بن دغر: انفراجة قريبة لأزمة اليمن..
مأرب برس - متابعات
مأرب برس - متابعات

  

ملفات عدة وأطروحات تبشر بالأمل فى حل الأزمة اليمينة حملها لنا رئيس الوزراء اليمنى الدكتور أحمد عبيد بن دغر فى أول حوار لصحيفة مصرية، مؤكدا أن المعركة فى ميادين اليمن مستمرة ما لم يقبل الحوثيون بالحل السياسى القائم على المبادرة الخليجية والمرجعيات الثلاث، وقرار الأمم المتحدة 2216، وأشار إلى خطوة جيدة ستتخذ فى الفترة المقبلة فيما يتعلق بتوحيد أطياف حزب المؤتمر الشعبى، منوها بأن السلطة الشرعية تتقدم تجاه تحرير المناطق التى تقع تحت سيطرة الحوثيين.

بن دغر زار القاهرة مؤخراً لإجراء جراحة عاجلة، وقال فى حواره لـ«اليوم السابع» إن الحكومة الشرعية لا تريد أن تقصى أحدا من العملية السياسية، والجميع لهم أدوار إذا تخلوا عن السلاح والقتل ولغة الدماء.

مأرب برس".. يعيد نص الحوار:

فى البداية هل يمكنم إطلاعنا على الأوضاع الحالية باليمن؟

هناك معركة مستمرة يخوضها أبناء اليمن والعرب، يقفون موقفا طيبا فيها، وهذا يدل أن المعركة ليست يمنية خالصة بل عربية أيضا، من أجل الأمن القومى العربى فى مجمله، ولن نقبل بأن تهزمنا إيران وجماعتها الحوثية أو تفتت وحدتنا، فعلينا جميعا كعرب أن نتوحد على موقف واحد وهو ألا تترك اليمن فريسة لأحد.

وأؤكد أن هناك تقدما فى المناطق التى تحررها قوى الشرعية، وإن كان يبدو تقدما بطيئا، لكنه يحدث على الأرض، ونعتبر مأرب جبهة صد قوية وأهلها قاتلوا ضد الحوثيين بقوة، ونحن نتألم لأى مواطن يمنى يسقط فى هذه المواجهات ولكن الوطن واستقراره هو الهدف الأكبر لنا.

 

 وماذا عن دور التحالف فى الشأن اليمنى؟

 

نحن نعلم أن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وفى مثل هذا الظرف العصيب لم يكن لأحد غيرها أن يستطيع قيادته، فلدى المملكة الإمكانيات ولديها القدرات على مواجهة الآثار السلبية للانقلاب الحوثى على الشرعية باليمن، وظهر ذلك جليا عندما اتخذوا قرار عاصفة الحزم دفاعا عن اليمن وشعبه، وفى الوقت نفسه دفاعا عن أمن السعودية والخليج والأمة العربية بشكل عام، لذلك نرى فى هذا التحالف حماية للمصالح العربية المشتركة، وأيضا نرى فى عاصفة الحزم سدا منيعا فى مواجهة الخطط الإيرانية بالمنطقة وأى عبث بمصالح الأمة، المملكة تتحمل عنا عبء المعركة فى اليمن، من حيث الإمداد العسكرى والمادى والمعنوى ونتقدم بالشكر لها ولكل الدول العربية التى تحالفت معها فى مواجهة المد الإيرانى.

كيف تقيم الدور الأممى فى أزمة اليمن خاصة بعد قرار مجلس الأمن تجديد العقوبات على اليمن عاما آخر.. وكيف يؤثر هذا على المشهد؟

بالطبع استمرار العقوبات يؤثر على المشهد اليمنى، فمعظمها عقوبات على أعضاء فى المؤتمر الشعبى العام، وبالتالى فهى تؤثر بشكل أو بآخر، وكنا نتمنى أن ينظر مجلس الأمن نظرة أخرى لمسألة العقوبات، ولكن فى النهاية قراراته محل احترام، وأنا كنائب رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام لا أؤيد فرض عقوبات على أى عضو بالحزب، سواء أحمد على عبد الله صالح أو غيره، ويجب رفع هذه العقوبات، وبنهاية المطاف سترفع.

أحداث متلاحقة يمر بها الملف اليمنى تزيد الأمور تعقيدا.. هل ترى الحل سياسيا أم عسكريا؟

 

نحن لا نستبعد الحل السياسى، ولكننا مستمرون فى مواجهة الانقلاب الحوثى عسكريا، وقد عرضنا على الحوثيين خلال جولات جنيف 1 وجنيف 2 والكويت أيضا الحلول السياسية، وتم الاتفاق على وثيقة حظيت بمباركة المجتمع الدولى والعربى، والحكومة الشرعية وقعت عليها والحوثيون أنفسهم وافقوا عليها شفهيا، ولكن عادوا وانقلبوا عليها مثلما انقلبوا على ما قبلها لأن الحوثيين قرارهم من طهران.

 

 ما أهم البنود التى حملتها تلك الوثيقة؟

 

أهم بنودها الانسحاب من صنعاء ومن جميع المدن المسيطرة عليها وعودة الشرعية للعاصمة لأنها منتخبة من الشعب اليمنى، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونؤكد أن الحلول السياسية شاء الحوثيون أم أبوا سيقبلون بها لاحقا، وهى الحلول التى تتوافق مع مخرجات الحوار الوطنى، والمبادرة الخليجية التى حملت خارطة طريق واضحة تؤدى لسلام شامل وقرار مجلس الأمن 2216 وخارج هذه المرجعيات لا أتصور أن تكون هناك مخارج سياسية عادلة لكل فئات الشعب اليمنى.

إذن هل تقبلون أن يكون للحوثيين دور فى العملية السياسية باليمن؟

نحن لا نريد إبادة الحوثيين، كما يشيع البعض، ولا نريد إقصاءهم من العملية السياسية مطلقا، لكن نريدهم أن يتفهموا ما أحدثوه من خراب وقتل باليمن وتدمير البنية الاقتصادية والتحتية لليمن، فالمنطق أن نعود للتوافق، وهذا لن يكون خارج المرجعيات الثلاث التى ذكرناها.

 وهل طُرح على جماعة الحوثى دور سياسى محدد من الممكن أن يلعبوه؟

من الممكن أن يتحولوا إلى حزب سياسى وأن يتخلوا عن أى شكل من أشكال العنف للاستيلاء على السلطة، ومن الممكن أن تكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهم يرفضون هذا الحل.

لكن المبعوث الأممى السابق ولد شيخ طالعنا بتصريحات مؤخرا أكد فيها أن الحوثيين لن يقبلوا التفاوض السياسى؟

نعم تابعت تصريحاته وهو محق فيها، وهذه خلاصة تجربته من خلال العمل فى هذا الملف لعدة سنوات، وهى تحمل رسالة للأمم المتحدة وعلى المبعوث الأممى أن يأخذها بعين الاعتبار، وهى أن هناك تصلبا من «الحوثى» ضد السياسيين وعملهم من أجل الوصول لحلول سياسية جذرية للأزمة، ليصبحوا شركاء حقيقيين للشعب اليمنى، بدلا من أن يكونوا قاتليه.

 إذن ما الحل إزاء إصرار الحوثيين على موقفهم المتعنت؟

 سنستمر فى الحل العسكرى حتى يخضعوا فلن نسمح لهم بإسقاط الجمهورية وتشريد الشعب اليمنى وتجويعه وسرقة ثرواته، خاصة أنهم يمثلون قلة من الشعب اليمنى.

 لكن «الحوثى» تخشى تسليم الأسلحة للسلطة الشرعية بصفتها خصما؟

نحن قدمنا عدة مقترحات فى هذا الشأن أن تتكون لجنة هى من تقوم بجمع السلاح، ونقبل من دولتين عربيتين وأمريكا أن تشرف على عملية جمع الأسلحة، وتحت حماية الأمم المتحدة، ولكن الحوثيين رفضوا التوقيع على الوثيقة التى وصلت لها لأمم المتحدة متضمنة الانسحاب والتخلى عن السلاح وانتقال سياسى يحقق للجميع أهدافهم، لكن إصرارهم على الاحتفاظ بالأسلحة يؤكد نيتهم الخبيثة ورغبتهم فى اغتصاب السلطة.

 

 هل هناك جولة مفاوضات جديدة قريبا بشأن الأزمة اليمنية؟

 

المسألة كلها بيد الأمم المتحدة والآن تم تعيين مبعوث أممى جديد ولا نعرف أجندته تجاه قضية اليمن، لكن نتوقع أن يتمسك بالمرجعيات الثلاث كسلفه أحمد ولد شيخ، وهو ما أكده قرارات الأمم المتحدة على مدار السنوات الماضية، وسيتولى مهامه قريبا، وسنساعده كحكومة شرعية على القيام بها على أكمل وجه.

وأعتقد أن الحوثيين بالنهاية سيقبلون بالحل السياسى والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى، هم الآن يخسرون على الأرض كثيرا وإزاء ذلك سيعيدون تقييمهم للموقف وقراءتهم للمشهد ستختلف.

 

 هل توجد وساطات من بعض الدول لحل الأزمة مع الحوثيين؟

 

 نحن لا نشجع أى وساطات نحن مع رعاية الأمم المتحدة فى أى حوار بيننا وبين المتمردين.

 

رغم القصف المستمر لأكثر من عامين على مستودعات الأسلحة التى يسيطر عليها الحوثيون لكنهم مازالوا مستمرين فى القتال.. ما تفسيرك؟

 

 الحصار لم يكن حصارا محكما فلم يؤدِ إلى النتيجة المرجوة لذلك تسربت الأسلحة والذخائر للحوثيين، فالصواريخ الباليستيه لا يملكها الحوثيون بهذا الكم الكثيف، وهذا يؤكد أن هناك طرفا يقوم بتهريب الأسلحة للحوثيين، وهى تكاد تعترف بذلك، وإيران هى من دعمت حروبهم مع الدولة منذ 2004 بالإضافة لتدريب عدد منهم فى طهران، ولا ننسى حزب الله فى لبنان فهو جهد مشترك لإمداد الحوثيين بالأسلحة.

 

 ما تأثير التدخلات الإيرانية على المنطقة عامة واليمن بشكل خاص؟

 

إيران تدعم الحوثيين فى اليمن وهدفهم ضم صنعاء إلى بغداد وبيروت وكل المناطق المشرذمة، لكن أقول لهم العرب يتحدون فى أوقات المحن وفى اتحادهم قوة تفوق تصوراتكم، ويتناسون أى خلافات إزاء الخطر.

 

كثر الحديث عن أحمد على عبد الله صالح هل يتوقع أن يكون له دور فى الفترة القادمة؟

 

أنا دائما أؤكد أن أحمد على عبد الله صالح منا، ونحن منه، وهى عبارة أشار إليها الرئيس عبد ربه منصور أيضا من قبل، ونؤكد أننا سنوحد قوى المؤتمر الشعبى العام، بما فيها أبناء الشهيد على عبد الله صالح، سنوحد كل قيادات الحزب تحت راية واحدة وسيكونون جميعا ممثلين فى قيادة المؤتمر منهم عبد ربه منصور وأحمد على عبد الله صالح.

 تتوقع من سيرأس الحزب

 نحن حزب ديمقراطى وسنترك هذا الاختيار لنتيجة الانتخابات التى ستجرى اتباعا لأسس الديمقراطية التى يقوم عليها الحزب.

هل سيعقد مؤتمر عام للحزب قريبا؟

اللجنة الدائمة بحزب المؤتمر هى المعنية بالدعوة لهذا الاجتماع، وهى مكونة من 1200 عضو، ولديها صالحية انتخاب رئيس ونواب للرئيس وأمين عام، لذلك أعتقد أن انعقاد اللجنة الدائمة خلال الفترة القادمة سيكون نقلة نوعية بالنسبة للحزب.

إذن ليس هناك قرار مسبق أن يتولى الرئيس اليمنى عبد ربه منصور رئاسة الحزب؟

إذا استطعنا جمع قيادات المؤتمر قريبا فأعتقد أن عبد ربه منصور سيشارك ويدلى بدلوه وننتظر الإعلان عن النتيجة.

هل هناك أسماء أخرى مطروحة؟

هو اسم أساسى، وهناك أسماء مرشحة والترشحات مفتوحة لجميع القيادات فكل من يرى فى نفسه الإمكانيات لقيادة الحزب فأهلا به ستكون صناديق الاقتراع مفتوحة.

ما طبيعة الاتفاقات التى ستجرى مع أحمد على عبدالله صالح؟

نحن على تواصل دائم معهم ومع أحمد صالح، وهناك أخبار سارة تسمعونها قريبا فيما يتعلق بوحدة الموقف داخل حزب المؤتمر قريبا، فمقتل على عبدالله صالح وحد الجميع ولم يترك مجالا للاختلاف، ولكن ما زلنا نرتب لقاءات للقيادات الأساسية بالحزب الذى يضم نجل على عبد الله صالح، وخلال هذا الاجتماع سنقرر ما نراه مناسبا لليمن سواء ما يتعلق بالقيادات ورئاسة الحزب وغيرها من الأمور.

هل التحالف مع عناصر على عبد الله صالح قد يعيد ترتيب المشهد اليمنى؟

أى قيادة داخل المؤتمر سيكون لها تأثير واضح، لكن خارج المؤتمر سيكون دوره أقل ووزنه أخف، وعلى عبد الله صالح كان رئيسا لحزب المؤتمر، فهم ليسوا خارج المؤتمر، ونحن أيضا لسنا خارجه، الكل داخل بوتقة حزب المؤتمر الشعبى العام، لذلك أنا لا أؤيد من يقولون مجموعة على عبد الله صالح، ومجموعة عبد ربه منصور، كلنا ننضوى تحت لواء المؤتمر الشعبى العام ومساره الوطنى.

مجلس الأمن أقر بالمشروع الروسى حول تسوية اليمن، كيف يؤثر هذا على الأوضاع باليمن؟

إيران دست أنفها فى اليمن ودعمت الحوثيين ماديا وعسكريا ومعنويا، ومجلس الأمن لم يتمكن من الوصول إلى اتفاق حول إدانة هذا التدخل الإيرانى فى اليمن، وننتظر جولات واجتماعات أخرى بالمجلس لكى ينظر للأمور بزاوية أخرى، فالوضع باليمن شديد الحساسية، ونحن فى حزب المؤتمر الشعبى حريصون على التواصل مع جميع أعضاء مجلس الأمن دون استثناء، ونأمل استمرار التواصل فالصواريخ التى تطلقها جماعة الحوثى يوميا على المدن اليمنية المحررة، وعلى أراضى المملكة العربية السعودية، بما فيها الرياض أثبت الخبراء أنها إيرانية، وهذا لا يخفى على أحد وننتظر إدانة واضحة وإجراء دوليا تجاه التمادى الإيرانى بالمنطقة لتأزيم الأوضاع ليس فى اليمن فقط ولكن بالوطن العربى.

وما تعليقك على استخدام الفيتو الروسى لتعطيل مشروع القرار البريطانى الخاص بطهران؟

روسيا من دول العالم العظمى ربما لهم مصالح متشابكة، استخدام الفيتو حماية واضحة لجرائم كبيرة ترتكبها إيران، لكننا نحن دائما تربطنا علاقات طيبة بروسيا، ولا نريد أن يؤثر هذا الموقف على علاقاتنا المشتركة، فالروسيون وقفوا معنا طوال الفترة الماضية، ونحن نثق أنه بالنهاية سينتصرون للحق فى أزمة اليمن، فعندما اتخذ القرار 2216 روسيا لم تستخدم حق الفيتو لاعتراض مساره وهذا هو القرار الأساسى وليس ما طرح فى الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، وهذا يدل على أنهم يساندون الاستقرار والسلام فى اليمن، فلا يصح أن نغلب موقفها الأخير على كل مواقفها الإيجابية السابقة، ونثق فى تعضيدهم الشرعية باليمن، وأعتقد أنهم سيتخذون موقفا إيجابيا فيما يخص أزمة العلاقات العربية الإيرانية بشكل عام.

المشهد اليمنى معقد.. فما دور فصائل الحراك الجنوبى والمجلس الانتقالى به؟

الحراك حاول استخدام السلاح للاستيلاء على السلطة، وهو منقسم على نفسه فجزء منه قبل بالحوار ودخل مؤتمر الحوار الوطنى وقبل بالحلول التى تم الاتفاق عليها التى تتلخص فى دولة موحدة اتحادية من ستة أقاليم والبعض منهم يعلن هذا بوضوح، والبعض يدعم ضمن تحالف سياسى الشرعية فى عدن، وهناك أيضا فصيل حراكى هو المجلس الانتقالى يدعو إلى فك الارتباط باليمن، وأحيانا يدعو لهوية جديدة ليست لها علاقة بتاريخ اليمن أو بتاريخ الجنوب، وهذا أمر مؤسف للغاية خاصة بعد التضحيات الكبيرة التى قدمها أبناء الجنوب من أجل وحدة البلاد، وضحوا بالغالى والرخيص من أجل الوحدة، لكن بعض الفصائل انقلبت على هذه الوحدة، فأعتقد أن هناك وعيا مزيفا لدى البعض من أبناء الجنوب، ونحن نراهن عليهم وعلى ولائهم لوطنهم ليحسموا أمرهم تجاه دولتهم الاتحادية من 6 أقاليم والحفاظ على وطنهم موحدا.

 هل تقبلون أن يكون الحراك الجنوبى والمجلس الانتقالى جزءا من العملية السياسية فى اليمن؟

المجلس الانتقالى هو الفصيل الذى يسعى بقوة السلاح للانفصال عن الوطن الأم، وهو سبب الأزمة الأخيرة وأتوقع أن تحسم الانتخابات القادمة هذا الصراع بعد أن تنتهى الحرب فى جميع ربوع اليمن والوصول إلى اتفاق وطنى عام وشامل يكون الحراك الجنوبى جزءا منه.

والمجلس الانتقالى أيضا إذا تخلى عن سلاحه وتحول إلى حزب سياسى يستطيع أن يمارس عمله السياسى حتى لو أبقى على شعاراته الانفصالية نحن لا نحجر على رأى أحد، لكن دون سلاح وعنف هذا ليس فى مصلحة الشعب اليمنى.

ما دور الإخوان فى الأزمة اليمنية؟

الإخوان فى اليمن يمثلهم حزب الإصلاح وطالما ساند الشرعية فى خطوط التماس الأولى، ولطالما بذل الكثير من أعضائه فى هذه المواجهة وسيظل جزءا من السلطة فى اليمن كواحد من الأحزاب المؤيدة للشرعية وعاصفة الحزم، وهو حزب خاض الانتخابات بعد الوحدة فى 1993 وقبل بالمشاركة السياسية مع حزب المؤتمر الشعبى العام والحزب الاشتراكى واستمر فى الحكم عبر الانتخابات لعدة سنوات، ثم خسر الانتخابات وخرج من السلطة، وهنا الفارق بين حزب الإصلاح والأطراف المتطرفة دينيا وتدعو للعنف.

من تقصد.. السلفيين

بعض السلفيين وليسوا جميعهم، فعدد من القيادات السلفية فى الحراك الجنوبى، نحن نقول بشكل عام من يريد الانخراط فى الحياة السياسية لليمن فهذا متاح عبر قنوات سلمية رسمية، ومن يريد الاستيلاء على السلطة سيجد الطريق مغلقا أمامه، سواء من الإخوان أو من حزب المؤتمر أو الحراك.

وهل كان للإخوان أيضا أطماع فى السلطة ؟

الإخوان حزب سياسى إذا سعى للسلطة عبر صناديق الاقتراع ليس لدينا ما يمنع فالمنافسة مفتوحة، فهناك خصوصية باليمن فيما يتعلق بالحركة الإسلامية فليس الكل متجانس فهناك من يقفون إلى جانب بناء الدولة وهناك من يرفضون ويمارسون العنف أو يدعمون الإرهاب كالقاعدة وداعش وهذا ما نرفضه تحت أى حجة دينية.

إذن الفكر المتطرف الذى يبث من بعض التيارات الدينية فى المساجد يمثل خطرا من نوع آخر على اليمن؟

هناك مساجد تدعو للفكر المتطرف وهذا الفكر يستقطب الشباب لإقناعهم بالانضمام إلى داعش والقاعدة، أعتقد أنه أخطر ما يمكن خاصة فى ظل عدم التزام بعض المساجد بالخطب السمحة للدين الإسلامى.

أنت ترى إذن المشهد شديد التعقيد باليمن؟

نعم هو معقد لأقصى درجة فيصعب الإلمام بكل عناصره، نحن موحدون كأحزاب سياسية فى التحالف السياسى الداعم لعاصفة الحزم والداعم للشرعية ندرك جيدا الإضرار الكامنة وراء هذا التطرف.

لكن يعول البعض على الكلفة المتزايدة من المواطنين ضحايا الحرب..ما تعليقك؟

كل الحروب لها ضحاياها، وكل مواطن يمنى له قيمة كبيرة لدينا لكن الحوثى لم يترك لنا خيارا آخر، والمتسبب فى الحرب هو من يتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا لنضع الأمور فى نصابها، لن نترك الحوثى يضيع أمتنا العريقة، صناديق الاقتراع هى من تقول كلمتها فيمن يحكم البلاد وليس سطوة السلاح.

إذا أشرنا لمصادر الخطر على اليمن ابتداء بالأشد خطورة من يأتى فى المقدمة؟

الحوثيون ثم الإرهابيون والقاعدة، ولا نصف المجلس الانتقالى عدوا لنا، أشرت للحوثيين لأنهم أكثر من دمر وقتل اليمنيين، فحركة تمرد الحوثى قتلت منذ 2004 حوالى 13 ألفا من الجيش والحرس الوطنى والأمن فى 6 حروب.

معركة أخرى تخوضها اليمن ضد الإرهاب.. حدثنا عنها؟

الإرهابيون سبق وسيطروا على حضرموت لفترة وساعدتنا قوات التحالف على تطهيرها، وتمكنا أيضا من تدمير عناصر للقاعدة فى محافظتى شبوة وأبين حاولوا العبث بأمنهما، وانتصرنا عليهم.

تطال حكومتك العديد من الشائعات.. فبماذا ترد؟

لقد منعت الحكومة الشرعية عبثًا كبيرًا بالمال العام، ومن مُنِعوا من العبث يشتركون للأسف فى هذه الحملة المغرضة، كل ما يشاع بشأن فساد بالحكومة يأتى ضمن مخططات التحريض على الشرعية وعلى الدولة وتتم المبالغة فيه، ومن أناس وأطراف ومراكز إعلام للأسف تفتقد للمصداقية، هدفها إسقاط الشرعية وليس إسقاط الحكومة، لقد قلنا مراراً وتكراراً إن الشرعية وعبد ربه منصور ليسا خصمكم وإن عدوكم الأول والأخير هو الحوثى وإيران التى تدعم.

إن توجيه الصراع نحو الداخل ممثلا فى الشرعية والحكومة بتهمة الادعاء بفساد يراد به إضعاف الجبهة الداخلية فى مواجهة الحوثيين، وتفكيك التحالف العربى بقيادة المملكة والدفع بوطننا إلى الخطر، وأيضا التأثير على تضحيات الجيش الوطنى فى المعركة، ونحن نحذر من إثارة الفتنة والانسياق وراءها وأنا أثق جيدا فى وعى أبناء وطنى وقدرتهم على التمييز بين الحقيقة والمخططات الهادفة لهدم وطنهم.

طالت الشائعات أبناءك وتعيينهم فى مناصب بالحكومة اليمنية.. فما تعليقك؟

أؤكد أن كل ما يقال بشأن ابناى عبدالله وحسين ليس له أساس من الصحة، ويأتى فى إطار الحملة الكاذبة على الحكومة، فعبدالله ليس بنائب وزير ولا بدرجة نائب وزير وليس بوكيل ولا حتى بدرجة وكيل مساعد.

أما حسين فهو موظف فى وزارة الشؤون القانونية منذ اثنى عشر عاماً، وتدرج فى الوظيفة العامة وفقاً للقانون، قبل أن يعين وكيلاً فى وزارة الشؤون القانونية، وهو لم يحصل على درجة وكيل إلا بعد أن قضى فى العمل 12 عاما، وشهد له بالكفاءة رآها فيه الرئيس عندما كان محامياً لقضايا الدولة أمام المحاكم الوطنية، هذه القضايا قضايا كيدية كانت ترفع على الرئيس عبدربه منصور هادى نفسه أمام المحاكم، وكان حسين وزملاء معه يتولون الدفاع فيها.

وفى النهاية هما مواطنون يمنيون من حقهم العيش والحصول على وظيفة كما يحصل عليها الآخرون.

وماذا عن الشائعات وتهم المحسوبية التى ترددت بشأن آخرين من أعضاء الحكومة؟

قيل إن الدكتورة ميرفت مجلى سفيرة اليمن فى بولندا والوكيلة السابقة فى وزارة الخدمة المدنية منذ 2009، وأخاها الدكتور الشاذلى فضل مجلى من أقارب وزير الزراعة، وهذه المعلومة خاطئة وعارية تماما من الصحة والاثنان من مواليد عدن، ويحملان درجة الدكتوراه، ولا صلة قرابة بينهما والشيخ الجمهورى عثمان مجلى وزير الزراعة، ذلك الشيخ الوطنى من صعدة وهما عدنيان، ولأنهما من أبناء عدن فأصواتهما منخفضة، والضجة المفتعلة حولهما ظالمة.

تهمة القرابة العائلية بينى وبين د. ميرفت مجلى افتراء آخر لا أساس له من الصحة، كانت د. مجلى وأخوها قد سبقا رئيس الوزراء إلى الرياض وإلى التحضير لمؤتمر الرياض عبر جهات التحضير للمؤتمر ولموقفهما الثابت من الانقلاب ومن الحوثيين ولكفاءتهما حظيا باهتمام القيادة.

ولم أكن كرئيس للوزراء سبباً فى تعيينها سفيرة فى بولندا، حيث تم تعيينها سفيرة قبل أن أصبح رئيس الوزراء بالحكومة وترشيحها كان من أطراف أخرى حتى ليس من المؤتمر الشعبى العام.

 

ومعظم من جاءوا لهذه المناصب جاءوا بترشيحات من قيادات أحزابهم، والحكومة كلها ائتلافية تتكون من أحزاب، وقرارات الرئيس راعت الكثير من الجوانب السياسية.

 

هذه المعلومات لمن يريد معرفة الحقيقة كما هى لا كما تصورها أبواق مأجورة هدفها إثارة الفتنة والانتقام من رئيس الحكومة لثبات موقفة من قضايا وطنه، ودفاعه عن قناعاته الثابتة فى الجمهورية والوحدة دولة اتحادية، فى مواجهة مشاريع التقسيم والتجزئة والتقزيم، وكحل جذرى لأزمة الدولة والمجتمع فى اليمن، وأزمة السلطة والثورة.

وماذا عن اتهامات نواب المجلس؟

الاتهامات الأخرى التى توجه لنواب رئيس الوزراء عبدالملك المخلافى وعبدالعزيز جبارى والوزراء الآخرين قضايا مفتعلة ولا تمت إلى الحقيقة بشىء، فهى غالباً تندرج فى إطار الصراع القائم على السلطة والنفوذ فى عدن والجمهورية بصورة عامة. وتضخيمها يأتى فى إطار السعى المشبوه لإسقاط الشرعية ومشروعها الوطنى فى يمن اتحادى جديد.

من يقف وراء هذا الهجوم؟ وتلك الشائعات؟

 يستمر الهجوم على الحكومة بسبب أو بدون سبب، يشارك فيه وزراء ومحافظون سابقون كانوا بالأمس القريب أعضاء فى الحكومة.

وماذا تقول لمطلقى هذه الشائعات؟

 لن تنجحوا فى تفكيك الشرعية وأدعو الرئيس عبدربه منصور هادى لتشكيل لجنة قضائية ومن الخدمة المدنية بصلاحيات مطلقة لدراسة كل التعيينات فى السلم الوظيفى للدولة، والنظر فى كل الشبهات وإزالة الشوائب، إن وجدت فليس من العدل طرد الناس من الوظيفة العامة لمجرد الشبهة، واللجوء للقانون وليس إلى الشارع والإعلام الكاذب أقرب لتحقيق العدالة.

ما أهم ما قامت به الحكومة الشرعية من تطوير فى الأماكن المحررة حتى الآن؟

الحكومة تعمل فى ظروف صعبة بعد أن دمر الحوثى كثيرا من البنية التحتية، ورغم ذلك فقد نجحت فى حل أزمة رواتب الموظفين وأزالت أكوام القمامة المتراكمة فى الشوارع، مما تسبب فى انتشار الأوبئة والأمراض، وساهمت فى علاج الآلاف من الجرحى العسكريين والمدنيين فى الداخل والخارج، كما أنجزت عددا من المشروعات رغم النقص الشديد فى الموارد، فعلى سبيل المثال أعادت المستشفى العسكرى للعمل بعد سنوات من التوقف وأنشأت محطات الكهرباء فى عدن وحضرموت، وبجهود ذاتيةً وبعضها بدعم الأشقاء العرب فكانت عدن مظلمة وتمت إنارتها.

أريد أن يتذكر الجميع أن الحكومة فتحت ذراعيها للجميع دون استثناء شعوراً بالمسؤولية والتزاماً بالواجب الوطنى، فى الوقت الذى كانت فيه أبواب الحكومة السابقة أمامها مغلقة، فهى الحكومة التى أعادت ترتيب الوضع الشخصى لأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الشورى والوزراء السابقين الذين تقطعت بهم السبل، وأعضاء اللجنة الدستورية والهيئة الوطنية للحوار الوطنى، والهيئة الاستشارية وبعض قيادات أخرى.

كما رتبت أوضاع الإعلاميين بعد أن انقطعت رواتبهم لستة أشهر، تقديراً لما بذلوه من جهد فى الفترة الماضية وعملاً بواجبها الوطنى تجاههم، للأسف بعضهم يشارك فى الحملة ضد الحكومة، والجميع من هؤلاء مدرك أو غير مدرك أن الحكومة إنما تدافع عن الإرادة الوطنية، والشرعية، والدولة الاتحادية.

 
في الجمعة 23 مارس - آذار 2018 07:03:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=43552