حين أكتشف الراعي بأن الطلبة في المغرب هم عملاء للحوثية
بكر احمد
بكر احمد

مأرب برس - خاص

أعتمد على الوقت وهو كفيل بالقضاء على كل تلك المشاكل ، أحسب أن هذا هو حال لسان حسن الراعي نائب السفير في المغرب الذي وعلى ما يبدوا أنه يرسل تقاريره الخاصة إلى وزارة الخارجية بأن مشكلة الطلاب في المغرب قد انتهت وأن الأمور على خير ما يرام ، بينما الواقع يقول بأن الطلبة مازالوا معتصمين في باحة السفارة ولم يستلموا حتى الساعة ومنذ ما يقارب نصف الشهر من اعتصامهم أي شيء من مستحقاتهم ، بل والأسوأ من ذلك وبطريقة الفهلوة التي تحكم الشوارع الخلفية للمدن تقوم السفارة بمساومة بعض الطلاب بإعطائهم جزء من مستحقاتهم بشرط التنازل عن الباقي والخروج من الاعتصام ليرى العالم حينها كم هو الطالب اليمني سعيد .

كل ما يحدث في سفارتنا في المغرب ، ورغم المعاناة المؤلمة لمواطنين يمنيين يقومون بممارسة حقهم في طلب التعليم وحقهم في طلب مستحقاتهم المالية ، إلا أن الوضع مازال جامدا دون اتخاذ أي عمل أو مبادرة أو تحريك وضع ، والمراهنة قائمة على الوقت ، بينما في المقابل الطلاب عازمين على البقاء في مكانهم حتى إنهاء مشكلتهم وبالشكل المطلوب ، لكن وكالعادة دخل على الخط أسلوب ممل وتافه ألا وهو توزيع صكوك الوطنية والتهم بالعمالة والخيانة لمجرد رفع الصوت بمطالبة الحقوق المسلوبة .

فهنا السفارة لا ترى في الطلبة المعتصمين سوى أنهم عملاء للحوثية ويتحركون بموجب تعليمات خارجية تعادي الوطن وما إلى ذلك من الهذيان التي ما فتيء وأن يعود بين كل حين وآخر لأي شخص يحاول إن يرفض وضع غير صحيح ومبني على أسس شاذة .

الذي لا يريد أن يفهمه هذا النظام أن الوطن واقع على فوهة بركان وأن الأمور تغلي بشكل صار إن من يتجاهله يعيش في عالم آخر منعزل عن عالمنا ، وأن الأمر أصبح فوق ما لا يحتمل ، بل أن التذمر تجاوز الحدود ليصل إلى مشارق الأرض ومغاربها ، وصار كل يمني تطاله يد الفساد والإهانة مهما حاول أن يبتعد عنهم وعن سطوتهم التي لا تحكمها قوانين أو مراجع أخلاقية ، والذي لا يريد أن يفهمه النظام أن القشة طالما نجحت في قصم ظهر البعير وإن الاستهانة بحقوق الناس مهما صغرت تولد في داخل النفس البشرية مرارة لا يمكن نسيانها ، وأن كل هذه التراكمات التي نراها ولا بد لها وأن تنفجر ذات يوم بشكل قد يؤذي الجميع .

وإلا لماذا وحتى وبعد نصف شهر وبعد أن تداولت وسائل الأعلام المختلفة أمر الطلبة اليمنيين في المغرب وحتى الآن لم تتم حل مشاكلهم ، ما هو الأمر الصعب الذي يحتاج إلى كل تلك المدة حتى يُنظر في أمرها ،ولماذا قلوبهم بتلك البرود بينما الطلاب لا يجدون لهم مأوى ينامون عليه ، والجميع يشير أليهم في المغرب بأنهم مجرد طلبة يمنيون لا أقل ولا أكثر .

بمعنى أن الآخر أعتاد على معاناتنا ورأى بها شيء طبيعي ولا غبار عليه، وفوق هذه المعاناة وبكل سهولة يصير هذا البائس عميل وخائن ويعمل ضد وطنه....

الوطنية التي يتحدثون عنها لم يعد أحد يؤمن بها أو يعترف بها إطلاقا ، والوطنية القائمة على الطاعة العمياء وقبول وجودهم سادة ونحن عبيد ، هي وطنية أوهن من بيت العنكبوت ، لأن الوطنية الحقيقية لا تنموا إلا مع كرامة الإنسان وحق عيشه السليم المعافى ، ودون ذلك فأنا أجزم أنه لا يهم أن نوصف بالحوثية والانفصالية وما إلى أخره ، فالأمر سيان مادامت حقوقنا تنهب منا بهذا الشكل الصريح دون أن يلتفت إليها أحد .

benziyazan@hotmail.com


في السبت 04 أغسطس-آب 2007 09:13:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=2275