الصحافة والإعلام في اليمن.. مهنة من لا مهنة لهم!!
احمد طه خليفة
احمد طه خليفة
 

الحديث اليوم عن الصحافة والصحفيين والإعلام في اليمن والحقيقة أنه حديث ذو شجون وشجون ولعل الحديث فيه يتكرر .. وما دفعني اليوم لهذا الحديث هي تلك الكلمة التي أقرأها وأسمعها كثيرا وهي دخيل أو دخلاء على المهنة.. السؤال الذي يتبادر إلى ذهني وأنا أسمع مثل شبه العبارة تلك هو من هم الصحفيون أصلا؟.

وهل كل الصحفيين اليمنيين أو من يعملون في مجال الإعلام في اليمن هم إعلاميون؟ ... من هو الإعلامي؟ هل هو من حصل درجة جامعية من كلية إعلام أو نضم إليهم خريجي كليات الآداب والحقوق ..

أم أن الإعلامي والصحفي هو ذلك الشخص الذي تحصل على دورات تدريبية في مجال الصحافة والإعلام ويندرج تحت هذا البند كل من كان يعمل في بوابة مؤسسة صحفية أو إعلامية أو كافتيريتها أو في أحد أقسام الطباعة ثم أصبح رئيس مؤسسة صحفية وطنية كبرى مثلا أو ساع في مكتب رئيس تحرير أو في التوجيه المعنوي وما يتبعه ثم أصبح رمزا صحفيا قوميا ..

 هل هو قريب مسؤول حزبي كبير في السلطة أو المعارضة تفتح أمامه الأبواب لحظة التفكير في طرقها أم هو صاحب فلوس عرف ماذا يكتب ويعنون حتى يحصل على توزيع جيد ؟؟ هل هو من دعاة التغيير الذين يقدمون فكرا للناس يحترم ويقدر أم هم الذين تضعهم الدولة ضمن قوائم المقدرين لأنهم يخدمون قضية ما مع أن إسهاماتهم لم يترك للزمن تقييمها وتقديرها ومع ذلك لم نسمع رفضهم تكريم من يعارضون؟؟؟؟؟ هل هو موزع لبعض المطبوعات العربية وصدق أنه صحفي وقام بتأسيس صحيفة أو صحف أو إعادة إحياء بعضها وكل مطبوعاته أشبه بكلام المقيل في مناطق نائية أو جاهلة؟؟ هل هو ذلك المتخلف الذي يعيش في زمان وأيام زمان ويعتبر أن كل شيء في هذا الزمن سيئ ويذكر لنا إبداعات فلان وعلان في زمن كان يعاني أصلا عدم وجود الإبداع والمبدعين ؟؟.

في الحقيقة لست أدري سوى أن الصحفي هو كل صاحب قلم يجيد الكتابة مهما كان تعليمه ومهما كانت ثقافته ووجد الفرصة لتقديم فكره وجهده للناس .. في الحقيقة لو حاولنا أن نضع تقييم لمن هو الصحفي لوجدنا أن عددا كبيرا ممن يوصفون بالكاتب الكبير والإعلامي القدير لن يجد لنفسه مكانا بين الصحفيين والإعلاميين الحقيقيين .. وليس هو من نشر فقط في هذه الوسيلة أو تلك ولكن كل من نشر في كل وسائل الإعلام وفي فترة زمنية متلاحقة بين السنة والسنتين في ظني هو ممن يملكون حق عضوية نقابة الصحفيين..

دعوني أروي لكم هذه الحكاية التي رأيت بعض فصولها في صيف العام الماضي.. ففي العام الماضي في شهر أغسطس كما أتذكر كتبت صحيفة من نوع صحف المقيل التي لا تقدم أي فائدة للمتلقي خبرا عن اعتقال رئيس تحرير صحيفة كذا وكذا في فندق في محافظة عدن لأسباب تتعلق بالشرف .. وكان نشر الخبر في ظني أنا المدون البسيط والذي أكتب لسنين بأسماء مستعارة بأن نشر الخبر لا يصح حتى نصل إلى نتيجة واضحة للتحقيقات .. لكن تلك الصحيفة اليمنية لم تكن تعتقد أن ما فعلته يخالف أي عرف صحفي لأنه في الحقيقة لا يوجد عرف صحفي أصلا حتى يُلتزم به ومعظم الصحف وخصوصا التي تتبع الحزب الحاكم أو هي محسوبة عليه لا تعرف أي أخلاقيات صحفية .. وكذلك الحال لكثير من الصحف المعارضة والمستقلة للأسف.. المهم بعد حوالي شهر صدر عدد لرئيس التحرير الذي نشر عنه الخبر وكان عنوان الصفحة الأولى الرئيس آل فلان وفلان يتاجرون بتهريب الخمور أو يشبه هذا العنوان.. أحسست بفداحة نشر مثل هذه الأخبار والعناوين خصوصا أن رائحة الانتقام الشخصي تزكم الأنوف.. وكنت حينها في مدينة عدن في زيارة أسرية قبل أن أقرر الإقامة الدائمة فيها مايو الماضي.. توجهت في نفس اليوم لمركز خدمات إنترنت وبينما كنت أتصفح سمعت صوتا يبدو لي أنه صوت عسكري .. كان يتحدث في الهاتف الجوال إلى شخص آخر ودار بينهم هذا الحوار الذي لم أسمع منه سوى طرف ولكني فهمت كلام الطرف الثاني وعرفت شخصية الطرفين.

صاحبنا: أيوه هذا أقل ما يستحق هذا الحقير ال*******

الطرف الثاني: ....................................................

صاحبنا : أنتم ماوقفتم معانا ولا حتى رضيتم أنكم تتدخلوا علشاننا ضد هولا ال****** *****

الطرف الثاني: .......................................................

صاحبنا: حتى سعيد ثابت حاولت أتصل به وهو ما يرد

الطرف الثاني: .......................................................

صاحبنا: لكنكم عملتم بيانات علشان شوية صحفيات *******

الطرف الثاني:........................................................

صاحبنا: أيوه ومايهمنيش هم أو غيرهم أنت داري نحنا نشتغل مع من أيش أنت تحسب إن نحنا ******** ( قوادين باللهجة اليمنية)

أعتقد أن هذا القدر كاف لنعرف من هذا ومع من كان يتكلم وحول أي موضوع وما هو مستواه الخلقي والفكري والعلمي والمهني ومن يموله وغيره.. وفي نفس الوقت هل يقبل أي صحفي يحترم نفسه ويظن أنه ينتمي لمهنة محترمة ويعتز بانتمائه لدينه ووطنه و.. أبيه.! هل يقبل هذا الصحفي القديم والمحنك أو الصحفي المبتدئ أن يكون زميلا لهذا أو ذاك من هذه النوعية ..

لماذا لا يتم تأسيس إتحاد يمني للمدونين والصحفيين والإعلاميين والكتاب وفق شروط واضحة ومحددة ويوافق من يريد الانضمام على ميثاق شرف يعد لإنقاذ هذه المهنة وأخواتها التي أصبحت في بلادنا مهن من لا مهنة له.. ولا أستطيع الحديث بأكثر من ذلك..

ولنا لقاء آخر حول موضوع الصحافة الإليكترونية والرياضية وغيرها حسب ما تسمح به الفرص..

و سأكون إن شاء الله في انتظار آرائكم..

والسلام عليكم..

_______

asseraat.maktoobblog.com


في الخميس 24 يوليو-تموز 2008 03:42:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3975