قراءة حول هُدنة الدفاع واعلان الشامي للأنباء
ضيف الله القهالي
ضيف الله القهالي
 

يشعر غالبية ابناء عمران .. أن لجان الوساطات الرئاسية المكلفة بإيقاف الصراع تثبت في كل مرة انها المنقذ الوحيد لمسلحي الحوثي حيث تُسارع دائماً بالحضور كلما واجه مسلحيه مأزق ما ،أو توقف تقدمه على الارض في جبهة ما، او أُفشلت مخططاته الحربية في جهة ما ..

مزاج ابناء عمران العام يكون غالباً الرفض المطلق لمثل هذه اللجان والتي كما قلنا سابقاً يعدونها دليل شؤم لأنها تُسهل للحوثي الانتشار اكثر وتمنحه حرية حركة اوسع وتُهديه وقتاً كافياً للتموضع والتمركز لتضييق الحصار على عمران .. حيث أن ابناء عمران يرصدون نتائج كل مرة تقدُم فيها اللجان الرئاسية لطرح ما تسميها هُدنة .. للصراع بعمران ... يلحظ ابناء عمران استحداثات لنقاط ومواقع ومتاريس حوثية مسلحة على الطرقات وفي اعلى الجبال والتباب المحيطة بعمران وكذا بين منازل القرى وعلى اسطحها ..

الهدنة الاولى كانت نهاية اوائل فبراير مباشرة بعد تحرش مسلحي الحوثي بالنقاط العسكرية في المدخل الشمالي للمدينة ثم تلتها هُدن أُخرى غير ان اهم تلك الهُدن كانت بعد ان اطبق مسلحي الحوثي الحصار على مدينة عمران و التي كانت بعد سقوط نقطة السلاطة 2/6 بحوالي 48 ساعة حيث تزامن نزول اللجنة واطقم الشرطة العسكرية الى مواقع الاحداث حول عمران مع استحداثات مسلحي الحوثي عدد من النقاط المسلحة في بيت عامر وسحب وبيت الضلعي وبيت بادي وبير عايض باتجاه الضبر وذيفان كانت ابرزها نقاط سحب وبيت عامر حيث انها تقع على خط صنعاء وتسيطر تماماً على حركة الناس ..

ومن فور وصولها قامت اللجنة بوضع مراقبين ينتمون الى الشرطة العسكرية والاستخبارات في كل جبهات القتال لعدد 32 مراقب يتوزعون على 16 موقعاً حول عمران دائماً ما تحدث فيها المواجهات وبمجرد وصولهم تلك المواقع كانت قذائف مدفعية الحوثي ورشاشاته تصلهم بدون انقطاع وبما انهم على قرب من الاحداث وكونهم مراقبين وراصدين لفترة التهدئة واتفاق اطلاق النار ومن سيبدأ بخرقها لاحقاً فقد تأكد جميع المراقبون 32 بعد رصدهم لكل الخروقات عن قرب وبالأدلة الدامغة عن تورط مسلحي الحوثي بخرق اتفاقيات وقف اطلاق النار والهُدن كلها وذلك خلال فترة رقابتهم التي استمرت نحو12يوماً ... وانسحبوا جميعاً من مواقعهم بتاريخ 16 /6 واوصلوا تقاريرهم كاملة الى اللجنة في صنعاء ..

خلال تلك الفترة اكدت مصادر محلية و شهود عيان :

ان نقطة السلاطة التي كان من المفترض تكون الوحيد ة على خط صنعاء والتي اعلنت اللجنة ان افراداً من الشرطة العسكرية سيتمركزون بها ..

شهود العيان كانوا يؤكدون يومياً خلال تواجد الشرطة العسكرية هناك ان جماعة الحوثي يومها استحدثت نقطة مسلحة على مدخل السجن المركزي بسحب والذي كانت جماعة الحوثي قد اقتحمته بتاريخ 2/6 وعملت على تهريب ما يقرب من 470 نزيلاً كانوا بداخله .. وعلى بعُد ما يقرب من 150 متراً فقط من نقطة السلاطة التي سلمتها اللجنة للشرطة العسكرية وتبعُد نحو 2000 متر من جبل ضين ..

كما استحدثت نقطة اخرى بنفس اليوم في منطقة بيت عامر التي تبعُد حوالي 2كم عن السَّلاطة باتجاه صنعاء.. واقل منها عن المجمع الحكومي للمحافظة وموقع السودة العسكري التابع للجيش باتجاه عمران ..

ولا زالت نقطتا الحوثي المذكورتان تمارسان عمل الدولة حتى اللحظة فهي تعمل على ايقاف المسافرين من عمران الى صنعاء والعكس وتفتشهم وغالباً ما يكون ذلك بالهوية الشخصية كما يستغل الحوثي ذلك ليقوم باختطاف عشرات المواطنين ممن يشتبه مناوأتهم لمشروعه المسلح ..

اما نقطة بيت بادي والتي تقع على المدخل الغربي للمدينة فسقوطها بيد الحوثي كان بتاريخ 4/6 لكنه رفض تسليمها للشرطة العسكرية حتى اليوم فهي ماتزال تحت سيطرته الكاملة .. الجدير بالذكر ان هذه النقطة هي مدخل مدينة عمران الغربي على طريق حجة الحديدة حرض ومنفذ الطوال الدولي ..

كما ان الحوثي مستمراً بالسيطرة على نقاط اخرى استحدثها بمايو واول يونيو الجاري في بيت الضلعي وتمثل المدخل الشرقي للمدينة وبير عايض والضبر المدخل الشمالي لها و ذ يفان والصر ارة و ضيان وريدة وغيرها ..

من ساعة خروج اللجنة المذكورة الى لحظة كتابة هذا لم يتوقف هجوم الحوثي نهائياً على مواقع الجيش واستهداف منازل المواطنين وقطع الطرقات .. مع اختفاء كلي للجنة الرئاسة المذكورة ..

حتى قام الجيش مساء السبت بطرد المسلحين الحوثيين المتمركزين على تباب تقع جوار جبل المحشاش ابرزها تبة المادر في الشمال الغربي للمدينة حيث كانت تقصف الجيش من تلك المواقع ...

كما دمرت قوات الجيش الكثير من القدرات المدفعية والعتاد المسلح في اماكن اخرى حول جبل ضينوذيفان شرقاً و المأخذ غرباً والضبر وبير عايض شمالاً والخدرة والسود شمال وغرب المدينة ..

مساء الاحد وكالة الانباء اليمنية سبأ تنشر ما اسمته اعلان اتفاق وقف اطلاق النار بعمران وبني مطر وهمدان .. واظهرت ما قالت انه محضر توقيع لأعضاء اللجنة المتفقين على ذلك ..

بعد الرجوع الى المحضر تم التأكد من عدم وجود توقيع 4اعضاء من اعضاء اللجنة ابرزهم عبد الرحيم صابر المستشار والمساعد السياسي لجمال بن عمر صاحب مقترح تشكيل لجنة الوساطة والمشرف عليها و راعي التسوية اليمنية بمجملها ..

وكذا الشيخ عبدالرحمن الصعر وكيل المحافظة وشيخ مشائخ عمران .. والذي اوضح في وقت متأخر من مساء امس انه لم يُدعى الى الاجتماع ولم يوقع ولم يعلم به حيث نشر توضيحاً حول ذلك على صفحته بالفيس بوك .. وقال انه لم ولن يقبل بمثل هذا الاتفاق المشبوه والذي يديره وزير الدفاع وشدد برفضه لذلك لان الاتفاق من وجهة نظره عبارة عن بصيرة بيع وتسليم عمران للحوثي وبرعاية كاملة من وزارة الدفاع واعلن مجدداً انه وقبيلته عمران لن يكونوا الا بجانب قوات الجيش المستبسلة في الدفاع عن عمران وكذا بجانب العميد الركن حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع والذي يقوم بالدور الاكبر في الدفاع عن عمران ..

وحول اعلان الاتفاق المعلن قال الصعر على وزير الدفاع ان يراجع الاتفاقات السابقة التي رعاها والتي يعلم هو علم اليقين قبل غيره ان الحوثي لم ينفذ منها بنداً واحداً بل في كل مرة استغلها لصالحة حيث مكنته من حشد المقاتلين والعتاد والسلاح كما مثلت له فرصاً ذهبية انتشر ببركاتها حول عمران وهمدان بصورة اكبر واستحدث نقاط مسلحة لمحاصرة عمران والمديريات المجاورة لها ..

كل هذا يحدث تحت سمع وبصر اللجنة ورئيسها وزير الدفاع .. الذي لم يستطع على الاقل في كل الاتفاقات المكذوبة تحديد الاطراف الحقيقية للمواجهات جماعة الحوثي والجيش بعمران الذي هو على رأسه ومسئولاً عنه .. فجميع الاتفاقات والتهدئات يكتبون فيها ان الحرب الدائرة بعمران وهمدان هي بين جماعات مسلحة ....

اللافت ايضاً عدم توقيع القيادي الحوثي محمد يحي محسن الغولي والذي يُعد من ابرز الداعمين والمتحمسين لمشروع الحوثي .. لا نعلم اسباب ذلك ..

العميد دكتور / قائد العنسي رئيس اللجنة الرئاسية السابقة والتي كانت تؤدي نفس دور اللجنة الحالية تجاه جماعة الحوثي وتسهلها التوسع والانتشار حول عمران ..

وقد اشتهر العنسي ولجنته بلجنة البنادق و الابقار حيث كانوا قد اتوا بها الى اعتصام الحوثي المسلح في بير عايض في مارس الماضي وقالوا حينها انها محاولة لايجاد حل للصراع ولو بتصرف قبلي وعُرفي وكان سبب ذلك قيام جماعة الحوثي بالهجوم على نقطة عسكرية بالضبر ومحاولة دخولها عمران بأسلحتها المختلفة ..

وبالمناسبة لم يعتبر الحوثي تلك المواجهات كأزمة او مشكلة عادية و عابرة ستُحَل بمجرد وصول البنادق والاثوار بل اعتبرها خطوة متقدمة كثيراً لفرض مشروعه ومواجهة الدولة بقوة السلاح ..

والمتابع للأوضاع من بداية فبراير الماضي وما تلى ذلك التاريخ يستطيع ان يصنف تلك الخطوة الحوثية كبداية للعمل والشروع الحقيقي المسلح لا سقاط عمران عسكرياً وضمها الى مملكة السيد الوريث المعصوم ...

اللافت هنا ان العميد العنسي صرح بعدم علمه بوثيقة الاتفاق المعلن امس الاحد ..

الشيخ احمد البكري وكيل محافظة عمران والشيخ علي صالح الاشول رجل الاعمال المعروف ينتميان حزبياً الى الاصلاح و موقعان في تلك الوثيقة التي اغاضت الكثير من ابناء عمران وجميع الاحرار على مستوى اليمن ..

انتظر الناس على قلق توضيح البكري لما تم لكنه تأخر في توضيح ذلك الى بعد منتصف الليل ثم نشر منشوراً مقتضباً على صفحته بالفيس بوك مضمونه ان ما تم التوقيع عليه ليس اعلان واتفاق لإيقاف الحرب بعمران بل هي رؤية لذلك كما اوضح انه اعلن تحفظه على كثير مما جاء فيها مكتوباً وملحقاً ببنود الرؤية المذكورة لوضع هدنة للمواجهات ونزع الاستحداثات من جميع الاطراف المتحاربة والتي قال انها حرب بين الجيش كطرف والحوثي كطرف اخر .. وليس بين جماعات مسلحة كما يصر وزير الدفاع دائماً ..

وقال انه تفاجأ كغيره من اعلان وكالة سبأ لهذه الرؤية كوثيقة اتفاق لإيقاف الحرب خلافاً لما تم التوافق والتوقيع عليه كرؤية للحل و تستمر المناقشة والحوار حولها وليس اعلان اتفاق على نحو ما اعلن ..

على الصعيد الميداني لا وجود لما قالت سبأ انها هُدنة جديدة تم الاتفاق عليها ..

فالقصف المدفعي والصاروخي من قبل الحوثي والجيش لم يتوقف منذ مساء امس ومن لحظة اعلان سبأ لتلك الكذبة التي ترعاها وزارة الدفاع . فأصوات المدافع الهادرةوحدها هي من تسامر طلاب وطالبات الثانوية العامة والاساسية وتراجع لهم دروسهم خاصةً في عدم وجود الكهرباء منذ ما يقرب من عشرة ايام حيث تم قصف كوابلهافي منطقة عيال سريح من قبل جماعة الحوثي حسب رواية وزارة الكهرباء والتي قالت ان المسلحين يمنعون فرقها الهندسية من اصلاحها حتى الآن ..

ومن ساعة اعلان سبأ لكذبة التهدئة حتى الآن فقد وصل عدد الضحايا حسب مصادر محلية الى عشرات القتلى والجرحى من الطرفين ..

و يا كذبة اقصد (هُدنة ) ما تمت !!!!!


في الثلاثاء 24 يونيو-حزيران 2014 10:58:41 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=30053