أولمبياد بلقيس
صدام أبو عاصم
صدام أبو عاصم

دعتني الصديقة غادة الحداد للمشاركة في فعالية خاصة برياضة المرأة. لم أتأكد من محاور وأهداف الندوة التي أقيمت أمس الأربعاء في مقر الأمانة العامة لجائزة رئيس الجمهورية للشباب، ولم أتأكد حتى من إسمها أو من شعارها، لكني حضرت.. بعد أن كنت قد بنيت تصوراً عن أن الفعالية ستقام لدعم مخرجات الحوار الوطني كما هي كل الفعاليات والأنشطة التي تتكاثر إعلامياً، هذه الأيام.

لم يكن بوسعي الإندهاش ببرنامج الندوة على نسقه الذي يليق بقدرات شباب وشابات طموحين بقادم أفضل، لكن مداخلات الحضور نساءًا ورجالاً على قلتهم، كانت قد هيجت داخلي أسئلة عديدة تتعلق بغياب شبه كلي لواقع الرياضة النسوية في البلاد.

سبقني بعض المشاركين وغالبيتهم ممثلون عن جهات رسمية وخاصة مهتمة برياضة المرأة، وبينهم على الأرجح، ممثل عن مكتب التربية يتحدث عن إشكالات تراتبية لرياضة المرأة بدءًا من المدارس والمناهج والإدارات التعليمية بمختلف مستوياتها.

ممثلات عن نادي بلقيس الرياضي النسوي تحدثن بأسى عن حالهن المهني، وبعضهن طبعاً، بطلات في ألعاب مختلفة؛ ككرة سلة، طائرة، تنس. تطرقت إحداهن إلى وجود خلل إداري واضح ليس في النادي وحسب وإنما على مستوى الجهات الإشرافية وطريقة تعامل اللجان التحكيمية في البطولات العادية التي تقام على مستوى المحافظات. وكانت تشير بالطبع، إلى اتحاد رياضة المرأة، ودوره المتمثل كعائق لتطور ياضية حفيدات بلقيس.

كنت أبحث عن ممثل لاتحاد رياضة ليسمع ويرد، ولكني اكتشفت أن الجهة الرسمية غير حاضر، وحين سألت عن سر غياب ممثلهم قالت الميسرة أن المنظمون دعوهم للمشاركة رسمياً لكن لم يحضر أحد من الاتحاد ولا تدري عن السبب. هذا الأمر، يشيء بجزء بسيط من اللامبالاة والاستهتار ليس في هذا الاتحاد، وإنما في مختلف مؤسسات الدولة التي يحاول أبناؤها الطيبون صياغة مستقبلها من جديد.

تداول كثيرون عدد من الافكار المرتبطة بالإشكالات المذكورة سلفاً والبحث عن حلول مناسبة لها. فيما كنت ضمن من اقترح وجود عملية تشبيك بين مختلف الجهات المختصة وأيضاً وسائل الإعلام من أجل التوعية بضرورة كسر معوق رئيسي إسمه؛ العادت والتقاليد، وتمكين المرأة رياضياً على اعتبار أن الرياضة تساهم في صنع صحة سليمة لمن هي نصف المجتمع.

 

أحدهم ذهب إلى ضرورة أن تتحمل الجهات الرسمية مسئولية الأمر داعياً إلى إقامة فعالية رياضية نسوية كبيرة كل عام، كأن تقام بطولة للألعاب الأولمبية سنوياً للمرأة الرياضية في اليمن. سيقول أحدكم أن القضاء على كل المشاكل الإدارية في مختلف مؤسسات الدولة سيعين المهتمين برياضة المرأة على التغلب على ما يعتقدونه معوقات التطور في مجالهم. لكن في كل الأحوال، تمثل هذه الندوة التي نظمتها مبادرة "ألواني سبورت" النسوية وشركائها في اليمن، خطوة في الطريق الصحيح. وعلى كل وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية أن يدعموا مثل هذا التوجه الذي يترافق مع طموحات يمنية، ذكورية وأنثوية، لوضع لبنات اليمن الجديد.


في الخميس 10 أكتوبر-تشرين الأول 2013 07:20:36 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=22343