إلى «سيسي» اليمن: لم الاحتجاج؟ وعلام الانزعاج؟
أ. د/أ.د.أحمد محمد الدغشي
أ. د/أ.د.أحمد محمد الدغشي

مع التأكيد على حق التظاهر والاعتصام والتعبير عن الرأي في حدود الثوابت اليقينية، والتأكيد أكثر على أن القضاء وحده صاحب الكلمة الفصل في قضايا النزاع المختلفة؛   فإن عجب المرء لايكاد ينقضي ممن يدعمون السفاح السيسي في اليمن  بالمطلق، وفي مقدمتهم زعيمهم عفاش ونجله أحمد (السيسي المنتظر)، وقناتهم (اليمن اليوم)، حتى إنها لتنشر كل مقابلات سيسي مصر وأنشطته ودعاياته الانتخابية في الأشهر الأخيرة- ويفاخرون قبل ذلك- بكل جرائمه بما في ذلك حرق الآلاف في رابعة العدوية أحياء وأمواتاً،  واعتقالهم عشرات الآلاف وتعذيبهم في سجون غير آدمية، وإغلاق عدد لايحصى من المحطات الفضائية والصحف ومنابر التعبير لخصومهم،

وكأننا صرنا جزءاً مباشراً فعلياً من مشروع السيسي (المنتظر) في اليمن، حتى إذا ما جاء تطبيق جزء لايكاد يذكر من تلك السياسة في اليمن على يد الدولة (الشرعية) لأسباب وجيهة وقانونية، كما حدث في التعامل مع أحداث الأربعاء11/6/2014م مع المستغلين منهم للمطالب المشروعة، والمحرضين على انقلاب سيسي يمني (عاجل) وأبرزهم قناة (اليمن اليوم) وصحيفتهم، فإذا بهم يتذكرون أن هنالك قانوناً في البلد ينبغي الاحتكام إليه، ، وحقوقاً دستورية مصونة للمتظاهرين في التعبير عن آرائهم في الشارع والقناة والصحيفة، وهو ماتناسوه في مصر تماماً وبرروا لضده،

فلماذا ينزعج (سيسيو اليمن) وأتباعهم إن قامت الدولة هنا بتطبيق برنامج كبيرهم السيسي الذي علمهم القتل الجماعي وحرق الأحياء والأموات والقمع لكل من يخالف سياسته بما في ذلك بعض شركاء الانقلاب، بفارق أنها هنا صادرة عن دولة شرعية لا عصابة انقلابية، ألا يفترض أن تشكروا كل تلك الإجراءات وتعدونها جزءاً مقدّراً وعاجلاً من الوفاء لبرنامج (السيسي) ومشروعه الشهير الذي تفاخرون به وتبشرون وتتوعدون خصومكم في اليمن بتطبيقه عليهم ؟ أم أن (اللي اختشوا ماتوا)؟ 


في الإثنين 16 يونيو-حزيران 2014 12:17:36 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=30021