محمد غالب أحمد الجنوب سيكون عرضة للتقسيم الى عشرين دولة إذا تم أقلمته الى اقليمين
جريدة مأرب برس
جريدة مأرب برس


 حوار/ أشرف الفلاحي:
ــ سأبدأ معك مما يجري الآن داخل لجنة الستة عشر، المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية.. إلى أين وصلت الأمور فيما يتعلق بحلّ تلك القضية باعتبار الاشتراكي ممثلًا فيها؟
اللجنة شُكّلت من فريق القضية الجنوبية وهي ليست غريبة، وكل يوم أداؤهم يتحسن، ويعملون بشراكة حقيقية على طاولة واحدة.
ــ هناك مخاوف من أن تخرج لجنة (8+8) بحل غير مرضٍ للشارع الجنوبي والشمالي في نفس الوقت.. هل لديكم نفس الشعور؟
نحن نثق بحكمتهم، بحُكم الأعباء الملقاة على عاتقهم اليوم، ونحن بانتظار نتائجهم المشرفة.
ــ هل أفهم من حديثك بأنه رسالة تطمين للجميع؟
نعم.. أنا أُطمئن الجميع.
ــ هل لك أن تضعنا في الصيغة التوافقية التي توصلت إليها اللجنة بعد تسريبات إعلامية بأن اللجنة اتفقت على بعض القضايا؟
لا أستطيع.. هم بالأمس اجتمعوا حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ولا ندري ما الذي تم الاتفاق عليه.
ــ ما توقعاتك لما ستخرج به لجنة (8+8) فيما يتعلق بالقضية الجنوبية؟
أقول: لا يستطيع أحد سواءً أكان عضوًا في لجنة الستة عشر، أو بمؤتمر الحوار الوطني أن يتنفس غير نفس الشعب اليمني بأكمله.
ــ ما الذي تقصد بنفس الشعب اليمني؟
أقصد أن أي واحد سيخرج عما يريده الشعب اليمني فهو قليل حياء، ولا يمكن لأحد أن يتجرأ على ذلك.
ــ بعد أن طوى مؤتمر الحوار العديد من أوراقه وتبقى البعض.. كيف تقرأ ما جرى في مؤتمر الحوار الوطني من نقاشات وحوارات؟
كل ما دار ويدور هو عبارة عن نقاش جاد، وكما نلاحظ أن مؤتمر الحوار الوطني يتم برعاية دولية.
ــ على ذكرك الرعاية الدولية.. هل أفهم أن الحوار صناعة خارجية أكثر مما هو داخلي؟
العالم أصبح قلقًا علينا أكثر من أنفسنا، وهذا العالم ليس "مخزّنًا" مثلنا، ولذلك أي طرف سيخطئ فإن العالم سيشهد عليهم، بما فيهم الأمم المتحدة والرعاة الآخرون.
ــ هل أنت واثق من أن مؤتمر الحوار سيخرج بنتائج مشرّفة كما ذكرت في السابق؟
نعم.. لديّ ثقة بنتائج المؤتمر بشكل كامل بمختلف فرقه، وليس بما ستخرج به لجنة الستة عشر.
ــ لكن يتساءل الكثير حول مدى قدرة لجنة الستة عشر بالخروج بحلول مرضية ومقنعة للجميع في ظل الاستقطاب الحاد بين مختلف الأطراف الممثلة باللجنة.. تعليقك على هذه التساؤلات؟
فريق القضية الجنوبية يريدون الوصول إلى صيغة حلّ لهذه القضية، ياعزيزي نحن في الاشتراكي قدّمنا في السابق اثنتي عشرة نقطة لحل القضية الجنوبية.
ــ متى حصل ذلك؟
قبل سنوات.
ــ ماذا تضمنت تلك النقاط باختصار؟
طالبنا بالقبول بها، وتطبيقها لكنها رفضت، والآن وصلت إلى 31 نقطة، ولو تأخر مؤتمر الحوار ستصل إلى 301 نقطة، فلو تم القبول بما تقدم به الاشتراكي حينها لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم.
ــ كنت متفائلًا في بداية الحوار وكأنني لمست من إجابتك السابقة نبرة تشاؤم؟
لا.. لكن مع ذلك ما يهمني وأتحدث به عبر صحيفة "مأرب برس" أن مؤتمر الحوار سينتهي بمخرجات ناجحة وتوافقية.
ــ مستقبل الوحدة الآن مع بلوغ النقاشات ذروتها؟
الوحدة ذُبحت بحرب صيف 94، والآن نريد أن نقيم دولة موحدة جديدة.
ــ من ذبحها؟
الذين قاموا بالحرب.
ــ وكيف ستكون الوحدة الجديدة؟
يعني الوحدة الاندماجية انتهت آنذاك، والتي كانت وحدة قائمة على الضم والإلحاق، لكن وحدة القوة فشلت في نفس الوقت، ونحن نريد إعادة بناء اليمن.
ــ كيف سيتم بناء ذلك؟
إعادة بناء اليمن ككيان موحد بدولة اتحادية لا تحكم من صنعاء، فالناس اليوم ملت من حكم صنعاء حتى الذين يقطنون بداخلها، مثلًا بدار سلم، وأصبح الجميع يرفض المركزية الشديدة بما فيهم سكان صنعاء نفسها.
ـ هل هذا رأي الحزب الاشتراكي؟
ما يهمنا في الحزب الاشتراكي هو إعادة صياغة الدولة اليمنية من جديد، ولسنا مع تمزيق اليمن، وبالمقابل لسنا مع فرض الوحدة بالطريقة التي يراها.
ــ على ذكرك فرض الوحدة.. كيف ينظر الحزب الاشتراكي لمن يفرض فكرة الانفصال بطرق متعددة؟
الذي يدعو للانفصال في الجنوب يتم تمويلهم من صنعاء.
ـ من هؤلاء الممولون؟
مسؤولون وقيادات كبيرة جداً.
ــ أسماؤهم.. إذا أمكن؟
علي عبدالله صالح (الله يرعاه).
ـ هل من بين من ذكرت شخصيات جنوبية؟
لا.. والنظام السابق يعجبه من يرفع صوته بالانفصال.
ــ ممكن توضيح ذلك؟
النظام السابق كان يقتل من يرفع صوته في إطار الوحدة ويطالب بحقوقه، بالمقابل عندما تحمل السلاح ضد المواطن المسكين من أبناء المحافظات الشمالية وتقتله يتولى ذلك النظام بحمايتك ويقومون بإرسال مستحقاتك المالية من هنا، في إشارة إلى صنعاء، وعندما تقول سنقاتل المحتل بالسلاح يدعموك، وكل ما سبق لم أرَ نظامًا قبل ولا بعد في العالم ينتهج نفس سلوكيات وممارسات النظام السابق ضد شعبه.
ــ هل أنت متأكد مما تقول؟
نعم.. أنا أكلمك وأنا مسؤول عما أقوله من يقتل أبناء الشمال في الجنوب يستلم راتبًا من صنعاء مقابل ذلك، ولديّ أسماء من يقومون.
ــ ممكن أسماؤهم؟
هم مجرمون يتعاطون مخدرات، سلاحهم، ورواتبهم أضف إلى كل ذلك "الويسكي" حقهم يتم إرساله من صنعاء.
ــ برأيك.. الهدف من التحريض الذي يمارس ضد أبناء الشمال والذي يصل في بعض الأحيان - كما ذكرت - إلى عملية القتل؟
تعزيز الكراهية بين أبناء الشمال والجنوب، وبالتالي طمس الوحدة من قلوب الناس، وقد تحدثت في مرات عدة عن ذلك عبر القنوات، ومن سيقرأ هذا الحوار يعرف من يقوم بذلك.
ــ ماذا عن علي سالم البيض الذي يشدد على فك الارتباط ورفض مؤتمر الحوار؟
لا دخل لنا به، وليقُلْ ما يشاء.
ــ ما الذي قدمه الحزب الاشتراكي على هامش الحوارات التي تتم داخل لجنة الستة عشر باعتباره أحد الأطراف المهمة في القضية الجنوبية؟
نحن قدمنا في السابق في أول اجتماع للّجنة المركزية للاشتراكي في 1 سبتمير 94، وكنا في ذلك الوقت في الشوارع بلا مقرات، ومنذ ذلك الوقت الاشتراكي ظل يقدم المبادرات تلو المبادرات بضرورة تضميد الجراح، ونعيد بناء الوحدة بصورة حقيقية، ونلغي ثقافة الحرب، ونحافظ على الجنوب.
ــ مادام أنك طرحت مثل هذه النقاط.. ماذا كان رد الطرف الآخر؟
الرفض، ولسانه يقول: طز فيكم، ولم يسمعوا لما طرحناه.
ــ ماذا عن الوقت الحالي مقترحات الاشتراكي بلجنة الستة عشر؟
نحن قدمنا وثيقة أكدنا فيها التزامنا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تنص على حل القضية الجنوبية بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار.
ــ يبدو أنك لم تُجنبي على سؤالي.. ما أبرز المعالجات التي أوردتموها في وثيقتكم؟
الجنوب بحكم المعاناة التي عاناها، والذي ظل يعيش 295 عامًا بدون دولة، ولأول مرة تكون دولة في الجنوب موحدة من 30 نوفمبر 67 إلى 22 مايو 90، وبالتالي أية عودة إلى الخلف أو محاولة فرض الواقع الحالي فالجنوب قابل للتمزيق إلى دويلات متعددة ليس كما كان في السابق 23 دولة كما كان قبل الوحدة، كل بئر بترول ستكون دولة، وطرحنا بالمقابل أن الشمال بتاريخه الطويل والوسيط والحديث غير قابل للتقسيم ويمتلك مناعة، ورؤيتنا تنطلق من منطلقات تعكس حرصنا على عدم تمزق الجنوب إلى أربعين دويلة، يجب أن يكون كيانًا واحدًا..
ــ كيف ذلك؟
يعني يكون إقليمًا واحدًَا في إطار الدولة الاتحادية القادمة.
ــ هل هناك مؤشرات لصراعات قد تحدث في الجنوب؟
الوضع في الجنوب قابل للتمزق، واندلاع الحرب الأهلية، ولذلك أي تمزيق للجنوب لكيانات وأقاليم أخرى، بمعنى إذا تم أقلمة الجنوب إلى إقليمين، فإن الجنوب سيكون بعد فترة عُرضة للتقسيم إلى عشرين دولة، وهذا رأينا.
ــ ماذا عن الإقليم الشرقي الذي أُعلن في الفترة السابقة من قبل شخصيات جنوبية؟
نحن نحترم أصحاب هذا الرأي، لكنهم يمثلون أحزابًا، وكنا نريد من أحزابهم أن تكون لديها الجرأة وتقدمها إلى فريق القضية الجنوبية.
ــ لكن يصف البعض أن اتحادية الدولة من إقليمين إنما هو بداية لتفتيت اليمن والتحضير لعودة الشطرين.. ما تعليقك على هذا الأمر؟
هذه ليست أخلاقنا كحزب اشتراكي وليست ضمن أساليبنا، والانفصال الذي يتم المناداة به لا يأتي بقرار من صنعاء، ونحن نقول: من لديه رؤية نستطيع من خلالها أن نحافظ على وحدة اليمن يقدمها ونحن نرحب بها فوق رؤوسنا.
ــ أنتم كحزب اشتراكي.. رؤيتكم للحفاظ على وحدة اليمن؟
نحن نرى أن الطريقة المثلى تكمن بين خيار الإقليم الواحد للجنوب وبين الدعوة للانفصال.
ــ هل أنتم مستعدون للتنازل عن رؤيتكم لصالح رؤى أخرى؟
نحن نطرح أن هذا الرأي هو الأمثل للحفاظ على الوحدة، وعلى الأطراف الأخرى أن تقدم رؤاها في ذلك، والأحزاب الأخرى التي قامت بالحرب لم تقدم - أصلًا - رؤاها حول هذا الموضوع.
ــ ماذا عن الرؤية التي قُدمت من مكونات سياسية مشاركة في لجنة الستة عشر وطرحت خمسة إلى سبعة أقاليم؟
هم لديهم رؤية بأن القضية الجنوبية بدأت من بعد 76، ولم يقدموا رؤية إلى الآن، نحن بالمقابل قدمنا رؤيتنا وإذا وجدنا من تلك الأطراف ما يتم التأكيد على وحدة اليمن فإننا سنتنازل عن رأينا، فالحزب الاشتراكي هو الوحيد الذي قدم رؤية تضمن المساعدة في الحفاظ الوحدة، وعندما يقولوا تقسيم الجنوب فهم يريدون تقسيم الجنوب.
ــ كيف سيتم ذلك؟
سيتم تقسيم الجنوب حسب الشركات التي يمتلكونها.
ــ من تقصد بأصحاب الشركات؟
القيادات التي قادت الحرب ضد الجنوب من النظام السابق، والذين ما زالوا ينظرون إلى ذلك كضيعة.
ــ إذًا.. ما الحل المنطقي في ظل تذبذب الأطروحات من مختلف الأطراف السياسية؟
نحن كحزب اشتراكي وحدوي طوال تاريخه، بأن الوحدة ذُبحت، ونريد الآن أن نحافظ على بقاء اليمن موحداً، لكن يجب أن يتم لملمة البيت اليمني المهتز.
ــ ماذا تقصد بالبيت المهتز؟
الجنوب، حتى يستقيم على رجليه لسنوات، وبعد ذلك نعمل منه أربعة إلى خمسة أقاليم.
ــ كثر الحديث عن الوصاية على القضية الجنوبية من قبل الحراك الجنوبي، الذي يعتبر نفسه - بحسب ما يطرحه ممثلوه بالحوار - بأنه هو الحامل الوحيد للقضية الجنوبية.. ما موقف الاشتراكي مما يُقال؟
الحراك الجنوبي هو من رفع رؤوسنا إبان الثورة الشبابية، والذي كان أول شهدائها هو محمد علي شايع من المنصورة من عدن، ونحن في الحزب الاشتراكي عندما انطلق الحراك الجنوبي اتخذنا قرارًا بعدم التدخل في شؤونه.
ــ لكن هناك اختراقًا للحراك الجنوبي بحكم تعدد ألوانه؟
صحيح من 2009 تم التدخل ممن يسمي نفسه زعيمًا ورئيسًا للحراك ويدعي الوصاية عليه.
ــ أي زعيم وأي رئيس تتحدث عنه؟
لم نتدخل في تلك الشخصيات ولا يمكن أن نتعامل معهم، نحن مع الحراك الجنوبي السلمي ونرفض أي عنف باسم الحراك السلمي، أو أي عنف باسم الجنوب، بالإضافة إلى كل ذلك نرفض حمل السلاح هناك.
ــ لكنك لم تُجبني فيما يتعلق بادعاءات الحراك الجنوبي بأنه الحامل للقضية الجنوبية؟
هم عمليًّا فرضوا أنفسهم لدى الشارع الجنوبي، لكن هناك تدخلًا، يريدون تحقيق مصالح وذلك بتحويل الحراك الجنوبي السلمي إلى حالة عنف، وحرب ضد الاحتلال الشمالي، وهذا ليس من أخلاق الحراك السلمي.
ــ من تعني بمن يريد تحويل الحراك عن مساره السلمي؟
لا داعي لذلك، ولا أريد الدخول في مشاكل، ودعنا نتكلم بدون ذكر أسماء.
ــ هناك حديث عن تدخلات خارجية تتوغل في الجنوب.. هل صحيح ما يُطرح في هذا السياق؟
أنا أريد من الجميع قراءة الرؤية التي قدمها الحزب الاشتراكي، والتي ذكرنا فيها: أن القضية الجنوبية اللاعبون فيها كُثر ولسنا الوحيدين.
ــ من هم اللاعبون؟
هناك قوى إقليمية ودولية جاهزة لأخذ نصيبها في الجنوب، والجنوب اليوم على حافة هاوية سواءً نحو الانفصال أم فيما تبقى من وحدة في القلوب.
ــ هل اللعبة الإقليمية والدولية حاضرة داخل مؤتمر الحوار فيما يخص القضية الجنوبية؟
إذا لم نحترم أنفسنا سيكون ذلك، لكن أنا أشعر بأن مؤتمر الحوار الوطني سيقدم حلولًا ممتازة تثبّت الدولة اليمنية الموحدة.
ــ في ظل تعدد فصائل الحراك الجنوبي من حراك سلمي، وحراك مسلح.. كيف سيؤثر هذا على مخرجات الحوار الوطني؟
الحراك المسلح ليس له علاقة بالحراك السلمي المشارك بمؤتمر الحوا ر، فهو يموّل من قوى في الداخل، وقوى من الخارج.
ــ لكن الحراك المسلح يرفض الحوار الذي يجري الآن بما في ذلك مخرجاته.. هل لك رأي في الأمر؟
من ينادي بالوحدة اليوم هو من يدعموه، وبالتالي يتهموننا بأننا انفصاليون.
ــ من أين مصدر الدعم الذي ذكرت؟
من هنا من صنعاء.
ــ ما الهدف من هذا الدعم؟
حملة السلاح مصاريفهم وأموالهم تأتي من داخل صنعاء، وهم يجلسون فيها ما يقارب شهران ثم يعودون إلى الجنوب.
ــ من يحتضن هؤلاء؟
النظام السابق.
ــ ماذا عن الخارج؟
هناك دعم من جنوبيين في الخارج وغير جنوبيين.
ــ باعتبارك من أبناء محافظة الضالع التي تعيش انفلاتًا امنيًّا لربما ألقى بثقله على المواطن، يتزامن ذلك مع ظهور عصابات تحمل السلاح.. ما تفسيرك لما يجري هناك؟
الضالع هي الكيان الموحد في اليمن كله.
ــ كيف ذلك؟
لا يوجد كيان يضم (شمالي وجنوبي) غير محافظة الضالع، ومع ذلك لم تحصل طلقة رصاص مثلًا للثأر بين مديرية شمالية وجنوبية.
ـــ على ما يبدو أنك لم تُجبني على الانفلات الأمني، سأعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: ما تفسيرك لظهور عصابات مسلحة بمحافظة الضالع تقوم بأخذ إتاوات من محلات تابعة للشماليين لصالح الحراك الجنوبي؟
هي عصابات مدعومة من جهات عدة، وهؤلاء ليس لهم علاقة بالحراك، والإخوة في الأمن القومي، وكذلك في السلطة السابقة يعرفونهم جيدا، وهؤلاء لهم ولاؤهم للنظام السابق في صنعاء، وأيضًا يتلقون دعمًا من جنوبيين في الخارج، ونحن ضد الطرفين.
ــ لكن يقال: إن محافظة الضالع هي منطقة تفريخ الحراك الجنوبي المسلح.. ما ردك؟
ما يحدث في الضالع هي منغصات فاليوم مدعمة، ولكنها نتوءات .
ــ التحركات التي يقوم بها حزب المؤتمر الشعبي العام فيما يتعلق برفضه عملية التمديد والمطالبة بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.. ما تعليقك على هذه التحركات؟
نحن نحترم ما يطرحه من آراء، ونتمنى أن يوحدوا قياداتهم لأنهم جزء من النسيج الوطني.
ــ على ذكرك أن قيادات المؤتمر غير موحدة.. هل لك أن توضح لقرائنا الأعزاء هذه الجزئية بالذات؟
هم ليسوا موحدين الآن، بمعنى أن الأمين العام يعمل لوحده في جانب آخر، ورئيس المؤتمر يعمل في جانب آخر.
ــ ما فهمته من حديثك أن هناك صراعًا فوقيًّا بين الرئيس هادي ورئيس حزب المؤتمر الرئيس السابق علي عبدالله صالح؟
الآن ليس لدى حزب المؤتمر الشعبي أية قيادات، فأحدهم يتكلم كلامًا بعقله، والثاني يطلب من أعضاء الحزب بالانسحاب، لكني استغل هذه الفرصة وأقول لا يوجد هناك انسحاب.
ــ لماذا لا يوجد انسحاب؟
لأن هناك عقوبات دولية، وأنا أنصحهم أن يحافظوا على أموالهم والمليارات التابعة لهم، وإذا أخطوا فإن أرصدتهم الموجودة في بنوك سويسرا وألمانيا ستذهب هباء.
ــ هل هذا تلميح بأن هناك عقوبات دولية على قيادات حزب المؤتمر التي تعمل اليوم على قدم وساق في الضغط نحو إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ورفض أية فترة انتقالية أخرى؟
نحن ليس لدينا خوف لأننا "طفارى"، وهم من يجب أن يخافوا على أموالهم.
ــ ما تعليقك على بيان حزب المؤتمر الأخير الذي اعتبر الوحدة خطًّا أحمر؟
الوحدة قد طعنوها، بل بالوا عليها، ولم استطع أن افهم أي خطوط حمراء يتحدثون عنها..
ــ ماذا عن حزب الإصلاح الذي أكد رئيسه اليدومي بأن الوحدة خط أحمر؟
إنا لم أسمع ما قاله، لكن ما سمعته أن اليدومي قال إن حزب الإصلاح يقبل أية صيغة لبقاء اليمن موحدًا.
ــ أنتم في الحزب الاشتراكي.. ما نظرتكم لحزب المؤتمر الشعبي العام شريككم السابق في الوحدة؟
نحن نعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام جزءًا من بنية المجتمع اليمني، وأقول إن من يقوم بالتسليح وفي معسكرات التدريب وفي الدعوة إلى الانفصال بالقوة هم من قيادات المؤتمر الشعبي العام، وعليهم أن يحترموا أنفسهم، وما يقومون به عمل ممنهج من قيادات المؤتمر الشعبي.
ــ تذبذب المواقف داخل تكتل اللقاء المشترك.. كيف تفسرها؟
أنا أشكر علي صالح، فاللقاء المشترك عندما يصاب بنوع من التمزق تأتي غلطات علي صالح لتعيد وحدة اللقاء المشترك من جديد، وهذه الأيام بدأت أحزاب اللقاء المشترك تتماسك والفضل يرجع في ذلك لتحركات علي صالح الأخيرة.
ــ ماذا عن السجالات الأخرى التي تحدث داخل المشترك ليس لعلي صالح علاقة بها؟
البعض داخل تكتل اللقاء المشترك يمعن تركيزه على المناصب، وأنا أدعوهم إلى ترك مثل هذه الأساليب.
ــ من هي تلك الأطراف؟
لا داعي لذكرها.. وهم أعلم بذلك، وأنا أدعوهم إلى ترك عملية الجري نحو السلطة، وهذه وعكة صحية داخل المشترك فكلما ضعف، كلما جاء علي عبدالله صالح - رعاه الله - وارتكب أخطاء فادحة ليوحدنا من جديد.

ــ كثُر الحديث عن مرحلة تأسيسية وفترة انتقالية جديدة.. ماذا قدم الحزب الاشتراكي في هذا السياق؟
الحزب الاشتراكي قدم رؤية طالبنا فيها بفترة انتقالية لبناء الدولة، وإذا أردنا - مثلًا - انتخابات بحسب ما يتم طرحه من أطراف سياسية أخرى، فنحن نريد دولة تحفظ صندوق الانتخابات وتحافظ عليه.
ــ حزب المؤتمر الشعبي العام شدد على تمسكه بإجراء الانتخابات في فبراير القادم بحسب ما حددته المبادرة الخليجية.. تعليقك على ما طرحه الشعبي العام؟
قيادات المؤتمر منذ الصغر ترضع المصاصة مع الديمقراطية، وهم عشاق للديمقراطية بدليل أن الديمقراطية عندهم تعني أن يحكم الشخص تولى ثلاث وثلاثين عاماً، فلقد حكم المؤتمر اليمن خلال تلك الفترة بعشرين رئيس كل أسمائهم علي عبدالله صالح، وهذه مسألة نادرة.
ــ لماذا أنتم في اللقاء المشترك تخافون من إجراء الانتخابات في فبراير القادم؟

نحن لا نخاف، نحن نطالب أولًا بدولة تؤمّن الصندوق الانتخابي.
ــ لكن البعض يقول إن اللقاء المشترك يخاف من عودة حزب علي عبدالله صالح إلى الحكم في حال تم إجراء الانتخابات؟
المشكلة أن علي عبدالله صالح ما زال يريد أن يحكم اليمن، وهو غير مصدق أنه ليس رئيسًا، وليس مصدقًا - أيضًا - بأن هناك رئيسًا يحكم اليمن اسمه عبدربه منصور هادي.
ــ هناك تكهنات بفشل مؤتمر الحوار الوطني بدليل أنه تم التمديد له.. ما ردك على تلك التكهنات؟
أما نحن متفائلون بنجاحه، والعالم يشهد لنا بأن الحوار الذي يجري باليمن إنما هو حوار مشاريع، وهم يندهشون عندما يجدون أطرافًا متخاصمة وتقاتلت في السابق تطرح مشاريع لبناء بلدهم، وبالتالي بناءً على المعطيات السابقة فإن مؤتمر الحوار ليس له سبيل سوى النجاح.
ــ على ذكرك الخارج يقال إن أطرافًا خارجية تفرض أنماطًا معينة من الحلول والمعالجات لبعض قضايا الحوار الوطني.. هل هذا صحيح؟
من أجل نجاح المؤتمر أن يكونوا شهودًا هذا ما نقبله منهم، والخارج الذي تتحدث عنه يشعر اليوم بأن تماسك اليمن وتوحده لصالحهم، وهم - الآن - محتاجون لأن يظل اليمن موحدًا، وإذا رأوا أننا لا نحترم أنفسنا فإنهم لاشك سيقسمون اليمن كيفما أرادوا.
ــ كيف تقيّم أداء الرئيس هادي؟
الرئيس هادي ليس بيده شيء، وكل الأمور بيد علي عبدالله صالح من خلال امتلاكه نصف الحكومة، والمؤسسات معه.
ــ هل نجح هادي - على الأقل - في إدارة المرحلة الانتقالية؟
لا يوجد شخص لديه قلب، ولديه القدرة في أن يدخل هذه المرحلة إلا الرئيس عبدربه منصور هادي.
ــ ما فهمته منك أنكم ربما راضون عن أداء هادي، وهذا يجعلني أضع ما تم تداوله سياسيًّا وإعلاميًّا فيما يتعلق بالتمديد للرئيس هادي.. هل أنتم مع فكرة التمديد لهادي كحزب اشتراكي؟
الرئيس هادي لم يطلب التمديد، ونحن نتكلم عن تمديد فترة انتقالية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ــ أداء حكومة الوفاق الوطني.. ما تقييمك لأدائها؟
بحكم أنها حكومة تقاسم، فهي قامت بما استطاعت أن تعمله في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، ولأنها ضمت كل المختلفين.
ــ هل لديك رسالة أخرى تود قولها في ختام هذا الحوار؟
أقول للشعب اليمني، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، إننا لن نخيّب آمالكم، ولن نسوّد وجوهكم، وأوجّه رسالة أخرى لشباب الثورة الشبابية، وأقول لهم: أنتم من رفعتم رؤوسنا، وعليكم أن تظلوا يقظين ولا تتركوا المسائل للسياسيين، وإلا سنبيعكم إذا لم تقوموا بدوركم كجهاز رقابي لمخرجات الحوار..

في الأربعاء 25 سبتمبر-أيلول 2013 06:56:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=22177