في الحاجة إلى بني ضبيان
جمال انعم
جمال انعم
الأمر أشبه بدوار السفر للتخفف من الغثيان ،عليك أن تغمض عينييك وتكف عن النظر فيما يمر بك أو يصيبك ،لا تركز كثيراً،دع الحياة تمضي بعيدا عنك،وأنت تسير في الفناء ،ربما تحتاج لان تكف عن التحديق في وجهك والنظر إلى داخلك، وربما يعوزك كي تستمر إلى أن تجبر كل حواسك على التوقف .

المعرفة لا تعني شيئا ما لم تستند إلى جاهزية عملية تحسن الإمساك بزمام الأمر ،والعمل السياسي ما لم يكن فعلا محمياً على ارض الواقع يظل مجرد حراك معزول على هامش عمليات التغيير .

التقارير المحلية والدولية التي ترصد انهيارات اليمن تؤشر لانهيار الجميع،توثق فشل الحاكم والمحكوم ، الحكم والمعارضة في سلة شماتة شاملة،الفساد حكم الجميع ،حكم الشعب ،حكم العجز والرضوخ والصمت العام .

تبدو حركة التغيير في اليمن كما لو أنها توقفت تماماً لصالح استمرار التخلف وديمومة الاستبداد والفساد ، يبدو التغيير صفر في ميزان الحظوظ القاهرة .

لمواجهة الحاكم يتحتم علينا توكيل بني ضبيان سجلهم الحافل بالحسم يجعلهم الخيار الأكثر نجاعة ، وربما على المشترك اللجوء إليهم لحل قضاياه العالقة مع النظام ، وربما هم الحل لقضايا الجنوب والشمال ، المخلصون الأكثر قدرة على المنازعة وانتزاع ما يريدون من عين الحكومة وأنفها وبأسرع زمن .

ربما على نقابة الصحفيين توكيل بني ضبيان لتخليص الزميل عبد الكريم الخيواني من سجنه ومن شرك العدالة الذاهبة في إجازة على الدوام .

وحدهم بنو ضبيان القادرون على خطف العدالة لعبد الكريم ، وحدهم القادرون على انتزاع الخيواني من السجن وتعطيل الحكم وإنهاء محنته دون الحاجة لانتظار انتهاء القاضي من عطلته الطويلة

العدالة في بلادنا خصم الأعزل ، لا اعتبار لمنطق الضعيف ، القوة هي القانون ، هي القضاء والقاضية .

يتوجب على فهد القرني توكيل بني ضبيان وأضمن استعدادهم نجدته إلى تعز وانتزاعه من سجنها بالقوة بعد فشل حملات العزاء المنظمة عن استنقاذه .

أخشى أن يسبقنا الحزب الحاكم إلى بني ضبيان فيسد علينا أفقاً نتطلع إليه في حالة الانسداد هذه ، سلطان البركاني وعلى إثر اختطاف نجل الخامري دعا حكومة حزبه في لحظة استشعار استثنائية إلى " أن تكلف وزارة الخارجية إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية بني ضبيان " وأضاف مبكتاً " كتيبة البنك المركزي هي من تعالج الاختطافات وليست كتيبة الأمن المركزي " أعجبني هذا التصريح ، فيه لمسة إبداع وذكاء ، بدا تكثيفاً رائعاً لجوهر الأزمة التي تعانيها الدولة ويعيشها النظام فيما يتعلق بإدارة مشكلات الأمن وقضايا انتهاك القانون وتعاملها مع المتورطين ذوي السطوة والقوة بروح مهادنة تعتمد الاسترضاء والافتداء والرضوخ المهين مكرسة الانفلات ومغذية سلوك الغزو والإغارة وموفرة بهكذا تعامل شروط استمرار ظواهر الخطف والتقطع وأعمال العنف المهددة لأمن وسلامة المجتمع ، والمقوضة لسلطة القانون والنظام .

مطالب القوي أوامر واللامبالاة قسمة الضعيف ، يسبق بنو ضبيان المناضلين سلمياً ، يبدو الحاكم مؤمناً بأشباهه ، متعاملاً مع الطرفين وفق منطقه الخاص المهيمن .

مطالب التغيير في اليمن عصية على التحقق ، لم يظفر أصحابها بعد بيقين استحقاق يساوي إيمان السلطة ببني ضبيان .

حركة الحقوق والحريات في اليمن بما رافقها من تعابير سلمية تبدو أقل عدالة وأكثر عدوانية في حسابات الحاكم لهذا يستهدفها بالقمع والمصادرة لأنها ليست بني ضبيان .

نخشى أن تغدو بني ضبيان حاجة يمنية عامة قاهرة يقتضيها قهر الحاكم ، وقهر الظروف الظالمة .

بإمكاننا التضحية بوزارتين أو ثلاث مقابل تحالف ما مع بني ضبيان ويمكن التخلي عن 20 % من الخزينة العامة دون شعور باهتزاز مالي ما ، لن يكون الأمر أسوأ مما هو عليه في بلد مختطف بالكامل

ــــــــــــــ

نفلاً عن الصحوة نت.


في الأحد 03 أغسطس-آب 2008 08:47:59 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=4004