ويسألونك عن حجور
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان

تشريد جماعي للنساء والأطفال وكبارٌ في السن ممن عجزوا عن حمل السلاح للدفاع عن وطنهم وعرضهم وممن يعانون من عدة امراض ومن المقعدين الذين يتناوب على حَملهم بعض أبنائهم ومنهم من أدركته الوفاه في طريق تَشرُدِه من التعب والإعياء وقِلت الغذاء والدواء لطول الطريق وصعوبته وإسقاط بعض الحوامل لأجنتهن هربوا جميعهم من صواريخ المليشيا المعتدية ومن مدفعيتها المدمرة .

المشردون من الأطفال في الجبال والشعاب والوديان مع أسرهم معظمهم من الإناث وجميعهم نال منهم رعب القصف وفضاعة النيران الكثيفة على بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومزارعهم وفي حالة من الهلع والرعب وقلة الزاد والدواء والراحلة والمأوى .

 

تركت الأسر الحجورية مساكنها ولم تحمل معها إلا ماستطاعت أبدانها المنهكة على حمله لتبقى مساكنها معرضة للنهب والخراب على أيدي مليشيا سلالية عنصرية فاقوا المغول ارهابا ورعبا ودموية . لستُ متحدثا عن الوضع العسكري في جبهة حجور وعن تقدم او تقهقر فالأيام القليلة القادمة إن لم تكن الساعات ستأتيكم أخبارها فلنا نماذج تابعناها وتتبعنا أحداثها بل وعاصرناها تحكي كيف صمدت مناطق وقبائل صمودا اسطوريا أمام الزحف السلالي الأسود حتى غزتها الخيانة من داخلها والعجز من واليها وحكومتها والتباطؤ والخذلان من حلفائها.

الحرب كر وفر ومايحدث في حجور إنما هو غزو واعتداء من قبل مليشيا إمامية زحفت بكل ما أوتيت من حقد وقوة وبطش بصواريخها البالستية ومدفعيتها الثقيلة و قطعانها البشرية المتوحشة المدربة على القتل والنهب والتهجير يقابله دفاع من أبناء حجور الذين أعدوا ماستطاعوا من قوة للدفاع عن عرضهم وارضهم فمنهم من قضى نحبه من أثر جراحهم التي قل دواؤها ومداويها ومنهم من ينتظر وبقيةٌ يتوكأون على جراحهم وبنادقهم يدافعون عن عرضهم وعرضهم يستكملون الدفاع عن شرف الجمهورية والذي بُدِأ استباحته حين اعدام العميد حميد القشيبي .

كل هذا ومالاح في الأفق حتى الساعة رعودٌ من القريب وجعجعة عاجز ليس له من الأمر شيئ وحليف لايرتق اي دعم منه لا للدفاع ولا للهجوم ومجتمع دولي يقيم الدنيا ويقعدها لزواج القاصرات ويغض الطرف عن جرائم المليشيا الانقلابية بل ويتراخى معها حد التواطؤ لقتل القاصرات مع آبائهن وأمهاتهن وإخوانهن وأخواتهن وبقية أهاليهن .


في الجمعة 08 مارس - آذار 2019 06:14:15 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=44184