كذبة العقوبات الدولية
موسى المقطري
موسى المقطري

منذ أكثر من عامين والمجتمع الدولي يلوح بفرض عقوبات على معرقلي العملية السياسية في اليمن وبطريقة توحي بقدرته الفائقة على فرض الاستقرار في البلد ، في حين أن العقوبات التي تمخضت عنه أخيرا لم تكن سوى كذبة كبيرة يصدقها البسطاء من الناس والمبتدئين في عالم السياسة .
العقوبات شملت المخلوع واثنين من القادة الميدانيين لحركة الحوثي المسلحة ، وتمحورت حول المنع من السفر وتجميد الأصول والأرصدة للمشمولين بالعقوبات .
وبنظرة فاحصة فإن العقوبات في شكلها الحالي لا تشكل إلا رمزية أو قرار إدانة لا غير ، فالأموال التي نهبها صالح وعائلته استطاع غسيلها وتبييضها بعد الإطاحة به وحتى الآن ، وهي فترة كافية للقيام بعمليات غسيل أموال وتحويل أرصدة ورفع الشبه عن كل الأصول والأموال المنهوبة .
في حين أن القائدين العسكريين لجماعة الحوثي لم يكونا من الغباء بمكان ليتركا أمولاً باسمهم وهما يخوضان معاركهما هنا وهناك ناشرين الرعب والخوف .
المنع من السفر لا فائدة منه مادام المشمولين بالعقوبات يمارسون أعمالهم الإجرامية بحق الشعب على أرض البلد ، ولم يكونوا بحاجة للسفر يوماً من الأيام إلى الخارج للقيام بالمهمة ، وبالتالي فالمنع من السفر كعدمه لا طائل منه ، بل سيستخدمه صالح للبقاء في البلد وممارسة هواياته في تفجير الأوضاع وزرع الألغام في طريق أي تحول سياسي جدي .
وما دامت هذه العقوبات رمزية فقط أو قرار إدانة لا غير كان من الأحرى أن يتم فرضها على نجل صالح وعبد الملك الحوثي .
أما عن لماذا لم تشملهم العقوبات فالأول تعدُّه بعض القوى الإقليمية كرئيس في حال استكمال الانقلاب على مكاسب الثورة ، وبالتالي فإن فرض عقوبات دولية يثبت كونه معرقلاً للتحول السياسي ويسقط شرعيته وأهليته كرئيس مقبل .
كما أنه لو كان مجلس الأمن صادقاً لفرض عقوباته الرمزية هذه على عبد الملك الحوثي المسئول الأول عن تفجر العنف وإدخال البلد في آتون حرب أهلية ، وتفجير لغم الطائفية المميت وتقسيم المجتمع وفق أسس مناطقية استطاع اليمنيون تجاوزها منذ عقود .
من شأن فرض أي عقوبات على عبد الملك الحوثي أن تسقط أي غطاء سياسي عن حركة إسقاط الدولة التي يقودها وبالتالي يصبح متمرداً وهذا ما لا يريده اللاعبون الدوليون .
هل ادركتم ياسادة كم هي كذبة العقوبات الدولية ! ... وكيف أنها ذر للرماد على العيون وإحراق أوراق محترقة أصلاً لا تقدم ولا تؤخر .
دعوة صادقة مني بأن لا نعول على مجلس الأمن ، ولا مجلس التعاون ، ولا أي منظمة دولية باعتبار مصطلح الحياد الذي يتشدقون به وحقوق الإنسان التي يتغنون بها ، هي في المجمل شعارات جوفاء فقط لا غير ، وأوراق ضغط للقضاء على المناوئين وحسب .
دمتم سالمين .....





في الأحد 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 09:36:57 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=40584