ليتني أعود طفلا
أحمد غراب
أحمد غراب

أيها العيد ليتني أعود طفلا

ليتني أعود طفلا فأحدق في السماء صباح العيد أترقب طائرات الهيلوكبتر التي كانت تمر ايام الرئيس الحمدي كل عيد وترمي للناس قراطيس الشكليت ( الحلوى ).

ليتني أعود طفلا اقرأ الفرحة في عيون أطفال المغتربين العائدين من الخليج زمان وهم يمشون أمام أبائهم ويرفلون بأجمل الثياب ويحملون بين أيديهم أجمل الهدايا إلى أقاربهم.

ليتني أعود طفلا استيقظ قبل عصافير الفجر واسلم على أبي بعد صلاة العيد وارقبه وهو يدخل يده جيبه ويخرج منه مائة ريال حمراء اخذها وأطير فرحا مسرورا كأنما البنك المركزي كله في جيبي.

ليتني أعود طفلا فأشعر بقيمة الريال واشتري بعيديتي كل ما يحلو لي من لعب آمنة وسيارات بلا حوادث وطيارات بطيار وبالونات انفخها لا لشيء إلا لكي أفرقعها.

ليتني أعود طفلا فأقف مشدوها أمام التلفزيون الأبيض والأسود أشاهد اوسكار وايلد وهي تقود ثورة لا مشائخ فيها ولا نافذين ولا صراع ولا أحزاب لا جرحى ولا معاقون يعانون بعدها,

ليتني أعود طفلا أجلس ساعة أصلح الاريل حتى تطلع قناة عدن على أغنية البيت واحد والأسرة أسرة واحدة و النسيم المسافر أمل كعدل وفستانها الابيض المكشكش ، والعم عطروش يدندن جاني جوابك و يركب السيارة الفولكس فاجن الصغيرة ويطوف بشوارع عدن الفسيحة ويطل على شاطئها الواسع أيام كنت عدن عدن.

ليتني أعود طفلا أرافق أبي في كل جولاته وهو يصل رحمه واعرف معنى التكافل والعدالة الاجتماعية.

ليتني أعود طفلا فأرقب ابتسامة جدتي وهي تضع الكعك و الزبيب في جيبي وابتسم لها بشقاوة وهي تصرخ في وجهي ابعد عن البقرة لا توسخ ثيابك.

ليتني أعود طفلا فأسكن قلب جدي بما فيه دين على الفطرة وإيمان لا تطرف فيه ولا تشدد واتأمله وهو يقرأ الفاتحة بقلبه قبل لسانه.

ليتني أعود طفلا فأنهل من حكمة عمي وهو يزرع ويحرث يوم العيد وكأن عيده أرضه ويصافحها بمعوله ويتعهدها برعاية لا سموم فيها ولا مبيدات.

ليتني أعود طفلا فأذهب إلى شلال وادي بناء والتقط اجمل الصور لبلد سياحي متعدد المناخ لم يكن يعرف جهلا اسمه خطف السواح .

ليتني أعود طفلا فأتسلق الأشجار في القرية واقطف البلس الرومي وينطلق صاخبا في الشارع مع الأطفال وهو يهتف بالصوت العالي أنا القطار السريع بيب بيب أمشي ولا استريح بيب بيب وفي المساء يشاهد ببيرو ويحلم بكنز الاوكوادور وبنسر ذهبي وحصان بري جامح يأت بصفارة فيركبه ويهتف لنفسه انطلق انطلق .

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.


في الخميس 08 أغسطس-آب 2013 06:58:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=21625