرعب والكوابيس المخيفة التي ستملأ حياتهما عندما تعرفان أن أبوهما كان يقف مدافعا عنهما وعن أقرانهما وعن حياة شعب في مقارعة حكم فردي يريد سلب الحرية والحياة واستعباد الناس لأجل الاستبداد بالسلطة وتوريثها ، وعند ذاك ستعتز الاء واباء أيما فخر واعتزاز بشجاعة والديهما عندما تدركان أن أبوهما بقلمه و بقلبه المريض كان يقف بالنيابة مدافعا صلبا عن وطن وحقوق شعب في الحرية والكرامة والحياة في مواجهة تيسا أصبح بدمائنا وقهرنا والامنا ومقدرات وطننا فرعونا جبارا. 


في الثلاثاء 03 يوليو-تموز 2007 04:19:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=2074