تحرير الحديدة معركة ترعب الامامة والأمم المتحدة
أحمد عايض
أحمد عايض
 

في زمن الغدر وأيام حكم اللئام يولد الفقر والجهل والمرض وذلك ثالوث قاتل ارتبط تاريخيا بحكم الإمامة في اليمن, وبات من مؤكدات اليقين لأبناء أنه أينما حلت الامامة حل الفقر وترعرع الجهل وأنتشر المرض .

التاريخ يعيد نفسه اليوم مجددا وفي القرن الحادي والعشرين في ظل حكم الاماميين الجدد القادمين من كهوف الجبال ومغارات التخلف والرجعية.

اليوم وبعد قرابة نصف قرن من عمر الجمهورية اليمنية التي ودع فيها أبناء اليمن , قضايا الجوع ومشاكل المجاعة , وقضى على غالبية الامراض التي كانت في عهد الائمة , عاد اليوم الاماميون الجدد لإحياء ذلك الثالوث القاتل في زمن الجمهورية , عاد الحوثيون وعاد معهم كل موروثات التخلف والجهل والمرض .

في زمن الإمامة يحكم السفهاء ويسيطر الانذال ويعلو الحقراء ويتبختر المنحطين وتعلو حثالة القوم ويتوارى حكمائها , فتنتشر المجاعات وتعلو رؤوس المفسدين ويتنافس القتلة واللصوص على مقاليد الأمر والسلطة حتى تضيع الاوطان وينطحن الشعب تحت أقدام أولئك المفسدين الذين لا يشيع بطونهم إلى تجويع من حولهم.

طيلة عقود الجمهورية لم نعد نسمع عن قضايا الجوع والمجاعة إلا في بطون الكتب التي تتحدث عن تاريخ الإمامة التي حكمت اليمن طيلة العقود الماضية , وكيف كان الفقر لصيقا بحياة اليمنيين طيلة حكمهم.

اليوم يتباكى الحوثيون ومن لف لفهم من منظمات المجتمع المدني والدولي التي اخترق الحوثيون مفاصلها طيلة الثلاثة العقود الماضية ,وبدأ ذلك اللفيف بذرف دموع التماسيح على أنتشار المجاعة في اليمن , مرجعين أسبابها إلى التحالف العربي .

حتى الصحافة العالمية دخلت مضمار التباكي على تلك المأساة , على أنها اسوأ مجاعة في العالم , واستندوا إلى تقارير منظمات وصفت بالدولية , لكنها صيغت بأقلام موالية للحوثين كل مفرداتها وفقراتها متعاطفة داعمة للمليشيات حتى وصفوا مخاطر تحرير الحديدة قد ولد "أسوأ المجاعات في العالم" .

 دون التطرق أن الحوثيين هم من صنعوا تلك المجاعة ,وهم من كان سببا في ميلادها وتوسعها ,عبر سياسات التجويع والافقار والحرمان لحقوق الشعب . 

الغريب أن كل تلك المنظمات الدولية ترفض الاعتراف أن كل حالات المجاعة ومناطقها محصورة حصريا في النطاق الجغرافي التابع للميشيات الحوثية فقط وليس المناطق المحررة .

كما تناست كل تلك المنظمات أن الغالبية العظمى من الدعم الدولي الذي يقدم لليمن قد تحول على يد الحوثيين ومباركة من الكثير من المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى مجهود حربي يمنحه الحوثيون إلى مقاتليهم في جبهات الحرب , كرديف للراتب الشهري , ولا يصل للفقراء والجوعى منه شيء, وباتت معونات المجتمع الدولي أحد الأدوات التي تطيل عمر الانقلاب في اليمن ويمد المليشيات المسلحة بالدعم العيني.

‏الجميع يعلم أن الغالبية العظمى من دعم المنظمات الدولية وبنسبة تفوق 80% يصل الى المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون ومع ذلك كل حالات الجوع والمجاعة هي في تلك المساحات التي تسيطر عليها المليشيات .

متى سيعي المجتمع الدولي ان القضاء على المجاعة والفقر والمرض في اليمن مربوط بزوال الحوثيين , ومتى ستعي تلك المنظمات التي بات الجميع يشك في استقلاليتها ومصداقيتها أن تحرير ميناء الحديدة هو قطع وريد الانقلابين , وبه سيعود الامل والحياة إلى بيوت أبناء اليمن, وتحرير الحديدة هو الوسيلة الوحيدة لاشباع الجوعي والمحتاجين في كل أرجاء اليمن.

   
في الخميس 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 06:07:18 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=43984