رسالة على هامش ندوة الدور السياسي للقبيلة في اليمن
علوي الباشا بن زبع
علوي الباشا بن زبع

مارب برس – خاص

في العراق قفز السياسيون إلى الحلبة ليرثوا البعث وبحسابات خاطئة وطائفية مقيتة أقصوا القبائل على طريقة بريمر فكانت مأساة العراق ومجازر المليشيات مما جعل القبائل يهبون في التوقيت المتأخر مسمين أنفسهم مجالس الصحوات محاولين إنقاذ الموقف ويكفي أنهم علموا الجميع بما فيهم الرئيس بوش بنرجسيته المفرطة كيف يحترموا أبناء العشائر .

فكره حضارية موفقه تستحق الإعجاب الندوة التي أقيمة مؤخراً في صنعاء - ندوة الدور السياسي للقبيلة في اليمن- وبغض النظر عما قيل في هذه الندوة من الإنصاف للقبائل أو التجني عليهم فحرية الرأي مكفولة ونقد الظواهر السلبية في المجتمع القبلي مشروع ومطلوب أيضاً ففي هذا المجتمع من السلبيات ما يجعلنا نشعر بالحرج الشديد ولكن مالا يعتبر مكفولا ولا مشروعاً أن يبحث البعض عن السلبيات ويجحد الإيجابيات إلى حد يبعث على الغثيان .

فكرة هذه الندوة وضعت المجتمع المدني بما في ذلك المكونات الحزبية والمنضمات من جهة والمجتمع القبلي بمكوناته المختلفة الأسرة والقبيلة والكيانات القبلية من جهة أخرى وجهاً لوجه في جولة أولى من التعاطي المسئول المتحضر وسيتضح بعدها في جولات تعاطي قادمة من هذا النوع ما إذا كانت هناك إمكانية متوفرة للتوافق والتفاهم أو أن الفجوة بين المجتمعين القبلي والمدني لا يمكن ردمها .

في اليمن صحت القبائل لتأدية واجبها تجاه أزمات الوطن قبل حدوث الكارثة فيما بعض محترفي السياسة وناشطي المجتمع المدني يتفننون في خلق حملات التشويه والإرهاب المعنوي تجاه أي عمل قبلي وكأن القبائل جاءت من كوكب آخر .

يا أحبائنا في المجتمع المدني وفي الأحزاب حددوا بصراحة ما الذي يقلقكم من أي تحرك قبلي؟ اطمأنوا فالقبائل أكثر مما تعتقدون انفتاحا ولديهم مرونة كبيرة وقدرة أكبر للتفاهم للوصول إلى الحلول الوسط. فقط يحتاج البعض أن يفهموا ثقافة القبيلة والاعتبارات القائمة عليها,والابتعاد عن المصطلحات العدوانية وألفاظ التجريح.

بصراحة أكثر نسألكم ؟ وأجيبوا بأمانة أليس الخطاب القبلي الجديد هو خطاب متقدم وداعم للمجتمع المدني ويريد رفع المظالم ويطالب بالمصالح العامة ويدعو للسلم العام .

يا أخوان ما هذا الذي نسمع من بعضكم انتم تعانون من اضطهاد في الحقوق والحريات وبالذات حرية الصحافة ونحن نتسابق كقبائل في نصرتكم والوقوف إلى جانبكم هل هذا تخلف ؟؟ وهل هذا خطر على النظام العام؟؟ إننا ننصحهم عليهم أن يعوا جيداً ما يصدر عن القبائل وأن يكونوا منصفين.

 أقراؤ الرسائل جيداً, فكثيرا من أبناء القبايل يعنون ما يقولون، استمعوا إليهم فهم يتوقعون تعاونكم فهم بحاجة إليكم كما انتم بحاجة إليهم. والقبايل أحوج منكم للأمن والاستقرار. صدقونا أمامكم فرصة كبيرة للالتحام والانسجام مع القبائل اكسبوهم أفضل مما تستعدوهم وستجدون أنهم الوجه الأخر للمجتمع المدني إن أحسنتم التصرف معهم .

اليوم أيها الأحبة القبائل يحاولون مخاطبتكم بعقلية الشراكة والأخوة والاحتجاج السلمي وغداً سيتراجع هذا الخطاب إذا إستمريتم في تجاهله .

أرجوكم اسمعوا أصوات العقلاء واحترموها وناقشوها إن شئتم فكل شيء قابل للنقاش والتصحيح فأن بقيتم مترددين سيتراجع العقلاء تحت وطأة خيبة الأمل وستجدون أنفسكم أمام خطاب الجهلاء الذين لا يؤمنون بغير حاجاتهم ومحيطهم الضيق, وسيسجل التاريخ أنكم كنتم سبب تراجع وخسارة صوت العقل والمنطق نقولها لكم الآن ونبرأ إلى الله مما تساق إليه البلاد والعباد مستقبلاً ومما هي عليه الآن فالظروف لا تحتمل المزايدة وتصفية الحسابات .دعونا نتحدث عن الخطاب القبلي اليوم ومدى احترامه للحياة المدنية ودولة المؤسسات وبالتأكيد ستجدون أن هناك جديد ومختلف عما يعتقده الكثير.

تحية للعقلاء : 

تحية إلى أصحاب الفكرة والقائمين عليها بغض النظر عن الدوافع فهي جيدة ويفضل أن نفترض حسن النية, والى كل من قال في تلك الندوة كلمة حق يتحرى بها الحقيقة وشرف المهنة .

وتحية إلى الأكاديمي والسياسي الدكتور محمد عبد الملك المتوكل فقد قرأت على لسانه في هذه الندوة قوله ( إن القبيلة هي ثقافة وليست جهوية في حد ذاتها فينتمي إليها الهاشمي والقبيلي والمهمش واليهودي .. إنها عبارة عن تجمع جغرافي محدد ومميز ) . وهذا وصف دقيق وغير مسبوق يستحق التوقف عنده وحقيقة هذا الرجل الذي لم التقي به وإنما اقرأ له كثيرا مما يكتب ووجدت انه دائماً يحمل عقليه أكبر مما يقال عنه بكثير, فسلالته الهاشمية لا تجعله يتعالى على سنن الله ومنطق الأمور. وعلى المتشبثين بأسوار المدينة والملتصقين بشوارعها أن يتعلمون منه كيف ينصفون القبائل بدلاً من تضييع أوقاتهم في البكاء على الأطلال وكما قلت في العام الماضي معلقاً على تصريحات الأستاذ / عبد الوهاب الأنسي ( أننا نعتز بفهمه ورؤيته عن القبيلة وعلاقتها بالسياسة) فأنني في هذا المقام اعبر عن الاعتزاز بما قاله الدكتور المتوكل في تلك الندوة وكلاهما يعلم جيداً أنها ليست مجاملة وإنما احتراماً للعقول الكبيرة وبحثاً عن القواسم المشتركة وصولاً إلى ردم الفجوة بين القبائل والمجتمع المدني بعيداً عن الاحتواء بل للاتقاء على أرضية الاعتراف بالخصوصيات وحجم معاناة القبائل وأن القبيلة لا يمكن أن تكون بديلاً للدولة بل مكون رئيسي من مكوناتها يخضع للنظام العام خاصة إذا وجد على أرض الواقع وطبق على الجميع .

وسلام سلاح :

لن تكون مفاجأة ولا مكسبا للمجتمع المدني لو استهل العميد يحيى الراعي رئاسة المنتظرة للبرلمان بإقرار قانون حمل السلاح الجديد كما هو فالخطبة الخطبة والجمعة الجمعة طالما وهو في ظل قرار منع حمل السلاح الأخير نسمع بالأمس أحد المواطنين فجر قنبلة على الطلبة في الحرم الجامعي .

وسلام سلاح للأستاذ الكبير عبدا لله سلام الحكيمي الذي خطفت جوازه قبيلة السلك الدبلوماسي.قلك قانون قال؛؛ 

alawi_albasha@gawab.com


في الخميس 07 فبراير-شباط 2008 09:42:31 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3305