إلى الحالمة تعز .. لن يسقط الإزعاج حتى تزعجي
توكل  كرمان
توكل كرمان

السلام عليكم في عيد الوحدة الثامن عشر ...وأعاده الله عليكم وأنتم في يمن وإيمان ورفاهية وسلام ، وأنتم تعيشون حقيقةً يمنا جديدا وينتظركم مستقبل أفضل .

مؤسف أن يأتي العيد الثامن عشر للوحدة ، والاعتقالات والاختطافات والاخفاءات القسرية تطال المئات، والأجهزة البوليسية تقتل العشرات من شرفاء هذا الشعب ومناضليه وقواه الحية ، في ظل سلطة عجزت عن أن توفي بالتزاماتها تجاه الوحدة والديمقراطية والأمن والسكينة العامة.

مؤسف أن يأتي العيد الثامن عشر للوحدة وأمتنا وشعبنا ووحدتنا في خطر .. نعم أمتنا وشعبنا ووحدتنا في خطر أكثر من أي وقت مضى، التمرد المسلح يقترب من أسوار صنعاء ، وحدتنا الوطنية تتعرض إلى جروح عميقة تكاد تهد عراها ، وبفضل عبث الحاكم أُلحِق في جدار وحدتنا الوطنية تشوهات عميقة إلى الدرجة التي أصبح فيها الخوف على انفراط عقدنا الاجتماعي تخوفا مشروعا له مايبرره .

** تحدث الحاكم عن الخطوة الأولى في الطريق إلى الحكم المحلي ، فإذا كانت الخطوة الأولى احتاجت إلى ثلاثة عقود من حكمه ، فكم من القرون سيحتاجها في رحلة الألف ميل .

الحاكم ينفذ ماتيسر من إصلاحاته بأياد مرتعشة وقلوب مترددة لا تقوى على البناء.

انظروا كيف تحول ماوعد به من حكم المحلي كامل الصلاحيات إلى انتخاب مشوره لمحافظ معدوم الصلاحيات ، تختاره هيئة انتخابية لم تتجاوز الخمسمائة فرد في أكثر المحافظات كثافة كتعز مثلا ، وفي انتخابات نافس فيها الحاكم نفسه.

دعونا نقول للحاكم بوضوح .. أن مسرحية انتخاب المحافظين هي محاولة بائسة ويائسة للالتفاف على استحقاقات الاصلاح الشامل ، الإصلاح الذي يضمن حكما محليا كامل الصلاحيات ، ويكفل فصل السلطات ويعزز مبادئ الحكم الرشيد، يناهظ الفساد، ويزيد فرص التنمية ، يحفظ الحقوق ويكفل الحريات ويصون المواطنة المتساوية .

** لقد استمعنا الى التعديل الحكومي الجديد، هذا التعديل كان يعلن عن تمييز وإقصاء واسع يعاني منه أبناء تعز.

"الحالمة" أيها الحالمون لم تعد تتمتع بأي تمثيل ذا بال في سلطات الدولة الثلاث، ستجري العادة هكذا عند تقسيم سلطات الدولة المركزية .. لا شيئ لتعز!

وعند تقسيم الثروة سيكون كذلك أيضا ستذهب تعز بالفتات حين يجري تقسيم ماخلفه الفاسدون من فتات للموازنة العامة! وحتى من نعدهم في الحزب الحاكم من تعز ومن يعدون أنفسهم جزءا من النظام ويحتفظون بالولاء للحاكم من أبناء تعز .. لم يعد لهم في نظر الحاكم قيمة !!

لكن وإزاء هذا التمييز الواسع سيكون على تعز ان تفعل شيئا ..

يا أبناء تعز ... لن يسقط الإزعاج حتى تزعجوا!

فلتطالبوا اليوم بحقكم في المشاركة العادلة في السلطة والثروة وفق نسبة عادلة تعكس حجم كثافتكم السكانية؟! اليوم تعز تمثل خمس سكان الجمهورية اليمنية أو تزيد .. وهي الأوفر علماً والأقدم ثقافة وهي مخزون المهارات والإبداعات وموئل الكفاءات والعطاءات .

** الحاكم لم يعد يعبأ لغير صوت الرصاص ولم يعد يقم اعتبارا لمن لا يجيد إطلاق القاذفات !

وهو اليوم يعتقل المئات من منتسبي الاحتجاج السلمي ويقتل العشرات في الوقت الذي يفتح فيه أذنيه لمن يطلقون عليه الرصاص .. فإلى أين يجرنا عبثه؟!!

دعونا نحيي في عيد الوحدة الثامن عشر فنان الشعب المبدع فهد القرني الذي يعتقل في السجن المركزي، ووراء سجنه أوامر عليا وتهمة النيل والسخرية من الذات العليا والذات الحاكمة !

فهد القرني احد ابرز رموز البلاد الوطنية، ومن هم امثاله يعتبرون رموزاً وقامات وطنية يحفظون للبلاد وحدتها وهويتها الجامعة ، في كل شعوب الارض الذين يحفظون الهوية الجماعية هم فنانوها ومبدعوها ، هم الرموز الذين يحظون بثقة الجماهير وتأييدهم .

من حقكم ان تغضبوا وان تحزنوا لان احد رموزكم معتقل بأوامر عليا .

من حقكم ان تغضبوا لان القرني في السجن جوار المحكوم عليهم بجرائم مخلة بالشرف .

من حق فهد القرني علينا ان نمارس كافة الفعاليات الاحتجاجية السلمية حتى يفرج عنه .

من حق تعز ومن حق اليمن ان تفخر به فلطالما غنى لها ولطالما سمعناه يشدو باحزانها وتطلعاتها.

دعونا أيها الأعزاء في عيد الوحدة الثامن عشر نحيي كافة المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسريا على ذمة الاحتجاجات الجنوبية دعونا نحيي المناضلين الأستاذ حسن باعوم وعلي منصر ويحيى غالب وعيدروس صالح الدهبلي وأحمد بن فريد وعلي هيثم الغريب وأحمد القمع والمئات من رفاقهم وزملائهم الأحرار .. نقول لهم أنتم رموز وطلائع نضالنا السلمي الكبير أنتم هامات وقامات وطنية تحتفظون بفضل السبق والرياده في انتفاضتنا السلمية الشاملة.

** يا أبناء تعز :

حين يجري توريث المناصب الحكومية للأبناء والأحفاد، وتوزيع الحق العام للأقرباء والأصحاب، وحين يتحول الحكم الجمهوري إلى ملك مستبد ومستكبر ويجري اختزاله في حكم الفرد والعائلة

فان من حقكم وأنتم وقود الثورة وطلائع الجمهورية والمخزون الاستراتيجي للوحدة وصمام أمانها ان تدعوا اليوم الى إصلاح مسار الجمهورية وإصلاح مسار الثورة وليس إصلاح مسار الوحدة فحسب .

=====

* كلمة ألقيت في في مهرجان مشترك تعز للاحتفال بالعيد الثامن عشر للوحدة

tawkkol@gmail.com


في الثلاثاء 27 مايو 2008 07:41:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3780