هـــذا عطــــاء 28 عـــاماً ... فهل ما زلتــــــم بحاجــــة لإستمراره !!!
كاتب وصحفي/ياسر العرامي
كاتب وصحفي/ياسر العرامي

" خاص - مأرب برس "

28عاماً من العطاء .. لكم تزلف المتزلفون خلالها .. ونظّر عباقرة العطاء إياه .. وتفلسف المتفلسفون .. ونهب الناهبون .. وتبجح الفاسدون عن العطاء الذي لم تتسع له أرض اليمن .. وعن الخير الذي أنهال علينا فجأة وطال كل بقعة في أرضنا الحبيب .. لكم استمروا في إيهام الناس زيفاً بعطاء زائف ظل 28 عاماً .. لكنه بعد هذا العمر المديد .. والكذب العتيد .. وبعد أن بات العطاء الزاخر زيفاً مكشوفاً .. حتى صار الناس ينظرون إلى العطاء بعين السخرية والإشمئزاز .. صاروا يكرهون كلمة ( عطاء ) لما صار إليه حالهم ولما آل إليه الوضع تحت هذا الشعار الفارغ من معناه .

ولمن يتجاهل عطاء الـ 28 عاماً عنوة أو غياب وعي كامل لديه عليه أن يتأمل الآتي :

* حينما بدأ العطاء في العام 1978م كان سعر الدولار أقل من أربعة ريالات وهاهو اليوم بعد العطاء الزائد أصبح قيمته قرابة 200 ريال بينما سعره ثابتاً نسبياً في دول الخليج .

* كانت تحويلات المغتربين عند استلام العطاء للسلطة بمئات الملايين من الدولارات واستمرت حتى بداية إنهيار العملة وعلى الرغم من إستمراريتها فقد تحولت إلى جيوب وبطون وقصور وبنوك اللصوص ورواد العطاء الوهمي .

* كان إستهلاك اليمن من القمح والدقيق – عند إشراق العام الأول من أعوام العطاء – لا تتجاوز الـ 40 % - حسب تقارير إقتصادية – بينما اليوم 100 % وهذا يعني بمفهوم العلم والإنتاج وتحليلات الخبراء أن الشعب اليمني قد مات سريرياً وأصبح عاجزاً عن الإنتاج وتوجه نحو القات في ظل الدولة الرشيده والحديثة التي يتغنوا بها .

* الديون حدث ولا حرج كانت تقارب من الصفر واليوم صارت بمليارات الدولارات وما زالت في مزيد يوماً بعد يوم ورغم ذلك فإن المواطن اليمني لم يلمس لهذه القروض والديون أي حقيقة تذكر لذلك رغم أنها قروض فقد صارت فوق الدين ديناً أخر ونبها الناهبون ولم تعرف مصيرها ، وليس الأمر حكراً على ذلك فقد من الله علينا بفضلة بظهور النفظ والثروة السمكية وتوسعت الموانئ ، وجاءت تحويلات المغتربين فضلاً عن عائدات الزكاة والضرائب والجمارك وكل ذلك لم نجد له أي حقيقة بل حولت إلى جيوب الفاسدين دون إعتذار للشعب اليمني .. ولو كلمة آسف يا سيدي وعيني .. هذا المرة وبس !!!

* الفقر .. صارت البلاد إلى مستوى لا يعقل بل خرافي ولا تجد لنسبة الفقر في بلادنا مثيل إلا في البلدان التي طحنتها الحروب المستديمة وحلت عليها المجاعات .. وصل عدد الشحاتين والمستولين إلى أرقام فلكية .. بل أن الشعب في الرمق الأخير ليتحول إلى شحات ومستول بكامل قواه العقلية والبدنية .. وهذه هي سنوات العطاء !!!

صار المسجد الواحد يعج بعشرات المستولين في كل فرض .. وأصبح قيام المستولين بعد كل صلاة سنة يمنية فرضتها سنوات العطاء عوضاُ عن ركعتي السنة .

الأرصفة والشوارع أكتضت بعمالة الأطفال من كل حدب وصوب وصارت الحراجات أكواماً من البشر مصيرهم مجهول وعيونهم تنظر في اللاشيء من حولهم .

كل ذلك ليس إلا شيء يسيراً مما آلت إليه البلاد والأوضاع ولنا أن نتساءل من أوصلنا إلى هذا المستنقع الوخيم .. من فرض على هذا الشعب سياسة القمع والإسبتداد وصادر حقوقه

هل نعاني من شحة موارد ؟

كلا .. إن ستة مليارات إعتماد إضافي تم إقراره كان بإمكانه إن يقضي على البطالة في البلاد .. بل أنه لو كانت هناك دولة رشيده لجعلت من عائدات الزكاة وأسعار النقط الباهضة حلاً للقضاء على الفقر في البلاد !!

هل تعتقدون أن حكومة رشيدة كانت ستسمح بإهدار 15 مليون ساعة يومياً من الفراغ يقضيها الشعب دون أن توظفها نحو البناء والتنمية للقضاء على البطالة التي تعيشها البلاد والعباد !!!

أليس من الأولى كان إستغلال ملايين الدولارات المخصصة سنوياً على تذاكر السفر والعلاج الكاذب والسيارات الفارهة التي تصرف للفاسدين حتى غدا حوش أصغر فاسد معرض سيارات ضخم بينما الملايين من المواطنين لا يجدون قوتهم اليومي .

ألم يكن الأولى بتلك المبالغ أن تحل مشكلة الكهرباء وتزيل عن هذا الشعب ( المدوخ ) ظلم الفاسد وظلام الليل .. بل كان الأولى بهاحل مشكلة المياة و توفير مياه الشرب لمئات القرى التي تشرب عنوة مياه لا تصلح للإستخدام الآدمي .

عد هذه المعاناة التي تكبدها الشعب طوال 28 عاماً .. صبر أكثر من اللازم وتحمل وتعقل سنوات عديدة دون أن يحرك ساكن تجاه هذا الظلم الجارف نحوه .. هل آن الآوان لنفض غبار الظلم والمعاناة .. وهل آن الآوان لننشد حياة كريمة طال إنتظارها .. هل آن الآوان للعيش بسلام وأمن .. هل آن الآوان لوطن خال من الفساد .. وطن خال من الجرع .. خال من الإستبداد والقمع .. من الفقر .. من البطالة .. من ومن .. أمراض عديدة فتكت بجسد الوطن وصار موبوءاً بها .

أسئلة باتت حائرة ستجيب عنها الأيام القليلة القادمة التي ستكون حاسمة لا محالة إلا أنني أثق أنه حان وقت التغيير ..


في السبت 05 أغسطس-آب 2006 10:22:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=398