أهلا بالإمارات في بلدي
فيصل علي
فيصل علي
محمد بن سلمان في واشنطن ومحمد بن زايد يعلن انتهاء الحرب الإماراتية في اليمن، والمعنى في بطن الشاعر..
قبل سنوات قدم محمد وخليفة بن زايد نفسيهما كشركاء للأمريكان في المنطقة، لديهما جهاز استخبارات قوي ولديهم تسهيلات استخباراتية عالمية، ولديهم رؤية إستراتيجية لتطوير بلدهم، ولديهم نوايا حسنة في محاربة ما تسميه أمريكا حرفيا بالإرهاب، قدما نفسيهما كأصحاب رؤية سياسية عميقة باستطاعتهما الرؤية لأبعد من 100 كيلو ، خاصة وأن السعوديين ليست لديهم إستراتيجية واضحة ولا يستطيع حكامهم الرؤية على بعد 2 كيلو متر.
جاءات الرؤية السعودية على لسان محمد بن سلمان (السعودية 2030) لتؤكد أن السعودية حاضرة وجاهزة ولا يمكن تجاوزها ولديها رؤية واضحة، كونت السعودية التحالف العربي وقادت عاصفة الحزم، وكونت التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وذهب محمد بن سلمان ليسوق السعودية من جديد في واشنطن وسيفعلها في عواصم العالم، ترتفع بورصة السياسة السعودية إن صح لنا التعبير، ولم يبقى للإمارات سوى الإنسحاب الذي أعلنه محمد بن زايد.
الإمارات بلد حلوة وجميلة وحولت دبي إلى مركز تسوق دولي وهذا إنجاز مميز للامارات والمنطقة العربية برمتها، بلد جميلة وفيها الخير و"فيها جميلات الشرق والغرب" وولديها تنوع مميز، الله يديم عليهم الخير والنعم والأمن والسلام، لكنهم سياسيا مجرد أطفال رضع أمام السعودية أو عمان أو الكويت أو قطر، فالسياسة أن يكثر الأحباب والمحبين لا العداء الصارخ، قوة جهازهم الأمني غلب على أدائهم السياسي، ومع ذلك ضربت اسرائيل غرورهم في مقتل عندما قتلت المبحوح أحد قادة حماس في دبي، كان المغرد ضاحي خلفان يومها يطمئن شعبه أن الأمن مازال يتحرى ويواصل تحرياته إلى أن هدأ الرأي العام لكن الفضيحة التصقت بضاحي وأمنه، ولم يستغرق وقتا طويلا حتى اقيل من منصبه وصار مغردا لا يشق له "صوصوة".
في أكثر من عملية خطف إرهابية دولية يتوجه ضباط الإمارات يحملون حقائب الفدية للمخطوفين والتفاوض مع الإرهابيين، وكله من لوازم إثبات القدرة على أن الإمارات حاضرة والدليل حضور دولاراتها، مع أن القضية لا تعني شعب الإمارات، لكنها تعني حضور الإمارات في المجتمع الدولي من باب الشيخ الغني الذي يساعد الآخرين، وهذا لا يخدمها سياسيا أبدا.
 تدخلت في سوريا ومررت صفقات سلاح لبشار الأسد برضى الأمريكان ذلك السلاح قتل الشعب السوري، لا أحد هناك في البلد الخراب يحب الإمارات أو سيحبها على مدى قرن قادم، وفعلت في ليبيا الكثير، تلاعبت بورقة الإرهاب الأخطر على مستقبل ليبيا. وفي اليمن بدلا من محاربة الحوثي وصالح،كانت فاتحة خط تواصل مباشر مع الانقلابيين، وأصرت على العداء مع الشرعية أو بعض مكونات الشرعية، خبصت الشغلة كلها في الجنوب ودعمت تيارات أقرب للإرهاب، جمعت خطباء مساجد عدن وارسلتهم إلى لقاء في السفينة بعرض البحر، وحاضرهم ضابط إماراتي ابتسم وقال لهم اخطبوا ضد وجود حزب الإصلاح في عدن والجنوب، بينما نحن في اليمن قد مللنا من خلط الخطاب الديني بالخطاب السياسي قررت الإمارات إعادة الخلط بطريقة بدائية أبعد ما تكون عن السياسة وعن الرؤية الاستراتيجية التي سوقت بها نفسها للعالم.
قبل العاصفة بعامين راحت الإمارات تعتقل الأكاديميين العاملين لديها لأنهم في اليمن ينتمون لحزب الإصلاح، وهذه خطوة أمنية لا تخدم السياسة لا من قريب ولا من بعيد، والتهمة إخوان وتكوين فرع للإخوان في الإمارات، ومدة السجن ستة أشهر على ذمة التحقيق وامتدت التحقيقات إلى ثلاث سنوات، لم يكتشف القضاء في الإمارات صحة ما ادعته أجهزة الأمن. 
الإخوان اختلفنا أو اتفقنا معهم هم مجرد فكرة قابلة للنقاش والحوار، أما البرفسور الحسامي والدكتور التميمي اللذان ذاقا ويلات السجن ثلاث سنوات، هما ينتميان لحزب الإصلاح في اليمن، لا لإخوان مصر، وإن كانت الإمارات تعادي إخوان مصر فما علاقة إصلاح اليمن؟ هذا سؤال يجب أن تجيب عليه السياسة في الإمارات لا أجهزة الأمن، فالعسكري مجرد جندي لحماية الوزير والقلعة والملك كما يقول الشطرنج لا أكثر.
تستطيع الإمارات الحضور في اليمن بعيدا عن جهازها الأمني الذي يحتاج إلى إعادة ضبط بحيث تكون ذبذباته أقل من أثير الوجه السياسي للإمارات بعشرة أضعاف، تستطيع الحضور من خلال الاستثمارات الحقيقية، لا من خلال الرنج، كل ما فعلته الإمارات في عدن أنها أعادت طلاء جدران المدارس وبعض الشوارع، كمن يبيع الماء في حارة السقائيين، فمعظم اليمنيين يعملون في الطلاء والرنج واسألوا أهلنا في البيضاء، ببساطة لسنا بحاجة إلى رنج أو مرنجين بقدر ما نحتاج إليه من خدمات أساسية لم تقدم منها الإمارات شيئا يذكر والدليل أن عدن تشتكي من نقص الكهرباء وانعدامها.
أهلا وسهلا بالإمارات في بلدي بعد التحرير كمستثمرة لها حضور قوي، أهلا بمشاريع الإمارات في مجال الموانيء والملاحة وخدمات النقل، وكل المجالات مفتوحة أمام دار زايد وامارات الخير.

في الخميس 16 يونيو-حزيران 2016 04:25:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=42392