الكرامة ذكرى خالدة
محمد سلطان اليوسفي
محمد سلطان اليوسفي

في الثامن عشر من شهر مارس من العام 2011 وقعت جمعة الكرامة الواقعة التي ادمت قلوب كل اليمنين الاحرار ، وكانت من أبشع المجازر الدموية في تاريخ اليمن المعاصر سقط فيها قرابة خمسين شهيد واكثر من مئة جريح
كان ذلك اليوم يوم مشهود ، كيف لا وقد سقط فيه شبابٌ في عمر الزهور ، شباب سطروا بدمائهم الطاهرة الزكية أروع مواقف التضحية والشجاعة بصدور عارية لا يحملون في أيديهم سوى شعاراتهم .
لم يكن الشبابُ حينها يحسبون أي حساب لأيادي الغدر والخيانة التي كانت تتربص بهم ، لأنهم خرجوا وقد نذروا ارواحهم في سبيل الحرية والكرامة ، تجعهم أهدف موحدة ومشتركة ويحدوهم الامل إلى بناء يمن جديد يتسع لكل أبنائه ويكفل لهم العيش الكريم في ظل وجود دولة تصون كرامته وتوفر له كل متطلبات الحياة الكريمة .
ولم تكن هذه المجزرة ـ رغم بشاعتها ـ مخيفة للشباب الثائر بل اعطتهم مزيداً من القوة والثبات وأدت إلى اندلاع موجة احتجاج واستنكار محلية ودولية وأضافت إلى زخم الاحتجاجات زخم اخر وعززته بتأييد محلي ودولي ، وأدت إلى انشقاقات في صفوف الحكومة واعلن العديد من المسؤولين الحكوميين انضمامهم وتأييدهم لثورة الشباب السلمية كما ساد الغضب الشعبي مختلف مدن اليمن وخرجت المظاهرات المنددة بالقمع والعنف ضد الشباب المتظاهرين .
ووسط تلك الأجواء الثورية التي كانت تعيشها اليمن في الشمال والجنوب وفي مختلف الميادين وفي كل المحافظات لم تبق محافظة الا وفيها ساحة تسمى ساحة التغيير وآلافٌ مؤلفة وجموع غفيرة تحتشد في هذه الساحات وتنادي بكلمة واحدة (ارحل ) ، ارحل كلمة كتبت في القلوب قبل أن تكتب في الجدران ، كلمة جمعت ملايين الثوار الاحرار في مختلف الميادين ، ارحل كلمة هزة كيان نظام استمر جاثماً على كاهل الشعب اليمني اكثر من ثلاثين عاماً .
إننا بهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلب كل يمني حر نتقدم باحر التعازي القلبية إلى الوطن اولاً الذي فقد خيرة شبابه منهم المهندس ومنهم الدكتور ومنهم المدرس .. ، وكذلك تعازينا لأسر الشهداء ، ونؤكد لهم بأننا على طريقهم سائرون ولأثارهم مقتفون وبهم مقتدون ، رحم الله شهداء الكرامة وكل شهداء ثورة فباير الاحرار تغمدهم الله بالرحمة والمغفرة المجد للشهداء ، النصر للثورة

في الأربعاء 18 مارس - آذار 2015 01:46:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=41253