هادي.. لا تخذلنا مرة أخرى !!
راكان الجبيحي
راكان الجبيحي
كنا نحفظ حقاً للرئيس عبد ربه منصور هادي .. ونعول عليه في إدارة البلاد بالشكل الذي تصب فيه المصلحة الوطنية العليا والمرحلة الحرجة التي نمر بها ، وتجنيبه بؤرة العنف واغلاق جبهة الصراع والاقتتال . ولم نكتفي عند ذلك القدر من التعاطف. بل إننا كرسنا كل آمالنا ومنيتنا ومستقبلنا واتجهنا صوب نافذة الطموح للوقوف بجانبه. لما يقوم به من خطوات دحرجتنا وهرولت بنا في نهاية المطاف الى هذا الوضع المقزم والمشؤوم .
حتى الأن لا تزال روح المواطن وثياب الوطن يرتديان جسد الشرعية التي يتشبث به هادي ولكنه ليس بتلك الغريزة الكبيرة كما كانت بالسابق.. والدعم والتأييد والالتفاف الشعبي الملحوظ ليس لأجل زعامته وسيادته. كما هو الحال لدى علي صالح. وعبدالملك الحوثي بما يصنعونه من تلك المبادئ المزعومة والتي جلبت خراب البلد. بل من أجل الشرعية وسيادة الدولة. الدولة التي تتربص بمستنقع الفوضى العارمة التي عصف برياحها غطرسة الحوثي وهبت حتى روت من بارقها عطش الفقر وسوء الأحداث ومرارة الوضع وتصلب الصراع والتقزم ، والتظلم بحق الشعب . وتكبيل المواطنين بمختلف الطبقات بسلاسل وقيود العبودية ونزع منهم ذلك المعتوه بذرة الحرية ، واستأصل من اجسادهم ، وجردهم من ثيابهم الكرامة .
ليس بالمنطق ان كانت جماعة متغطرسة تقتحم كل أسوار الحدود ، وتتعدى حواجز العقل والمنطق والتفاهم ، وتتجاوز كل الخطوط والالغام دون تأثير. ان تتباهى وتستغل سيطرتها على البلد لان تجعل منها ساحة للصراع وفتح ثغرات العنف ونوافذ الظلام المتسلل كسارق يتسلق حصان لا يعلم الى أين قد يوصله ، وإلى أي طريق سيقذف به نحو الهاوية .
لقد كان الرئيس هادي متخاذلا في ذلك الامر .. ومسئولاً بجزء ليس بالقليل عن الوضع الذي نحن فيه.. نتيجة تخاذله وحسن نيته المفرطة في تجريد الجماعة الى الحوار عبر مختلف الوسائل .. مع إيقاننا بالمبدأ الذي كان يتخذه لنزع فتيل الجماعة من العنف.. وعدم الدخول في حرب وصراع . لكنه لم يكن يعي جيداً مع وعن أي جماعة يتحدث ويتحاور .
اننا في مرحلة حرجة ، ووضع أسوأ مما هو سيء.. يتطلب اتخاذ مواقف حازمة وصارمة ،، والعمل على استعادة زمام الامور ، ومفاصل الدولة التي سُلبت من بين أيادي الدولة المشروعة من جهة الشعب .
كان من أولوية هادي بعد خروجه من صنعاء الى عدن بأي طريقة كانت في ظل الوضع الذي كان يمر به وغيره من رجال الدولة والذين لا يزالون.. ان يستعن بأخطائه . ويستغل الفرصة السانحة التي تقمصها بدور الرجل البطولي.. ويحاول جاهداً على اعادة لوحة التحكم الرئاسي. وادارة الامور.. بصرف النظر عن الزمان والمكان اللذان لا يتعارضان مع مواصلة السير نحو خطى ثابتة ومحسومة للواقع المرير.. رغم وجود اسناد ودعم والتفاف ملحوظ شعبي وخليجي ودولي أيضاً .
الشرعية في عدن.. والقناع الذي كان يرتديه الجميع انكشف ، والغموض الذي كان يحوم حول وضع البلد ظهرت جليلاً على السطح .. وهروب الرئيس هادي ووزير الدفاع المستقيل محمود الصبيحي بأي طريقة تعطي ضربات مؤلمة لجماعة الحوثي وإرباك وترجيج لخطواتهم المتسرعة التي ستوصلهم وبلا شك الى الرحيل. وتجردهم نحو النهاية والتي باتت وشيكة .
المؤشرات الأولية التي طالعنا بها الرئيس هادي خلال الاسابيع الماضية لا توحي بان ثمة حلول واردة وأوراق مطروحة على الطاولة ، وإبراز قوة التحدي والتصدي لشرعنة الحوثي وخطواته التي ستجلب نهايته بسرعة خافتة كما تحدثنا مرارا وتكراراً.. لكننا مدركين ان الرئيس هادي لا يزال يمثل كل الشرعية المطلقة امام الشعب .مهما كانت الأسباب ومهما كانت سوء الاوضاع التي مر بها ومرت على أثرها البلاد .
ولست هنا بصدد الدفاع عن الرئيس هادي او تبرير مواقفه السلبية وترقيع اخطاءه وثقابه الجسيمة بقدر ايماني الوحيد بقوة الشعب والشعبية التي خذلهما. والذي سيدحر هذا الشعب بعزيمته ونضاله .. جماعة الحوثي. بجانب تعارضي المطلق بالموقف الواضح الذي لا يزال مُجمد في عروق هادي بإطالة المسالة وعدم اتخاذ أي موقف إيجابي طيلة هذه المدة. وهو ما يجعلنا نحزم على تطبيع وضعه السابق على نفسيته حالياً بطريقة او بأخرى .
نأمل الا نقع في مأزق التخاذل مرة أخرى يا فخامة الرئيس هادي ..!!

في الثلاثاء 17 مارس - آذار 2015 03:53:40 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=41249