سرعان ما نكشف سحر طواف..وحدة يحصدها الشماليون أو انفصال!!
د.عبدالحي علي قاسم
د.عبدالحي علي قاسم

انتفخ سحر عبدالوهاب طواف بسرعة قياسية لم تكن متوقعة، نبذة مختصرة عن عبدالوهاب طواف للقارئ حتى يسهل تفهم ظاهرة "الحراك الشمالي" لطواف. الرجل انظم للثورة عندما تأكد بأن صالح ساقط لا محالة بعد أن مارس اللواء علي محسن ضغوطه لإقناعه بالانضمام للثورة الشبابية، وهو حينها سفيرا في سوريا على أمل أن يكون طواف وفق معادلة المحاصصة سفيرا في دولة أكثر أهمية من سوريا، وهو الدبلوماسي الذي قال فيه علي صالح وقتها كان رئيسا لليمن هذا ماجستير من "سنحان"، فكيف لا يتقلد منصب سفير؟ حينها كان مجرد عسكري على بوابة القصر الجمهوري خليقا بأن يصبح ملحق ثقافي أو مدير للنهب العام في أي وزارة.. لا نريد أن ننبش ماضي طواف كثيرا وأصحابه، ولا نتحامل عليه ونكشف بعض أوراق الفساد، فنحن أحرص على تأليف القلوب من تشتيتها، ولملمة الجراح والأفكار هو قدر المرحلة، طواف معذور في حراكه الشمالي سيئ السمعة والابتذال وإظهار غبن غير واقعي، فتأخير البت في التعيينات الدبلوماسية من قبل الرئيس هادي أصابه بعمى اليأس، وفجيعة فقدان المنصب ومزاياه التي لا يستطيع أن يستغنى عنها طواف ساعة من نهار، أدركت طواف كيف أن أبناء الجنوب الشرفاء تحملوا التهميش والإقصاء والفقر عقود من حكم أيامكم اليباب، وفجعت أنت وأمثالك وأنت على قارعة الانتظار لأداء اليمين الدستوري لمنصبكم الجديد، لا أنت وأمثالك المغمورين ويبحثوا عن ظهور بأي كذبة ولو كانت خطيرة، يجب أن يعطوا إجازة كافية يتأملوا فيها الحصاد المر للحكم المناطقي المغالب.

مزايدة ومناكفة ليست مقبولة خصوصا من طواف وأمثاله ممن اعتقروا بقرة الوحدة، وحلبوها بصورة هي الأكثر اغتصابا في سجل حقوق الإنسان العربي، كان يمكن تفهم الوضع لو انطلق حراك شمالي من الحديدة أو من الجوف، وغيرها من المحافظات التي كانت من ضحايا الحكم العائلي والمناطقي، الذي نافح عنه طواف بكل عدته وآلياته، ومارس تزويرا هو وأمثاله لإرادة الناس لحصد أغلبية لحكم علي صالح ردحا من الزمان، ليس من حق طواف أن يتقدم بهذا المنتج الرخيص والمسموم، ومنتهي الصلاحية الذي يسمى "الحراك الشمالي"، لأن من تسبب في نقمة الجنوب وعنصرية بعض أبنائها هي سلوكياتكم الفاسدة، الفاقدة لكل التعامل الإنساني، فتجربتكم غير تصالحية وأسوء من تجارب المستعمرين، سوى أن مصلحة اليمن تقتضي أن لا ننبش الماضي، ونفتح الجروح على مصراعيها، فنحن بأمس الحاجة لمقاربة الآراء تمهيدا لنجاح الحوار ولملة الجروح السابقة، وعودة أخوتنا لمجاريها الطبيعية بعيدا عن المزايدين من الطرفين من أمثالكم، فطواف والبيض من مشكاة واحدة لا يعرفون سوى مصالحهم وتوارث المناصب، سوى أن طواف هو أكثر مظلمة من البيض.

يتحدث بإسهاب، ويتسارع كثيرا من الصحفيين لتغطية هذيانه عن هادي وفساد من حوله، ونهب مبالغ للأسلحة والمناصب للجنوب ولأبناء عشيرته، أين تأملاتك الفلسفية وإطلالاتك الكاشفة لمن قبل هادي؟ أين كنت بعد 94 وعلى أي كوكب كنت تعيش؟ إذ لم تتفوه ببنت شفه حول النهابة الذين عرفتهم عندما صادروا البر والبحر وأعلنوا الوطن مزرعة خاصة، يتقاسمها الحيتان بصورة هي الأسوأ في قاموس النهب العشوائي لجموع من القبائل والعساكر. لن أخوض بالأرقام والوقائع ولست مثل طواف فأنا أحرص على وطني اليمن لكل أبناء اليمن، وليس لشلة موتوره لا ترى أبعد من مصالحها.

الرئيس هادي بحاجة لسنوات حتى يرمم البيت الخرب الذي تركه نظامك السابق، وحتى يتسنى للرئيس والشرفاء من حوله معالجة جراح فتحتموها وتركتموها تسيل بدون علاج، لا يجب أن ننجح فقط في كيل الاتهامات والتقليل من شأن الآخرين وكفاءاتهم، ونحن نعلم بأن الوقت وما في اليد لا يسعف في مواجهة كل التحديات التي يصنعها وما زال يصر على صناعتها الفساد لتدمير البلد، أين تنظيراتك الخرفه "طواف" حول المفجرين والمدمرين والمنفذين لأجندة الخارج الذي لا يريد لليمن الخير، ويحرص على تلغيمها بكل المنتفعين أتمنى أن لا تكون منهم، وأحسن الضن فيك، سوى أنك تعرفهم جيدا ابتعد عن هادي وادعي له بالتوفيق أنت وكل المتشائمين من كتاب وسياسيين، واحسنوا معاملة الجنوبيين يحسنوا إليكم، فقد جربنا حكمكم أكثر من ثلاثة عقود وخرجتم بنتيجة صفرية بيت يمني خرب سلب خيراته شلة من المنتفعين. 

أخيرا ظهرت في موقع الخبر بتمنياتك القلبية بانضمام اللواء علي محسن لصفوف مشروعك المناطقي الخرف، تواضع قليلا فأنت دون علي محسن كثيرا، ودون همه وتفكيره الوحدوي، وتفانيه في دعم القيادة السياسية للخروج بالوطن من مأزقه الراهن، وتعلم جيدا أن مشاريع الخراب لا يستهويها اللواء علي محسن، وسبق أن دعي لمثل هكذا مشاريع صغيرة ممن هو أكثر باعا منك في التخريب فرفضها، ويمم وجهه لخدمة ضميره وليس مصالحة رجاء التوبة الوطنية في تاريخه السياسي.


في الأحد 01 سبتمبر-أيلول 2013 03:58:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=21892