رمادُ الضوء
ياسين عبدالعزيز
ياسين عبدالعزيز
كـيـفَ لـلـحرفِ أنْ يـخونَ مـدادَهْ
بــكـؤوسٍ تُـمـيـتُ فـيـهِ الإرادَةْ؟!
لا ورَبِّــي .. مــا خـانَ حـرفٌ أبِـيٌّ
شـعـلـةَ الـنـورِ مـسـتطـيباً رمــادَهْ
إنَّــمــا يُــطـفـئُ الـضـيـاءَ دَعِـــيٌّ
يـسلبُ الـحرفََ دَورَهُ فـي الـريادَةْ
يـمـتطي الـحرفَ لـلوصولِ ولـكنْ
مـثـلما يـمـتطي الـجـبـانُ جـوادَهْ
يرتدي الليلَ كالخفافيشِ يغـدو
كــغـرابٍ أبـــدا الـصـباحُ ســوادَهْ
يـحسبُ الـروضَ والـبلابلَ تُصغي
وتـــجـــاري نـعـيـبَـهُ واحــتـشـادَهْ
يُربكُ الشدوَ في الحقولِ ويرجو
أنْ يَــرى الـبـومَ لـلشحـاريرِ قـادَةْ
يـلبسُ الـزيفَ مـثلَ رقطاءَ خبثاً
يـنـفـثُ الــسـمَّ عـاشـقاً لـلإبـادَةْ
يـمدحُ الـذئبَ راعـياً كـي يلاقي
فـي ضـحايا القطيعِ كالدودِ زادَهْ
ثُـــمَّ يـعـلـو مـحـلـقاً فــي فـضـاءٍ
مـــن غــبـارٍ تـعـجُّ فـيـهِ الـبَـلادَهْ
مـثـلَ وحـشٍ بـروح قـابيل يـبدو
وكــــقِـــسٍ يخـتانُ دُورَ الــعــبــادَهْ
يـدَّعي الـعشقَ لـلسلامِ .. وغدراً
يُـجهِضُ الـسِّلْمَ قبلَ بدءِ الولادَةْ
يـستسيغُ الـدِّماءَ مـن أجـلِ طـاغٍ
ويُــمَــنِّـي قُـطـعـانَـهَ بـالـشـهـادَةْ
عُـنـصُرِيَّاً يُـقَـسِّمُ الـنـاسَ ظـلـماً
- كَــوَصِـيٍّ - إلــى عـبـيــدٍ وسـادَةْ
يــا زمـانـاً يـسـتعبدُ الـناسَ فـيه
كــلُّ وغــدٍ يـبـيعُ حـقـداً بــلادَهْ
يـا أخَ الـحرفِ كلُّ مـا رُمتَ يـفنى
غـيـرَ حـرفٍ أشـعلـتَ نـوراً مـدادَهْ
حَـرِّرِ الـحرفَ من هـواكَ لِـيـَغـدُو
ماطــراً كالسحـابِ يَـروي مـهــادَةْ
وازرعِ الـحُـبَّ في الـقلوبِ لـِتَحـيا
وامنحِ الناسَ بالحروفِ السـعادَةْ


في الخميس 23 يونيو-حزيران 2016 01:50:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=42407