الكل يطالب المؤتمر، والمؤتمر يطالب من ؟
منى صفوان
منى صفوان

يبدو ان المؤتمر الشعبي مزنوق.

وهو المتمتع بروح المبادرة , في هذا الزمن . وأصحاب المبادرات دائما يضطرون لإثبات حسن النوايا. تحد واضح تطالب به بيانات صيغت بهدوء، لتكرر فيها عبارات توحي بالتحدي.

بمعنى .. هل تستطيعون إنقاذ مبادرتكم ! 

المؤتمر لم يعد يستطيع ان يخفي ضعفه أمام معارضته الداخلية , التي ترفض ما ينطق به لسانه الرسمي من مبادرات تدعم إشراك النساء .

\"القوى الرجعية \"في المؤتمر كما قال يحي محمد عبد الله صالح, تقف بقوه ضد تلك المبادرات التقدمية التي لا تتسق وروح المؤتمر الشعبي العام ، تلك الروح التقليديه .

هذه القوى لا استهانة بها , وهي تضطر التقدميين المؤتمرين ان يشبكوا أيديهم بالأيادي \"التقدمية\" ، وكل من يناصر قضيه النساء .

ولعل إشهار \"ملتقى الرقي والتقدم\" يبوح بسر لم يعد سرا , ويلمح بان قيادة المؤتمر باتت ضعيفة أمام قواعده. الجميل ان ذاك الصراع المؤتمري الهادئ ، أكد على الروح التقدمية الجديده ، عند التيار التقدمي ، والذي يعلن عن نفسه بعبارات لم تعد تخص اليساريين والليبراليين الذين يحتكرون التقدمية .

فهناك اليوم من يتحدث عن مجتمع \"حر\" يستجيب للطبيعة الانسانيه ، تمارس فيه الحريات العامه ، والمساواة بين الرجل والمرأة, و هناك تأكيد على أهميه التشاركية بين الذوات الانسانيه، خاصة وان العلاقة التي تحكم المجتمعات البشرية علاقة تغيير، وليست علاقة خضوع.

نعم ... نعم عزيزي القارئ هذا جزء من نص النظام الأساسي لمنظمة جديدة تميل للمؤتمر الشعبي، وليس لأي حزب أخر ماركسي او تقدمي . وهي تتخوف من ان المنطلقات التوحشية في التعامل مع هذه العلاقة سيؤثر على البيئه و توازن العناصر المكونة لها ، ولن يفيد عملية التقدم بل سيدمرها من خلال تدمير العناصر الضرورية لاستمرار الحياة البشرية فوق سطح هذا الكوكب . \" لم تدخل أي إضافات على النص المقتبس\" . 

أمام هذا الانفتاح المؤتمري الكوني ، أصبحت المعارضه بتحالفها التقدمي / الإسلامي رجعية جدا . بل و تعجز المنظمات التي تميل للمعارضه \" الرجعية \" عن تصديق ذلك ، لذا تصدر بيانات التحدي ، مستغلة مناسبه انتخاب المحافظين لتذكر المؤتمر بوعوده بإشراك النساء بنسب معقولة.

وبعيدا عن النظره الكونية ذات الأهداف الأكثر سموا في العالم وهي إنقاذ البشرية , فالنظرة من خرم الباب يدلل ان هناك شيء ما يجري في الداخل و يدعو للتعاطف . فعندما يعلن الرجل الأول عن رغبته بتغيير تقدمي ، يجد من يعارضه من أتباعه, ليتولى احد أقاربه مهمه إنقاذ مبادرته التقدمية تلك . إنقاذها من القوى الرجعية في المؤتمر نفسه. صحيح ان\" يحي\" قال ان هناك قوى رجعيه في المعارضه أيضا. ولكن رجعية المعارضه ليست هي من تؤثر على قرارات المؤتمر .

\"المحافظين\" هذا هو الاختبار الآن ، وقد كثرت اختبارات المؤتمر , والكل يطالب المؤتمر بان ينفذ فقط ما وعد .

 طبعا لن يتوقع احد من منظمات \"شعبوية\" او \"تقدميه \" تميل للجناح التقدمي في المؤتمر ان تصدر بيانات تطالب فيها المؤتمر بالالتزام بما وعد . وإلا ستكون بياناتها وكأنها صدرت عن المؤتمر الشعبي العام لتطالب فيه المؤتمر الشعبي العام بتنفيذ وعوده . المؤتمر لم يصل بعد لهذه المرحلة، لتبتهج المعارضه كأحزاب قاطعت الانتخابات و شككت فيها , او كمنظمات أعلنت مناشدتها وشككت في تنفيذ أي وعود سياسية.

و لن يمنع الضغط الذي يعاني منه المؤتمر من ان يطلق مبادرات جديدة . جميل في المؤتمر هذه الروح المبادرة .


في الجمعة 09 مايو 2008 12:15:58 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3706